يتوصل العلم كل يوم إلي أساليب جديدة ودقيقة للوقاية من مرض السرطان وأساليب متطورة للكشف عنه وعلاجه بالإضافة إلي طرق التعرف علي الأسباب المؤدية إلي الإصابة.
وقد نجح هذا التقدم في الحد من الإصابة بأنواع عديدة من الأورام السرطانية التي تصيب النساء لكنه في المقابل لم يمنع من أن يظل سرطان الثدي هو علي رأس قائمة الإصابات بين نساء العالم أجمع.
د.عمر زكريا يوسف أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة يوضح أن هناك عددا من الأورام التي يساعد التعرف علي الأسباب المؤدية للإصابة بها إلي تجنبها, لكن الوقاية بشكل صريح ليست متاحة بعد إلا فيما يخص سرطان عنق الرحم الذي كان منتشرا من قبل, وتتم الوقاية منه من خلال تطعيم يمنع الفيروس المؤدي إلي حدوث الورم, لكن مثل هذه التطعيمات لا تتوافر للأنواع الأخري من الأورام, كما أن سرطان عنق الرحم يأتي في المرتبة السادسة من نسبة الإصابة بالأورام بين السيدات في مصر- حسب الدراسات التي أجراها المعهد القومي للأورام- والتي تؤكد أن سرطان الثدي مازال يحتل المركز الأول بفارق كبير عن الأنواع الأخري, حيث يمثل38% من الإصابات بينما يأتي المركز الثاني بنسبة6% لسرطان الغدد الليمفاوية, ثم سرطان الدم في المركز الثالث بينما سرطان الرحم في المركز السادس ثم المبايض. والإجراء الوقائي الوحيد الذي يمكن أن يتبع مع سرطان الثدي لا يصلح إلا لدي10% من الإصابات, وهن الحاملات للجين الوراثي مثل أنجلينا جولي فهو غير مرتبط بأي شيء غير العامل الوراثي وليس هناك أي أسباب معروفة علميا في العالم تؤدي لهذا النوع من الأورام غير ذلك, لذا تنحصر الوقاية منه في تلك النسبة فقط, وفي هذه الحالة- أي التأكد من وجود الجين الوراثي لسرطان الثدي- يمكن إجراء عملية جراحية وهي تقي من الإصابة بالورم بنسبة80%. يضيف: إذا لم يكن متاحا منع الإصابة من الأساس أو الوقاية من المرض في معظم الحالات فإن تقدم البحث العلمي قد ساعد وأسهم كثيرا في العلاج والشفاء خاصة في حالة الاكتشاف المبكر, فهناك أدوية وإجراءات جديدة تشخيصية وعلاجية تساعد علي السيطرة التامة علي الورم. فالكشف المبكر هو المفتاح الرئيسي للعلاج والشفاء التام الذي أصبح يصل إلي نسبة100%, وينقسم الكشف المبكر إلي جزءين, الأول خاص بسرطان الثدي والآخر ببقية أنواع الأورام, ويرجع هذا التقسيم إلي توفر أسلوب الكشف الذاتي عن سرطان الثدي والذي لا يتوفر للأنواع الأخري, فلاكتشاف وجود ورم هناك ثلاث مراحل: أولها الكشف الذاتي مرة كل شهر, وهو خاص بسرطان الثدي فقط, والثاني الكشف بالأشعة والكشف الطبي, والذي يجب المداومة عليه مرة كل عام لكل سيدة بلغت سن الأربعين, وهنا ينصح بعمل ماموجراف علي الثدي وأشعة تليفزيونية علي البطن والحوض وإجراء التحاليل العادية, بالإضافة إلي ضرورة زيارة الطبيب في حالة حدوث أي تغييرات بالثدي أو الدورة الشهرية. وأخيرا يؤكد د.عمر زكريا يوسف أن التقدم اليوم سواء الجراحي أو الإشعاعي أو الكيمائي رفع نسب الشفاء إلي أعلي الدرجات لكن هذه النتيجة مرتبطة اتباطا مباشرا بمرحلة اكتشاف المرض.