الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

بين الفراق والوداع

  • 1/2
  • 2/2


الكاتب الصحفي: محمد شباط أبو الطيب - سوريا - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

كلمتان ثقيلتان تملآن الإنسان حزنا ووجدا ؛وبينهما في المعنى تباين وبعض التشابه، فالفراق يا أحباب أصعب وأشق من الوداع ،ذاك أنه لا لقاء مرجوا بعده أما الوداع فإلى أمد ما يطول أو يقصر
وفي الحقيقة أحباب قلبي لدى المسلمين لا وجود لكلمة الفراق بالمعنى الحقيقي بل استعمالها مجازيا فقط ذاك أن الموت ليس هو النهاية التي لا رجعة بعدها بل هو بداية لحياة جديدة يتواعد الأحباب على اللقاء الذي لا نهاية بعده فيها لقاء يسمى لقاء النعيم المقيم. وهذا هو سر الفرق الواضح وضوح الشمس بين مسلم مؤمن بقضاء الله وقدره فمهما فارق من الأهل والأولاد والأصدقاء والأحباب هو صابر ثابت محتسب أن يلقاهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر في جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وهو ذاته سر ثبات المؤمن عند سكرات الموت إذ لسان حاله يقول ما قاله سيدنا بلال عند موته  (غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه )هذا شعور واعتقاد مغروس في كيان كل مسلم يملأ عليه روحه فتصبح من ألطف مخلوقات الله تعالى وأطهرها وأنقاها. على عكس شعور من ينتحر لفقد حبيب أو قريب ذاك أنه يشعر بالخواء الروحي.
أيها الأحباب : إن الأمهات في الشام يودعن من يفارقنهم من فلذات أكبادهن بصبر وثبات تعجز عنه الألسن  الصم بجلد وقوة جأش و صلابة ولسان الحال والمقال لديهن  (الموعد الجنة. الملتقى الجنة )مثلهن الآباء والأصدقاء وغيرهم من الأقارب والأحباب. فكم من أم فارقت خمسة من فلذات كبدها فما زادت على أن قالت حسبنا الله ونعم الوكيل. فالملتقى في الجنة وكم من أب ودع أبنائه بيقين المؤمن بوعد الله حتى أنه في مجلس العزاء كان ممن يثبت أصدقاء ولده ويحثهم على متابعة مسيره. إنه الإسلام الذي أحيا أمة كانت ميتة لا قيمة لها بين الأمم. إنه دين الله الحق الذي جعل لكل شيء بالحياة معنى وهدف وقيمة نجزى بأي عمل بها بالجنة يوم فراقنا الأحبة بالدنيا إلى عالم الملكوت ، إنه دين  الأمن والاستقرار  النفسي والسكينة والراحة أنه حقا دين جميل لكل من اتبع هداه والسلام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى