الكاتبة الصحفية: فاطمة المزروعي -الإمارات العربية المتحدة- خاص بـ "وكالة أخبار المرأة"
كل عام تمر بنا مرحلة الاختبارات التي خلالها يزيد التوتر داخل الأسر، وكأن هناك حالة من الطوارئ تُعلَن. بطبيعة الحال إن مثل هذه الأجواء السلبية المشحونة بالضغط، تحدث حولها الكثير من التربويين والمعلمين من المتخصصين، وفيها أيضاً العديد من الدراسات والبحوث.
وفي الحقيقة تعود هذه الظاهرة سنوياً قبل موعد أداء أبنائنا وبناتنا للاختبارات، وخلال أدائهم لها أيضاً. لكن أعتقد بأن الموضوع تطور، فإحدى الصديقات وهي أم لمجموعة من الأبناء والبنات وجميعهم على مقاعد الدراسة، تحدثني قبل بضعة أيام ليس عن توتر أطفالها، بل عن توترها هي نفسها. تقول إنها كل عام تدخل في حالة من الغضب والتوتر المستمر، فهي تراقب باستمرار، وتصرخ على هذا وذاك من أجل الاستذكار.
وتقول إن مهمتها سنوياً تزداد صعوبة، وتشعر في هذه الفترة من السنة بإرهاق كبير. وتضيف وهي تضحك، كأني أنا من يتم اختباره، بطبيعة الحال إن هذه الصديقة أسهمت في توتير جو المنزل، وهي تؤذي نفسها وتؤذي أطفالها دون أن تشعر. الاستعداد للاختبارات ومحاولة التفوق لا تأتي في بضعة أيام، إنما هو جهد وعمل مستمر طوال العام، وما الاختبارات إلا قياس لمسيرة من التحصيل العلمي طوال أيام الدراسة.
ولا يمكن اختزال هذا العام الدراسي في بضعة أيام، حتى لو جعلنا أطفالنا منغمسين وسط المنهج الدراسي، ولهذه الأم وللآباء ولكل أم، اغرسي في أطفالك طوال العام الجد والاجتهاد، واعلمي أن هذه الأيام للمراجعة، وتعزيز وتركيز للمعلومات وليست أيام ضغط وتخويف، لأن هذه الحالة النفسية سيكون لها مردود سلبي على نفسياتهم، وعلى تحصيلهم الدراسي في نهاية المطاف، ساعدوا أطفالكم بالتوجيه للاستذكار المُركز، وخففوا التوتر.