الكاتبة الصحفية: فاطمة المزروعي -الإمارات العربية المتحدة- خاص بـ "وكالة أخبار المرأة"
كثيرة هي التساؤلات التي تراودني من القراء حول الكتابة والتأليف، ولكنني أكاد أجزم بأن الكثير من تلك الرسائل منبعها الأساسي بطريقة أو بأخرى هي المخاوف من خوض تجربة الكتابة والتأليف، ومن دون شك إن كل طريق جديد تتلبّسه وتحيط به هالة من المجهول، تجعل البعض يتراجع أو يؤجل أو يسوّف.
أيضاً، بعض المؤلفين ممن لهم باع طويل في مجال الكتابة يطيب لهم إضفاء هالة من الرهبة على عالم الكتابة والتأليف، وهم يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يعظّمون دورهم ورسالتهم، وفي الحقيقة هذا الظن والممارسة خاطئان تماماً، ويكفي أنها تصوّرهم وكأنهم في برج عالٍ ينظرون إلى الآخرين نظرة احتقار ودونية، وأيضاً تسبب مثل تلك المخاوف والرهبة والتوجّس نحو الكتابة والتأليف، وأعتقد أن هذا أكبر خطأ يقع فيه من أخذ على عاتقه تنوير المجتمعات وتطوّرها وتقدّمها، فهذه الرسالة من ضمن محتواها نشر المعرفة وتعميمها بين الناس، وألا تبقى فئوية أو حكراً على مجموعة دون أخرى.
أعود إلى الشباب والفتيات، وأقول لهم: لا تتوقفوا عند باب أي أديب ومؤلّف، فإذا لم تجدوا الدعم، فانظروا إلى أبواب أخرى وهي بالمناسبة كثيرة، المهم ألا تعتقد لأي لحظة أنك لا تجيد الكتابة والتأليف ولا تحرم نفسك التأكد من موهبتك، وهذا لن يأتي إلا بالكتابة ونشر منجزك، عندها ستجد أن تجربتك ثرية، وإن كانت غير ذلك، فهي تجربة ستفيدك في مسرة حياتك المقبلة.
يقول الأديب والروائي كارلوس ليسكانو أن تكتب يعني أن تبتكر صوتاً، أو أسلوباً يعطي للعالم شكلاً أو أسلوباً يجب ألا يكون أنيقاً أو مثقفاً، بل يجب أن يكون خاصاً بك. هذه الكلمات ثمينة ولعلها تلخص ما ذهبت إليه .. قف بقلمك وفكرك وطموحك وأملك، وتوجّه نحوه بجد وحماس واجتهاد.