داود سلمان الكعبي - بغداد - " وكالة أخبار المرأة "
كانت ولا تزال المرأة، وعلى مدى تاريخها، وفي جميع المجتمعات، تتعرض الى: التعسف، الظلم، سلب الارادة والحقوق، حتى وصل الامر الى الاعتداء على اشرف واطهر عضو في جسدها، الا وهو جهازها التناسلي، وذلك بقطع جزء منه، مما يسبب لها حالات نفسية، واخرى اجتماعية، وغيرها. وجريمة الختان، التي تتعرض لها العديد من الفتيات، بمختلف المجتمعات، تعد جريمة نكراء، يجب أن توضع لها حدود، وأن تجرم، ويدان الفاعل. وهذا الجريمة لا تقل شأنا عن غيرها من الجرائم الاخرى، وهي تجري وفق طقوس دينية مغلوطة، للاستناد الى نصوص دينية ، اما كاذبة واما قامت على اسس جاهلية، لم تعرف الرحمة، ولأنها انطلقت من الجزيرة العربية ذات الطابع الصحراوي القاسي.
*تقريرالاتحاد الاوربي
لقد قدّر الاتحاد الأوروبي، أعداد ضحايا ختان الإناث حول العالم بنحو 125 مليون، بينهن 500 ألف ضحية في دول الاتحاد الأوروبي وحده.و جاء في بيان صادر، عن كل من الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغريني، والمفوضة الأوروبية لشؤون العدالة والمستهلكين والمساواة بين الجنسين، فيرا يوروفا، والمفوض الأوروبي للتعاون الدولي والتنمية، نيفين ميميكا، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لـ"مكافحة ختان الإناث". وعبر البيان الأوروبي، عن إدانته لـ"جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات". وقال الذي نشرته بعض وسائل الاعلام: "لا العرف، أو التقليد، أو الثقافة، أو الخصوصية، أو الدين، أو ما يسمى بالشرف يمكن أن يُستعمل كحجة لتبرير أي شكل من أشكال العنف ضد النساء والفتيات. كما لا يمكن أن يشكل عذراً للدول للتغاضي عن موجباتها بمنع العنف ضد النساء واستئصاله ومحاكمة المرتكبين". وقد عبر الاتحاد عن التزامه "بوضع حد لختان الإناث، وعدم التسامح مع حيال ختان الإناث في أوروبا والعالم"، واصفاً هذه الظاهرة بأنها "ممارسة مؤذية، وتضع النساء والفتيات في منظومة قيم غير متكافئة مع الرجل، ومضرة بالتنمية والمجتمع بشكل عام".
*مبررات اسلامية مخادعة
وفي هذا الصدد قال الشيخ محمد صالح المنجد: إن الختان من سنن الفطرة كما دل على ذلك قول النبي: ( الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب ) رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) ولم يشرع الختان للإناث عبثا ، بل له من الحكم والفوائد الشيء العظيم . ويضيف الشيخ المنجد : والختان مشروع في حق الذكر والأنثى ، والصحيح أن ختان الذكور واجب وأنه من شعائر الإسلام ، وأن ختان النساء مستحب غير واجب . وقد جاء في السنة ما يدل على مشروعية الختان للنساء فقد كان في المدينة امرأة تختن فقال لها النبي: ( لا تنهكي ؛ فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل ) رواه أبو داود ( 5271 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " .
ثم يدعي الشيخ أن لختان الانثى فوائد، ويذكر منها:
- تتراكم مفرزات الشفرين الصغيرين عند القلفاء وتتزنخ ويكون لها رائحة كريهة وقد يؤدي إلى إلتهاب المهبل أو الإحليل ، وقد رأيت حالات مرضية كثيرة سببها عدم إجراء الختان عند المصابات .
- الختان يقلل الحساسية المفرطة للبظر الذي قد يكون شديد النمو بحيث يبلغ طوله 3 سنتيمترات عند انتصابه وهذا مزعج جدّاً للزوج ، وبخاصة عند الجماع .
- ومن فوائد الختان : منعه من ظهور ما يسمى بإنعاظ النساء وهو تضخم البظر بصورة مؤذية يكون معها آلام متكررة في نفس الموضع .
- الختان يمنع ما يسمى " نوبة البظر " ، وهو تهيج عند النساء المصابات بالضنى [ مرض نسائي ] .
- الختان يمنع الغلمة الشديدة التي تنتج عن تهيج البظر ويرافقها تخبط بالحركة ، وهو صعب المعالجة .
