الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

كانوا لصوصا !!

  • 1/2
  • 2/2

أنتصف الليل و تسونامي العاصفة الرملية الصفراء لم ينقشع السماء باكية كئيبة ومعفرة .. اغلقت النوافد واحكمت حشو فتحات الزجاج المكسور بالخرق .. خشية من نوبة ربو يتعرض لها صغيري في مثل هكذا موجة غبارية ،، دخلت غرفة النوم بعد أن مررت على غرفة الاطفال وتأكدت من نومهم جميعا ، كورت جسدي في فراشي الدافئ وتلمست وسادة زوجي الغائب هذه الليلة مناوبا في عمله الليلي شرطيا في حماية احدى المنشآت المهمة وقد تعودت ان اكون وحيدة في معظم ليالي الاسبوع ..تأكدت أكثر من مرة من اغلاق جميع الابواب ووضعت المفاتيح تحت الوسادة .. أشعر بأنقباض في صدري وكأن الليل المكفهر بالغبار يشي بالمجهول الذي أخشاه كل ليلة وانا أقضيها وحيدة مع أطفالي ،، بيت أهلي لم يكن بعيدا لكني لا أفضل المبيت عندهم راحتي وهدوئي لا اجدهما الا بين جدران بيتي ،، لم تمر دقائق طويلة في محاولة الاستسلام الى الوسن الذي يداعب جفني ويشوش على صور احلامي الواقعية وخططي لمستقبل حياتنا القادمة في بيتنا الجديد أحلم بلون الجدران وأماكن الاثاث والزهريات وألون الزهور فيها باللوحات وصورنا الشخصية التي سأعلقها على جدران الغرف ..
سمعت طرقا خفيفا على باب المطبخ انتفضت ان يكون القادم زوجي لكني استدركت لانه يمتلك مفتاحا وبأمكانه الدخول دون الحاجة ليطرق الباب ويقلق نوم الاطفال ؟؟ تلبستني مشاعر الخوف كأية امرأة وحيدة لا تعرف ماذا يخبئ لها القدر في مدينة اصبح فيها الشر يتجول بين الناس سرقة خطف اغتصاب وقتل .. الظلمة محفوفة بالمخاطر والليل مسرح المجرمين هذا ماتردده أمي كل يوم لاقناعي أن أبيت في بيت العائلة !
كما لايمكنني تجاهل نشرات الاخبار التي تبث الرعب وحالة التردي والفوضى وازدياد معدلات الجريمة التي تنهش المجتمع وتوقع يوميا المزيد من الضحايا ..مع كل صباح أصافح وجه رعبي المدجج بالمفخخات والعبوات وأتساءل من سيكون القادم في اخبار الفجيعة !!..
يتواصل الطرق الخفيف وتتزايد وتيرة حدته ..
احمل مصباحا يدويا يعمل بالبطارية لانقطاع التيار الكهربائي .. اقف خلف الباب هاتفة بصوت مرتعش :
ـــ من القادم ؟
ــ يجيبني صوت اجش لا أعرفه ولم يكن بأمكاني تميزه وسط أرتباكي في تلك اللحظة المشؤومة !
ــ أفتحي الباب حالا !!ـ
ــ ونعدك لو بقيتي هادئة ورميتي الاموال والذهب لن ينالك وأطفالك اي سوء
والا !!!
جسدي ينتفض بشدة ترتعش اطرافي ،، علي حسم الموقف بسرعة خشية ردة فعل مباغتة ومتهورة من اللصوص في كسر الباب وقتلنا جميعا ..
ــ اخرجي الاموال والذهب وارميها من فتحة الباب وسنرحل فورا !
دخلت غرفة النوم وعدت بكيس فيه جميع مصوغاتي الذهبية والمبلغ الذي تسلمه زوجي عصر هذا اليوم ثمن بيتنا لنشتري بيتا أوسع ..
نفذت ما طلبه اللصوص بهدوء ،،، تلقفوا الكيس بسرعة مذهلة متوجهين نحو باب المرآب كانوا ثلاثة ملثمين ميزتهم من ظهورهم على ضوء مصباح الشارع الخافت في لجة الغبار .. أحسست أن اللحظة قد حانت لتجربة مهارتي ،، استجمعت ما بقي من قوة في روحي أخرجت المسدس الصغير من تحت ملابسي استعيد كلمات زوجي الذي دربني للدفاع عن نفسي شددت حزمي وانطلقت خلفهم مصوبة عدة رصاصات بأتجاه الثلاثة الذين سقطوا على الارض مضرجين بدمائهم جثثا هامدة ،، أفتح عينيي مذعورة من بشاعة المنظر وقسوة القتل وأهراق الدماء أرتجف ولا أقوى على الصراخ غير مصدقة أني من أطلقت تلك الرصاصات القاتلة .. دقائق قليلة تجمع الجيران مذهولين نظراتهم مذعورة وهم يميطوا اللثام عن وجوه اللصوص الثلاثة ..
أقتربت قليلا من الجثث لافسر هول الفزع والذعر في عيون الجيران ... ماتت حواسي وفقدت احساسي بالحياة ... نشيج صوتي المذبوح يدوي في الفراغ انا القاتلة القتيلة ياألهي .. لقد قتلت أبي واخوي !!!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى