سماح دياب - القاهرة - " وكالة أخبار المرأة "
فى كتابها «المرأة الأفريقية بين الإرث والحداثة»، تناولت الدكتورة «فاطمة بابكر» الناشطة النسوية، والأستاذ بعدة جامعات بريطانية، قضايا المرأة الأفريقية على المستويين المحلى والعالمي، وطوّفت مع التنظيمات النسوية الغربية والحركة النسوية السودانية،
والحركات النسوية المماثلة فى أنحاء القارة، مستعرضة التراث النسوى الأفريقي، والأفكار المتعلقة بالمرأة الأفريقية فى المجتمعات الأفريقية، قديمها وحديثها. وفى شرحها للحركات النسوية أوضحت الدكتور فاطمة أن حركات نسوية عديدة نهضت من أيديولوجيات مختلفة فى أرجاء متفرقة من العالم، وتناولتها بالتعريف والتحليل، ومن أهمها الليبرالية، والماركسية، والاشتراكية، والراديكالية، والنسوية السوداء، وغيرها من حركات أسهمت فى رفع الوعى بقضايا المرأة والعمل على تحررها من ربقة القيود التى كبلتها لقرون عديدة . كذلك ذكرت العديد من الجمعيات والمنظمات النسوية التى تعكس التراث النسوى مثل «جمعية الاعتصام فى نيجيريا» التى تعبر عن التضامن الفطرى بين النساء وممارستهن لسلطتهن فى المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية .
وتعبر عن أحد أشكال التضامن الذى لا يخلو من الغرابة والطرافة، فالرجل الذى يعتدى على امرأة ولا يرعوى من النقد الذى يوجه إليه أو الشكوى منه، يعلن عليه الحرب الاجتماعية، حيث تعتصم النساء ويغطين رؤوسهن بغطاء معين ويمسحن وجوههن بالرماد، ويلبسن ملابس قصيرة، وغير ذلك من مظاهر، وما لم يدفع الرجل تعويضا، لا ترفع النساء اعتصامهن.
وجماعة «الأندلو فى الكاميرون» حيث تقوم نساء العشيرة بفرض عقوبات ضد الرجال الذين يرتكبون أعمالا ضد النساء، وحينما تتعرض المرأة للضرر تطلق صيحات معينة، فتردد النساء ذات الصيحات وراءها، ويتركن كل شيء ويذهبن إليها، ويشكلن جسرا، ويبدأن فى الغناء والرقص، وفى يوم العقاب تلبس النساء ملابس الرجال ويمسحن وجوههن ويغطين أجسادهن بورق الشجر، ويسرن فى تظاهرة إلى منزل الجانى ويقذفنه بأنواع «Garden agg,s» أى الثمار الضارة. وهذه الممارسات تضامنية ضرورية لتتمكن النساء من حماية أنفسهن من العنف.
و«جمعية الساندي» منتشرة فى الساحل الغربى لأفريقيا، سيراليون، وساحل العاج، وغينيا، وليبيريا، وتسهم فى تعليم البنات بعض المهارات، وتركز على العمل فى مجالات التمييز الطبقى بإعطاء النساء الكبيرات فى السن السلطة، وفى مجالات العمل والخدمات بشكل عام، وتعيش البنات فى مدارس منفصلة لعدة أيام، وتستفيد القيادات النسوية ماديا من الرسوم التى تدفعها الأسر لالتحاق بناتهم بالمدارس.
ومن الموضوعات التى تناولها الكتاب الخلافات بين النساء البيئيات وبعض النسوة من طبقة الأغنياء وقاطنات المدن، خاصة فى قضايا تحرر الأرض والطبيعة وتدمير البيئة، وتفسر ذلك بأنه يتم بسبب العقلية الذكورية الطبقية والرأسمالية .
أما الماركسية فقد ارتأت أن التحرر من الاستغلال سيؤدى بالطبع إلى تحرير المرأة، بينما ترى الاشتراكية أن النسوية طبقة لذاتها كما فعلت النسوية الراديكالية، وأسهمت الاشتراكية فى تقديم رؤى متقدمة فى مجال العمل باعتبار أن تربية الأطفال والعمل المنزلى جزء من العمل فى الحياة . لكن الراديكالية تقول أنه إذا أرادت المرأة تغيير العالم فلابد لها من رؤية ونظرية نسوية تلهمها وتفتح لها الطريق فى سبيل هذا التغيير، وتناولت أيضا قضايا المرأة فى العالم الثالث من زوايا المصير الواحد، والتناقضات والتباينات، وقضية النسبية الثقافية والمرأة وجهاز الدولة وقضايا المرأة البيولوجية والجنسية، ومأزق الخطاب الدينى وغيرها من قضايا متشعبة .