عمان - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
تحت شعار "تحمس من أجل الحفاظ على الحياة" يحتفل العالم اليوم 5/6/2016 باليوم العالمي للبيئة الذي إعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها رقم (27/2994) تاريخ (15) كانون أول / ديسمبر من عام (1972) بهدف نشر التوعية بشأن جرائم الحياة البرية والضرر الذي تلحقه، وحث الجميع ذكوراً وإناثاً على فعل ما بوسعهم لمنع ذلك.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أنه على الرغم من أهمية موضوع هذا العام إلا أنها تجد وبمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك ضرورة للتركيز على العلاقة القوية التي تربط ما بين التبذير في الطعام وإهداره من جهة والآثار السلبية على البيئة ، حيث تؤكد الأمم المتحدة بأن الآثار السلبية لا تتوقف على الناحية المادية بسبب هدر أو فقدان (1.3) مليار طن سنوياً من الطعام المنتج للإستهلاك الآدمي وهو ما يشكل ثلث الإنتاج العالمي الكلي ، بل تمتد وبصورة كبيرة على الناحية البيئية من حيث المبالغة والإسراف في إستخدام المواد الكيماوية المستخدمة في إنتاج الطعام كالأسمدة ووقود النقل ، وإنبعاث غاز الميثان من الأطعمة الفاسدة.
ويعتبر فقدان الغذاء من أهم عوامل إهدار الموارد المختلفة كالمياه والأراضي ورأس المال والعمالة ، وفي حين يتم فقدان الغذاء في الدول النامية بمراحله الأولى كمرحلة الحصاد والتخزين ، فإن فقدانه في الدول الغنية ناتج عن الإسراف في الإستهلاك ويكون بمراحله الأخيرة من سلسلة التوريد. فالزبائن في الدول الغنية يهدرون (222) مليون طن سنوياً من الطعام وهو ما يوازي الإنتاج السنوي لمنطقة جنوب الصحراء الكبرى.
وتضيف "تضامن" الى أن النساء يشكلن المفتاح الأساسي للحل وحلقة الوصل ما بين مكافحة الجوع وإنتاج الغذاء وعدم تبذير الطعام ، من خلال العمل على الحد من الفقر والجوع وسوء التغذية بين النساء ، وتمكينهن إقتصادياً خاصة الريفيات منهن واللاتي يعملن في إنتاج الطعام ، وتملكهن للموارد ووصولهن للخدمات المختلفة ، وزيادة التوعية بضرورة عدم الإسراف في الطعام.
وتؤكد "تضامن" على أن ثلثي فقراء العالم هم من النساء ، وأن عدد النساء الريفيات الفقيرات فقراً شديداً في إرتفاع مستمر وصل الى (50%) خلال العقدين الأخيرين ، في حين إزدادت نسبتهن لتصل الى (65%) في بعض البلدان العربية. وهذا يؤكد على أن ظاهرة "تأنيث الفقر" والتي تعني فرص أقل للنساء وعدم تكافؤ في فرص التعليم والعمل وملكية الأصول ، هي ظاهرة منتشرة في مختلف دول العالم وفي إزدياد مضطرد.
وفي الأردن تشارك النساء الريفيات بنسبة تتراوح ما بين (40-75%) في مجال الإنتاج النباتي ، وتصل الى (80-100%) في مجال الإنتاج الحيواني ، فيما يملكن من الأراضي الزراعية فقط (4.5%) ومن حيازة المواشي (3.2%) ومن آلات الري والآلات الزراعية فقط (1.8%).
وفي دراسة أجراها برنامج الأغذية العالمي عام (2011) بعنوان "النساء وبرنامج الأغذية العالمي : مساعدة النساء على مساعدة أنفسهن" ، أكدت على أنه عندما تتولى النساء موضوع الأغذية فإنها على الأرجح ستصل الى أفواه الأطفال المحتاجين اليها ، وأن النساء يشكلن المفتاح السري لهزيمة الجوع ومفتاح الحل لتحسين الأمن الغذائي الأسري والرفاه التغذوي.
ويعتبر تمكين النساء جزءاً هاماً في مجال الحد من هدر الغذاء وفقدانه ، حيث تشير الحقائق الى أن (79%) من النساء الناشطات إقتصادياً يقضين ساعات عملهن في إنتاج الغذاء ، وإن توفير المزيد من الموارد للمزارعات يسهم في خفض عدد الجوعى في العالم بمقدار (100-150) مليون نسمة ، وإن (85-90%) من الوقت المخصص لإعداد الطعام في المنازل هو من وقت النساء أنفسهن ، وعند الضرورة فإن النساء أول من يضحين بحصتهن من الطعام لصالح باقي أفراد الأسرة ، كما وتؤكد الأبحاث على أنه عندما تكون النساء هن من يحصلن على دخل الأسر فإن ذلك يحسن من صحة الأطفال وتغذيتهم.
وبمناسبة شهر رمضان المبارك فإن "تضامن" تدعو جميع النساء لبذل كل جهودهن في منع تبذير الطعام وإهداره، والعمل على تحسين طرق التسوق وأساليب الإستهلاك الغذائي ليكونا متوازنين مع الإحتياجات الفعلية للأسرة.