الدول التي تُصنّع "الكرياتين" تحظر استخدامه.. النسبة الآمنة له لا تزيد عن 0.2 % والمنتجات المنتشرة في مصر تتجاوز 0.34 % تحليل مصلحة الكيمياء لـ"الكرياتين" أثبت احتواء العينات على مادة "الميثانول" الذي يحظر استخدامه في مستحضرات التجميل ينتشر في الأسواق المصرية عدد كبير من المنتجات مجهولة المصدر، والتي لها أضرار بالغة على صحة الإنسان، حيث انتشرت مؤخراً منتجات لفرد الشعر للسيدات في الأسواق تحمل اسم "الكرياتين"، والتي تحتوي على مادة " الميثانول" الذي يحذر استخدامه في مستحضرات التجميل.
وكشفت مستندات رسمية من بينها تقارير "مصلحة الكيمياء" وتقرير آخر صادر هيئة الرقابة الدوائية ومحضر للإدارة العامة لمباحث التموين، وتقرير لوزارة الصحة، أن مادة الكرياتين التي تستخدم في محلات الكوافير لها خطورة كبيرة على صحة النساء.
"الكرياتين" يغزو السوق المصري" أثارت غرفة القاهرة التجارية من خلال شعبة الكوافير، قضية انتشار عدد من المنتجات التي تضر العاملين في محالات الكوافير والسيدات التي يستخدمن مادة الكرياتين في فرد الشعر للسيدات، وتقدّمت شعبة الكوافير بطلب غرفة القاهرة التجارية، في أكتوبر 2014، للمطالبة بمخاطبة الجهات الرسمية ممثلة في وزارة الصحة ووزارة المالية لقطاع شؤون الجمارك عن كيفية دخول الكرياتين إلى مصر، وكذلك جهاز حماية المستهلك، مطالبة بعمل فحوصات عبر معامل وزارة الصحة لمنتجات الكرياتين.
وبحسب شعبة الكوافير فإنها أرفقت عينات من منتج الكرياتين، وذكرت أن المنتج يدخل للبلاد كـ"ملمع أرضيات" ويكون سعر العبوة عند دخولها كمنظف أرضيات 50 جنيهاً، بعد دفع الضرائب والجمارك ويتم بيعها للكوافير بسعر 2000 جنيه لكل عبوة.
الدول التى تُصنّع "الكرياتين" تحذّر من استخدامه؛ محمود الدجوي رئيس شعبة الكوافير، ذكر أن الكرياتين يتم تصنيعه في البرازيل وأمريكا، لكن منظمات الصحة في كلتا الدولتين تحذّر العالم من استخدام مستحضرات الكرياتين خاصةً إذا زادت نسبة "الفورمالين" – هي أحد المواد المكونة للكرياتين- عن 0.2 %، لكن في مصر وبعض الدول العربية مستهدفة وغزت المنتجات السوق المصري وتحتوي على نسبة" الفورمالين"0.34" بحسب العينة التي تم تحليلها في مصلحة الكيمياء التابعة لوزارة التجارة والصناعة، وهي نسبة تتجاوز المسموح به 0.14%، لافتاً إلى أن المنتج يدخل للسوق كمنظف أرضيات، وتسبب السرطان للكوافير وتسقط شعر السيدات وأمراض الجهاز التنفسي.
وأشار الدجوي، إلى أن مباحث التموين قبل اجتماع الغرفة التجارية بحضور ممثلين عن وزارة الصحة والرقابة على الصادرات، طلبت معرفة الشركات المستوردة للكرياتين، وتم ضبط عدد من المنتجات وعمل محضر حمل رقم 14707 جنح مصر الجديدة وتم إرسال العينات لمصلحة الكمياء ووزارة الصحة، إلا أنه تم حفظ المحضر في النيابة العامة إدارياً برقم 10389، ولكن النيابة الكلية وجدت أنه تم حفظ القضية دون ورود تقارير وزارة الصحة ومصلحة الكيمياء حول منتجات الكرياتين، ثم تم فتح القضية مجدداً في نهاية 2014.
وجاء في مصلحة الكمياء، إنه وفقاً لعينات الفحص فإن التحليل أثبت احتواء بعض عبوات الكرياتين الموجودة في الأسواق على مادة "الفورمالهيد" بنسبة 1.95% .
كما جاء فى تحليل مصلحة الكيمياء من الإدارة العامة لمعامل الأدخنة والكحوليات والذي حمل رقم 062/589-591/2014، أن العينات تحتوي على الكحول الميثيلى "الميثانول" الذي يحظر استخدامه فى مستحضرات التجميل طبقاً للمواصفات القياسية، وكذلك احتواء العينات على مادة " الفورمالهيد" بنسبة 3.8%، وذكر تقرير مصلحة الكيمياء.
ومن بين نتائج الاختبار الذي تم إجراؤه على العينات، فإن وجود مادة "الميثانول" في العينات بنسبة وصلت إلى 0.34% وطبقاً لمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية فإن الحد الاقصى لاستخدام تلك المادة في مستحضرات التجميل هى 0.2%.
ويقول محمود الدجوي، إنه بعد فتح القضية مرة أخرى لورود تقرير وزارة الصحة والذي تم حفظ التحقيقات في البداية مرتين رغم عدم الانتهاء من التقرير وخروج نتائج التحليلات، فإن القاضي الذي كان ينظر القضية وهو شريف هجرس رئيس محكمة مصر الجديدة تنحّى عن القضية يوم 5 يونيو 2016، لاستشعاره الحرج وذلك بعد أن تقدمت للنائب العام باستشكال على نظر القضية لدى رئيس محكمة مصر الجديدة لأنه من قام بحفظ التحقيقات مرتين قبل ورود تقارير وزارة الصحة.
وأظهر التقرير الصادر عن وزارة الصحة، أن منتجات "الكرياتين" الموجودة في الأسواق غير مسجلة بوزارة الصحة وليس عليها أرقام تسجيل ومخالفة للمادة 59 لقطاع الصيادلة.
وعن سبب مخاطرة، العاملين في مهنة الكوافير، واستخدامهم مادة الكرياتين في فرد الشعر، وعدم استخدام مواد أخرى، أوضح الدجوي، أن مكاسب فرد الشعر بالكرياتين كبيرة جداً فكل عبوة يصل مكسب "الكوافير" فيها إلى 6 آلاف جنيه، وهو رقم كبير حال مقارنته باستخدام مواد "فرد" أخرى غير الكرياتين، لافتاً إلى أنه سيتم نظر القضية مرة أخرى خلال جلسة 12 يوليو المقبل بعد تنحّي القاضي لاستشعاره الحرج.
القاهرة - " وكالة أخبار المرأة "