الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

لا تحزن لفراقي

  • 1/2
  • 2/2


القاص والكاتب: عبد الجبار الحمدي - العراق - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

لا اعلم من اين اتيت بالجرأة لتفارقني الى الأبد، ترحل دون مقدمات عني، تركت كل متعلقاتك، احلامك وايام عمرك في خلاياي التي بها عنونت كل صورك ووجودي، اعلم جيدا انك الآن في الجنة بين كروم العنب وضفاف جداول تحت أشجار الجنة تلك التي عشقتها معك حين كنا ننزوي مفترشين احلامنا بساط ريح، في كل لحظة نحط الرحل في مكان ما، كنا قد تواعدنا ان نذهب سوية في اليوم التالي الى عالم آخر مكان جديد لا تحدة مسافات او زمان يحفه، كنت قد احضرت معي الجيتار واوراق القصيدة لنغني اغنية الفراق الذي كتبت..
قلت لك حينما رحلت عني لا يوجد هناك شيء أغفره لك، لكن ليس هناك اكبر من كسر قلبي ذنبا بفراقك، ترى كم يمكن للعالم ان يعطي من سعادة دون وجودك فيها، من الصعب علي القول انك ستكون سعيدا دوني..
اتذكر جيدا حين وجدتني وقد وضعت رأسي بين قدمي ملتفا بذراعي جاهشا في البكاء خوفا من مستقبل يجهل أني لا أحياه دونك، اتهمتني بالأنانية والاستحواذ لحظتها وقلت لي:
اني لا احب لك ان تحيا كما تحلم، بعد ان جعل الله لك امنيات سرية كنت قد تعاهدت معه بوعد ان يلبيها لك متى ما شئت، تلك حركة واحدة حسبتها عليك، حيث اني لم أعلم اتفاقك هذا إلا لحظة الرحيل .. انتظرت طويلا امرر اصابعي على اوتار الجيتار دون ان تعطيني رتم فرح، بل كانت نفسك تقودني ومشارعي الى عزف اغنية احببتها انت والتي كانت بعنوان ( لا تحزن لفراقي ) لقد عشقتها وحفظتها من أجلك أنت حد البكاء لكثرة وجعها..
يا إلهي!! كل لحظة أراك فيها حاضرا بروحك كأنك تخبرني بأنك راحل الى غير رجعة وانا اغض الطرف..
سبقتني يد القدر إليك، اختطفتك قبل ان انتشلك من ركوب الحافلة الطويلة ذات الباب الواحد حيث اللاعودة.. 
يا لي من شريك حياة سيء تركتك ترحل دون ان انضم إليك، انانية مني كانت.. كما هي منك، فحبك لي وتعلقك دفعك بأن لا ترغب ان أقوم بالرحلة وإياك، لا ادري ما هو السر!؟ أو كيف كنت تفكر بأني ساكون سعيدا بفراقك عني؟؟ آليت الابتعاد وانت تهوى مداعبتي، عبثي، حتى زعلي كنت تراه بلسما لجراح قد تصيبنا في غد غير معلوم .. وهاهي قد اصابتني بفراقك، صرت ألوم نفسي على على جرحك دون قصد فقط كي اراك تزاد حبا وولها وتعلقا بي، اي جنون ارتكبت يا من كنت حياتي في كل شيء!؟
كم اتمناك حاضرا وأنا اعزف وأغني في حفل تأبينك، اذرف دمعي لأبلل تراب توسدت تحته، محاولا ان أنبت بذرة حرصت انت ان ترعاها بيديك.. سقطت مني حروفي ، ضاعت كل جمل الفرح من قاموس كتبته وإياك، عهدتني الآن احب الحزن حد الإلتصاق،  صحبت الوحدة نديما عَلي أحظى بجليسك الذي خطفك من حياتي، لم اعلم انك قد ساومت على بقائي برحيلك، دفعت بنفسك الى عالم اللاعودة حتى تراني أسعد بما أنا فيه الآن من عليائك، آه لو تعلم ان كلماتك اوصلتني الى قلوب ما كنت التقيها، أكسبتني الشهرة، كثيرة هي الأضواء المسلطة علي وحولي، مع ذلك أشعر بالعتمة في داخل نفسي لأنك ليس معي، والومك وانت في جنة عالمك ذاك، لست حسودا او غيورا، ارجوك حاول ان تفهم ضعفي دونك، لا ترميني بالجنون او الهذيان كما يفعل من هو يعرفك ويعرفني..
كم جميل أصبحت في مكانك الملائكي الذي تحياه، بعد أن رايتك نفحة تسقيني إياها اكسير شبه نسيان في عالم الطيف أثناء زيارتك لي، لحظتها بكيت طويلا وانا أتيه بين عالم ذكرياتنا المترامي منذ الصغر، لهونا كثيرا سبقنا كل احلامنا بشغف محبين، اشرت لي بأنك ستبقى من خلالي نبضا في قلبي، تهمس لي دوما ان اصدح بميراث تركته لي لكي تحياه معي ..
لاح الفجر، ها هي صورتك تتلاشى بأنبثاق ضياء الشمس، دسست تحت وسادتي قصاصة ورقية كتب لي فيها عبارة إني احياك في عالمي المنتهي هذا، كما انت تحياني في عالمك اللامنتهي، فلا تحزن لفراقي. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى