هند الإرياني - فرنسا - " وكالة أخبار المرأة "
كنت مدعوة لحضور مؤتمر نسائي عن حقوق المرأة، وأنا بالطبع أدعم كل ما له علاقة بحقوق المرأة أو الإنسان بشكل عام أو الحيوان أو النبات أو أي كائن في هذا الكون.
ولكنني أصبت بخيبة أمل كبيرة عند حضوري لهذا المؤتمر، وسأقول لكم السبب.
كانت المواضيع أغلبها لها توجه تشاؤمي سوداوي، الحديث كله عن المعوقات ولا حديث عن إيجابيات ومكتسبات المرأة والشخصيات النسائية الناجحة. الجو العام كان يعيش دور الضحية، ولوم الرجال وكأن الرجل كائن متوحش عدو للمرأة، مع أن هناك الكثير من الرجال الداعمين للمرأة حتى في هذا المؤتمر، وأنا متأكدة أن كل واحدة من النساء الحاضرات للمؤتمر صادفت رجل أو أكثر يدعم حقوق المرأة، فمن المستحيل أن يكون كل الرجال ضدها، وليس من مصلحة حقوق المرأة أن يتحول الموضوع من مطالبة بحقوق لهجوم على الآخر.
من يقول أن الرجل ضد المرأة يرى الموضوع بشكل أحادي، مثل ماهناك مواضيع حقوقية يختلف عليها الرجال والنساء، أيضا بالنسبة لحقوق المرأة هناك من يدعم المرأة أو يقف ضدها من الجنسين.
في اليمن مثلاً، رأينا مظاهرات نسوية ضد حقوق المرأة، هناك من سيقول أن هؤلاء النساء مرسلات من قبل الرجال، وكأننا نهين المرأة و نقول أن لا عقل لها.
الموضوع ليس له علاقة بجنس الإنسان ذكراً كان أو أنثى، ليس كل رجل ضد المرأة وليست كل النساء مع حقوق المرأة، وهذا طبيعي جداً لأن الأمر له علاقة بالوعي والمجتمع الذي حول الفرد وكل ما يؤثر على تفكيره.
لذلك من الأفضل التوقف عن لعب دور الضحية وكأن الرجل هو السبب وفقط. المجتمع بشكل عام من رجال ونساء يتحملون مسؤولية الظلم والإضطهاد وتجاهل حقوق الآخر، وأعرف الكثير من الرجال يتم إرغامهم على الزواج من من تفضلها والدته أو أهله.
الظلم يمارس على الطرفين وأكيد أن وطأته أقوى على الطرف الأضعف، لذلك علينا أن ندعم تعزيز ثقة المرأة بنفسها، ومن حالفها الحظ وأخذت قدراً من الحرية عليها أن تكون مثال لغيرها، وأنا متأكدة أن كل امرأة حرة تستطيع أن تلهم الكثير من النساء بالعمل وليس بالكلام والبكائيات.
فلتكوني قدوة لغيرك بإصرارك على الوقوف واثبات أنك انساناً كاملاً وليس إنسان بنصف عقل. اثبتيه بالفعل دون الحاجة لأن تقولي أي كلمة.