*ردنا على كلام الشيخ
إن كلام الشيخ قول بلا دليل، وهو ايضا ليس طبيبا متخصصا حتى يشرح ويؤكيد نظرية مما يدعي. وانما اختصاصه فقه وشريعة، واتحداه له انه يمتلك معلومة طبية صحيحة تثبت صحة ما يقول ويدعي، وكل ذلك يعود الى اهل الاختصاص من الاطباء.
ثم يقول أن ختان الانثى مستحب، ومالنا ومال المستحب؟ ، طالما أن الطب والعلم الحديث ، لا ترى أن لختان الانثى من فوائد طبية، بل العكس، قد تسبب امراض صحية ونفسية وغيرها. ولو كان ثمة فوائد صحية لختان الانثى لما فاتت الغرب، الذي هو مرجعنا الطبي بكل شيء، ولا زلنا نأخذ ونقتبس من الغرب ما معلوم لدى الشيخ، وحتى الشيخ هذا اذا ما اصيب بمرض مسعصي، فأنه يترك بلاده ويذهب الى الغرب لغرض علاجه، كما رأينا مئات المشايخ تعالجون في لندن وباريس وامريكا والهند، وغيرها.
واما هذه النقاط الخمس، التي ذكرنا فهي لم تسند الى علم، ولم يذكرها الطب الحديث، فهي محظ ادعاء، لا يفترض أن يصدر من رجل يدعي أنه يفتي للمسلمين، وهو يذكر كذب ومغالطات لا تستند الى عقل ولا منطق، فكيف بالمسلمين يأتمنونه على فتاوى وهو بهذه الحال؟!.
واريد أن اسأل هذا الشيخ سؤالا ، وقد ينزعج، او يغضب ، وربما يكفرني: هل كانت ام المؤمنين عائشة مختونة؟ ، أو فاطمة بنت محمد كذلك؟. وقد يغضب اكثر حيمنا اقول له: هل انك امرت بختن بناتك ، وهل امرأتك مختونة هي الاخرى ؟. اتقوا الله ، ويكفيكم تخادعون الناس وتخدعونهم.
*انشاء منصة إلكترونية للاتحاد الأوروبي
وفي هذا الصدد، قالت المفوضية الأوروبية في البيان نفسه، إنها "قررت إنشاء منصة إلكترونية للاتحاد الأوروبي، عن ختان الإناث، خاصة بالمحترفين الذين هم أول من يتواصل مع الضحايا والفتيات المعرضات للخطر". وعمل المنصة، بحسب البيان يهدف "للوصول إلى جهات الاتصال الأولية، كالممرضات، والقضاة، والمسؤولين عن اللجوء، والمعلمين، والأطباء، والشرطة، ودعم هذه الجهات لمساعدتها على استئصال هذه الممارسة". ويوجد حوالى 125 مليون ضحية حول العالم، بينها 500 ألف ضحية في الاتحاد الأوروبي وحده، بحسب البيان، من دون أن يحدد الدول التي تنتشر فيها الظاهرة. ولفت البيان إلى أنه سيتم تخصيص 4.5 مليون يورو إضافية هذا العام، لدعم مشاريع تهدف إلى منع ومكافحة العنف المرتبط بممارسات مؤذية داخل الاتحاد الأوروبي. ويحيي العالم، يوم 6 فبراير/شباط من كل عام، "اليوم العالمي لمكافحة ختان الإناث"، وهو يوم توعية عالمي ترعاه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وجاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم، من الراحلة، ستيلا أوباسانجو، زوجة الرئيس النيجيري السابق، أولوسيجون أوباسانجو، في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو /أيار 2005، وذلك قبل أن تقره الأمم المتحدة لاحقاً.(2)
وخيرا ما فعلت..
*الخلاصة
وخلاصة ما نريد قوله، هو أن ختان الاناث جريمة تخالف كل القيم والاعراف الدولية والانسانية والاخلاقية، ويجب ياقافها بالحال.
والمطلوب: اعداد مؤتمر عالمي، تشارك به كل الدول العربية والاسلامية، وتقرر فيه، ايقاف هذه الظاهرة فورا، وتسن فيه قانونا يجرّم ، كل من يفعل هذه الجريمة ، وسجن الفاعل وتقريمه غرامة مالية كبيرة، بحيث يرتدع هو، ويأخذ عبرة كل من يريد مستقبلا أن يقوم بمثل هذه الجريمة النكراء، التي تسيء للمرأة، وتقلل من شأنها، وتعتدي على حق من حقوقها.
وفي ختام المؤتمر توقع كل الدول الحاضرة على وثيقة تخرج بها في توصيات المؤتمر، على أن تكون الوثيقة سارية المفعول منذ ساعة الاولى من انتهاء المؤتمر.