الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

امرأة بألف رجل

  • 1/2
  • 2/2


فاروق جويدة - مصر - " وكالة أخبار المرأة "

كنت اجلس على استحياء أمام كاتبنا الكبير الراحل توفيق الحكيم ومعه نخبة من اكبر كتابنا د.حسين فوزى ود.زكى نجيب محمود ونجيب محفوظ وصلاح طاهر ويوسف إدريس وثروت أباظة ود.لويس عوض وكانت د.عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ المرأة الوحيدة في هذا الحشد الكبير من عقول مصر ويومها دار سؤال غريب عن الصلاة في الإسلام ولماذا كانت خمس صلوات ولم تكن صلاة واحدة وإذا كانت قد فرضت في مجتمعات متخلفة من الجاهلية في قلب الصحراء فما هى ضرورتها الآن ونحن أمام مجتمع تقدم في كل شىء فالمياه في البيوت ومعدلات النظافة تجاوزت كل الحدود مع المدنية الحديثة..وانقسم الرأى حول القضية ما بين الضرورة وعدم الضرورة ويومها وقفت د. بنت الشاطئ وألقت محاضرة بديعة أمام هذه الرموز وقالت ان الصلاة لم تشرع من اجل مجتمع جاهلى متخلف ولم تكن وسيلة للنظافة ان يتوضأ الإنسان قبل كل صلاة..والصلاة لم تكن علاقة بدنية يتحرر الجسد فيها من مشاكل الحياة ويؤديها أمام خالقه سبحانه وتعالى ولكن الصلاة رحلة روحية يقف فيها الإنسان أمام ربه في خشوع وخضوع لكى تتواصل روحه مع خالق الناس انها مساحة من الزمن يصفو فيها القلب ويهدأ البدن ويمضى الإنسان في رحلة تبدو قصيرة في الزمن ولكنها أطول مما يتصور البشر لأن الإنسان في صلاته يحلق في سماء الله طاعة وحبا وسماحة وصفاء قلب وروح ومن الخطأ ان نختصرها في انها مجرد نظافة للإنسان فرضتها ظروف الحياة والصحراء والجهالة انها متعة للروح ..وطريق للصفح والغفران والتخلص من أدران الحياة وخطاياها وهى باب يومى للرحمة والاستغفار..وقالت بنت الشاطئ يومها ان الإسلام وضع الصلاة في ارفع مراتب العبادة ليس لأنها فريضة ولكن لأنها تواصل يومى بين الإنسان وخالقه..كانت بنت الشاطئ يومها مذهلة في حجتها واقتناعها وإقناعها لهذه النخبة من كبار مفكرينا الذين انقسموا يومها حول قضية شائكة عن ضرورة الصلاة في الإسلام واشهد يومها وقد كنت شابا صغيرا ان بنت الشاطئ كبرت في عينى وأصبحت منذ هذا اليوم أراها ألف رجل في الحق.

الأهرام


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى