تحظى المرأة في مجال الإعلام بإهتمام متميزا من قبل الحكومة متمثلا في «المجلس الأعلى للمرأة»، وبصورة المرأة البحرينية في وسائل الإعلام الصحفية والتلفزيونية والإذاعية، وما تنتجه تلك الصورة، فضلاً عن العوامل الاجتماعية والثقافية والمهنية التي تكرس الصورة النمطية للمرأة في وسائل الإعلام وتعوق مشاركتها بشكل فاعل في صناعة الإعلام.
والمتتبع لحال المرأة في المجال الإعلامي سيجد أن المرأة تشكل 50% من نسبة العاملين في جهاز الإذاعة، وحوالي 30% من نسبة العاملين في جهاز التلفزيون الذين يمارسون مجالات التقديم والإعداد والإخراج. كما أن لها إسهامات واضحة في الصحافة، وتشكل نسبة كبيرة من بين المحررين المحليين في الجرائد اليومية، ومن الملاحظ أن أعداد الإعلاميات في المؤسسات الصحفية في تزايد.
ويأتي شعار العام الحالي «المرأة والإعلام» تجسيدا للاهتمام والدور البارز الذي تتمتع به المرأة الإعلامية في البحرين، ولهذا فقد استطلعنا عددا من آراء الإعلاميات على الساحة البحرينية، حيث قالت الباحثة والكاتبة الصحفية بثينة خليفة قاسم ان شعار العام الحالي ليوم المرأة البحرينية «المرأة والإعلام» تأكيدا حقيقا من قبل الحكومة الرشيدة على المكانة التي تتمتع بها المرأة في مجال رصد الإعلام، كما أن اختيار المجلس الأعلى للمرأة لهذا الشعار يأتي ليكسر ثقافة المجتمع الذكوري التي امتدت لسنوات، ويقود هذا الاحتفاء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من خلال المشروع الإصلاحي الذي امتد لـ 10 سنوات، حيث من خلاله استطاع أن يأخذ بيد المرأة البحرينية.
وأوضحت أن الاحتفال بيوم المرأة البحرينية في الـ 1 ديسمبر خلافا للاحتفال العالمي في 8 مارس من كل عام يجسد احترام القيادة الرشيدة للمرأة البحرينية وتذكير لما حققته المرأة طيلة عام بأكمله.
وأضافت قاسم «وهذا ما يجسده الدستور من خلال المواد التي تحترم حق المرأة، والتي منها المادة الأولى التي تعنى بالمواطنين وكفالة حقهم في المشاركة والتمتع بكافة الحقوق، فضلا عن الاتفاقيات الدولية والعالمية التي تقدر المرأة وتكرس إحترام القيادة للإنسان والمرأة الشريكة مع الرجل».
وشكرت سمو الأميره سبيكة بنت إبراهيم على جهودها في مجال المرأة في ظل مجتمع ذكوري، حيث استطاعت بجهودها أن تحطم الحواجز الذكورية وتصل بالمرأة إلى ما هي عليه الآن في ظل تاريخ البحرين العريق.
وشددت الكاتبة سوسن الشاعر على أن إقرار ميثاق العمل الوطني فتح المجال للحريات أمام المواطنين من أجل أن يمارسوا حرية التعبير مما أنعكس بالتالي على الصحافة بشكل خاص والإعلام بشكل عام، وذلك لما أوجده الميثاق من أريحية في التعبير وسقف عالي أسهم في بروز أسماء نسائية إعلامية قيادية في الإعلام المقروء «كاتبات للأعمدة، الأخبار»، ومذيعات في الإعلام المرئي والمسموع.
كما ان البرامج أصبحت تناقش بكل حرية ليرتفع صوتها في إطار الدستور، والميثاق لتتعدد الصحف « 5 باللغة العربية، 2 باللغة الإنجليزية»، وهذا المجال إنعكس بالتالي على المرأة العاملة في مجال الإعلام، فابدعت في هذا المجال ونتلمس هذا الفارق من خلال الأسماء النسائية التي برزت وعدد الأسماء والقراء المتابعيين لهن.
وبينت أن التتدويج الشعبي للإعلاميات هو المقياس للمكانة التي وصلت إليها المرأة في هذا المجال سواء أكانت «كاتبة، مذيعة»، حيث أن عدد المشاهدين والقراء والمتابعين لها في أي وسيلة إعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي هو المقياس لبروز الأسماء الإعلامية في ظل ميثاق العمل الوطني والدستور.
وأفادت رئيس قسم الأسرة والمجتمع بصحيفة الوطن، أمين سر جمعية الصحفيين البحرينية سماح علام «أن تحتفل المملكة بيوم المرأة البحرينية فهذا تعبير صريح لأهمية دور المرأة ومكانتها في المجتمع بوصفها شريك فاعل، أما رفع شعار «المرأة الإعلامية فهذا دليل على أهمية المرأة في الساحة الإعلامية».
وتابعت علام «لابد من لفت الإنتباه أيضا إلى تعاظم دور الإعلام خلال السنوات القليلة الماضية التي اثبتت الحاجة إلى تقديم جودة في الخطاب بما يحقق قوة التأثير على الصعيد المحلي والخارجي». وقالت «من هنا نتحدث عن اهمية الإعلام بما يضمه من كادر ومضمون، فالإعلام لا ينقل الحدث اليوم بل يساهم في القيادة ويشكل قضايا الساحة»، «شاكرة المجلس الأعلى للمرأة على اختيار الإعلام شعار لهذا العام، متأملة في تشكيل جيل جديد من الأقلام النسائية لما فيه خير الوطن والمواطن».