الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

هلوسة..

  • 1/2
  • 2/2


القاص والكاتب: عبد الجبار الحمدي - العراق - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

كأننا نعيش غربة بداخل غربة ببطين قلب لا يخلو من الوحدة .. أكادني لا استسيغ وجعي بعد ان صار كغصة في صدري ، حاولت مرارا ان اتقيئها فبذلك اتحمل حرقة للحظات لا ألم دائم.. تهاوت عني كل الاشياء الجميلة كبيوت الرمال المركونة عبر أزمنة وأزمات التأريخ، والتي ما ان يدكها عاصف حتى أزال كيانها وحجبها قدر مخفي لا اصدق!! أني بدأت الآن.. والآن فقط ابحث عن صور حقيقية بين خبايا تأريخ، تصفعني الزوائد الدودية التي طالما رغب بها من أحاطني بعناية سراب لا يمكن لأي منهم ان يرتوي منه، إلا من فقه أن كل الأحلام هي أضغاثها، منها السمج ومنها من يبقى يتبعك حتى الحد الفاصل بين الحقيقة والوهم..
اصطكت المصفوفات رغم تشابهها إلا انها يمكن ان تعيد صياغة صور من حياة عصور، وهذا اراه ليس شيء جميل، فالسوداوية التي نحمل في مختزلات الذاكرة داخل رؤوسنا وأنفسنا لا تحمل سوى صراعات ، هول فرع، تلاطم، ابتلاء ، عالمنا مخترق من الداخل تربو إليه الكثير من العيون، لكن ما ان تقترب من حقيقته حتى تجده عالم واهي لا حقيقة فيه، كل شيء فيه آني وقتي، لا يتعدى زمنه طرفة عين رغم العمى الذي ابتلينا والبصيرة وعور العيون، ناهيك عن احولال نصنعه لنحيد عن الصراط المستقيم..
من يدخل عالم الغربة بعربة ذات العجلات المستطيلة؟ إنها غريبة الشكل، الكيان، والاغرب الاحصنة التي تجرها فهي مغفلة ومصنوعة من حجر باعتراف من رآها تنطلق وهما ساحبة عربة لايمكن لها ان تصل الى نقطة النهاية مهما حاولت إلا بكارثة..
مع ذلك هناك من يصطف فضولا للركوب بعد الاشتراط عليه ان يدفع أجمل أحلامه ليمارس فك احجية العربة والحصان ناسيا الأيام التي سيقضيها دون ان يستطيع الوصول الى نتيجة فمن يدخل عام الاحاجي لاشك ستنال منه المتاهة طريق العودة فيضل العمر به راكنا إياه كبقية صور المصفوفات المتشابهة تلك..
يا له من عالم نسيجه ازرار ملونة وتارة سوداء.. كم تساءلت لم نختار السواد ؟ فرغم ان كل شيء قاتم هو يعكس الوحدة الظلام، القبر، الموت.. نرتديه نقتنيه وإذا اردنا ان نضفي الوان اخرة سارعنا الى اللون الاحمر .. لون الدم
ربما لأن الخليقة بدأت بسواد نوايا ودم مهرق، حتى افراحنا نوزعها على الدفوف طربا في انتصارات وهمية، اهي الجاهلية نستعيد ذكريات مصفوفاتها لتتطابق، تكشف صور نحبها رغم بشاعتها فجميعنا يهوى الزهو والبهرج الخداع، فمن منا لا تنطوي حياته على سر يؤرقه هههههههه.. بالتأكيد كل منكم تذكر سر يخفيه، إذن كيف نصحح ونطلب من الآخرين ان تدار العجلة المستطيلة بشكل دائري؟
حتى الله جعل الايام متتالية تبدأ من نقطة وتعود الى نقطة البداية كل شيء خلقه الله ينطلق من والى .. ربما يبدو بديهيا لكن النهايات حتمية لا يمكن تغيير نتائجها فكلنا يا صديقي أسباب ومسببات..
يا للهول!!!
كم من السوداوية تحمل بداخل؟ أرى من خلال الاستماع إليك ان ما ان ركبت منبر الخطابة حتى اطحت بالسحب الهائمة في ملكوت لا يدرك مكنونه وكنهه إلا من كون وخلق..
مهلا يا صديقي.. لست بصدد من خلق، فحن نصنع الأرباب في كل يوم الآلاف بأشكال مختلفة ، فلا تحدثني عن الرب وخروقات آدمية بل تطرق وتحدث بما لو كشف حقا لهربت فزعا..
حسنا.. حسنا إليك ما اشعر،  لا  اخفي عليك أشاطرك الرأي حيث اني اقتني السوداوية حلما أكليليا كما ذلك الأكليل الذي وضع على رأس المسيح حيث ذهبوا به لصلبه نكرانا لما جاء به، صلبوه وصلبوا معه كل ما يمثله ومن بعد اتخذوه ربا..
وهذا مثل ينطبق على كل المبشرين .. حقا ما تقول يا هذا تصفحتهم عن كثب، ألزمت نفسي الحجة، فأنبثقت صور لا تبشر عن خير فكل ما جاء به المبشرين هو توحيد للرب والاعتراف بالخالق الواحد، وفي الجانب الآخر رسمت الأرباب الأرضية عروشا عُبدت من خلالها واحاطت نفسها بأصحاب الدفوف فعقلوا الحياة على ابواب مسمى، لا اريد ان بوح به .. لكن هذا هو الواقع المؤلم، كلنا نبحث عن الذات والأنا ومتى ما وجدناه في ظل احدهم حتى ولو كان الشيطان لاتخذناها ربا..
أرى يا صاحب العربة أنك حين صنعت لعربتك عجلالتها الاربع مستطيلة، هدفك ان تبين ان العالم مهما كانت كروية الأشياء فيه لابد ان يدخل عربتك بعدها يدعي انه يسير بحرية، دون تباين ان سيره زحفا اسرع بكثير من الولوج عالم مغلق مصفوفاته الكونية أكبر من ان يدركها عقل لا ماهية له ولا إثبات على وجوده سوى محسوسات يصنعها تطورا بمسمى علمي، لكنها بالتأكيد هي ابتعاد عن طريق المبشرين، إنهم يصنعون صراعات حمراء ليصلوا الى السواد المرجو كما كانت قبل الخليقة فذلك العالم كان مظلما سرمديا وهو العالم الحقيقي الملموس رغم عدم الاعتراف  به.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى