رحمة ضياء - القاهرة - " وكالة أخبار المرأة "
لجأ كل من دونالد ترامب وهيلاري كلينتون المرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى "كارت المرأة" في محاولة الفوز بشغل أقوى منصب في العالم.
وتنطلق الانتخابات الثامنة والخمسون لرئاسة الولايات المتحدة يوم 8 نوفمبر 2016 لاختيار الرئيس ونائبه، وذلك بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية التي بدأت في فبراير الماضي، والتي يتم خلالها اختيار مرشح كل حزب لخوض الانتخابات الرئاسية.
وتعد هيلاري كلينتون (26 أكتوبر 1947) أول سيدة تقود حزبا رئيسيا (الحزب الديمقراطي) في السباق إلى البيت الأبيض، وتواجه دونالد ترامب (14 يونيو 1946) مرشح الحزب الجمهوري المعروف بتصريحاته المناهضة للمرأة وللمسلمين.
*ترامب "عدو المرأة"
ويعرف دونالد ترامب، رجل الأعمال الملياردير، بأرائه "المعادية" للمرأة حيث وصف نساء في أكثر من موضع بأنهن "مهملات" و"بدينات" و"خنازير"، وصرح بآراء معارضة لحق المرأة في الإجهاض.
ومن خلال اجراء 50 مقابلة صحفية، نقلت صحيفة نيويورك تايمز روايات عن نساء عملن مع ترامب قلن فيها أنه تعامل مع المرأة كأداة للجنس وأدلى بتصريحات بشأن أجسادهن.
وقالت الصحيفة في تقريرها المنشور في مايو الماضي إنه عندما سئل المرشح الجمهورى المفترض عن هذه الروايات نفى ترامب وقوعها أو شكك فى تفاصيلها، مؤكدا للصحيفة "أننى أعامل المرأة دائما باحترام بالغ".
ويدير دونالد ترامب عدة مشاريع وشركات مثل منتجعات ترامب الترفيهية، التي تدير العديد من الكازينوهات، والفنادق، وملاعب الجولف، والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم.
كما يملك دونالد ترامب منظمة ملكة جمال الكون وشركة الاذاعة الوطنية (ان بي سي).
*المرأة تهدد عرش ترامب
وقال د.يسري العزباوي، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، لأصوات مصرية، إن مواقف وتصريحات دونالد ترامب غير الخفية ضد المرأة ربما تطيح به من سباق الرئاسة لاستعدائه للشريحة النسوية ومناصرين حقوق الإنسان في المجتمع.
وكشف استطلاع للرأي أجرته جامعة "كوينبياك" الأمريكية وأعلنت نتائجه مطلع يونيو الجاري عن تقدم المرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري بنسبة 45 % مقابل 41%.
وحصل ترامب على نسبة تأييد بين الرجال تصل إلى 51 في المائة مقابل 35 % لصالح كلينتون بينما تتقدم المرشحة الديمقراطية بين النساء بنسبة 54 % مقابل 30 % لصالح ترامب.
واستغلت السياسية المخضرمة كلينتون تصريحات ترامب المتعلقة بالنساء لصالحها، معبرة عن انتقادها له في أكثر من موضع قائلة "لا ينبغي أن ينتخب الأميركيون متحرشا لمنصب الرئيس".
كما علقت على وصف ترامب النساء بالخنازير، قائلة "هذا أبعد بكثير مما كنا نتصوره".
ووصفته بأنه "معاد لحقوق المرأة" وانتقدت موقفه من الإجهاض وتعهدت بأن يظل الحق فى الإجهاض مسألة أساسية على جدول أعمالها فى حال انتخابها رئيسة للبلاد.
*ترامب يرد الهجوم
وبالمثل هاجم ترامب غريمته كلينتون وكتب على موقع "تويتر" أن عليها أن تتذكّر، قبل أن تتهمه بالتمييز ضد النساء، فضائح زوجها مشيرا إلى العلاقة غير الشرعية بين المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي وبين الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون خلال فترة ولايته والتي اعترف بها الاثنان.
وكانت هيلاري كلينتون هي السيدة الأولى للولايات المتحدة خلال فترة حكم زوجها بيل كلينتون، رئيس الولايات المتحدة الثاني والأربعين، التي استمرت منذ عام 1993 وحتى عام 2001.
وفازت كلينتون بعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نيويورك في الفترة من 2001 وحتى عام 2009، وتولت منصب وزير الخارجية تحت قيادة الرئيس باراك أوباما.
ومن جانبه، استخدم ترامب "كارت المرأة" لضرب منافسته أيضا، مؤكدا في أكثر من موضع أنها "تبني الفوز على كونها امرأة "، قائلا "انظروا إلى كارت المرأة الحقيقي الذي ترسله حملة هيلاري كلينتون للمتبرعين".
وردت عليه كلينتون قائلة "إن كانت المكافحة من أجل رعاية النساء الصحية تترجم على أنها استغلال لكوني امرأة، إذن.. هذا ما أفعله!".
وانتقدت كلينتون "السقف الزجاجي" في إشارة إلى العراقيل أمام تولي النساء مناصب القيادة العليا، قائلة"إذا أرادت الولايات المتحدة أن تكون في الصدارة علينا أخذ العبر من النساء اللواتي هيأن سبلا جديدة في العالم".
ومنيت كلينتون في حملتها الأولى لانتخابات الرئاسة بالخسارة، أمام الرئيس الحالي باراك أوباما في عام 2008.
*ترامب يقلص الفارق
وقال العزباوي "في رأيي ترامب لا يحاول أن يمسك العصا من المنتصف ويقف موقف المحايد مع كافة شرائح المجتمع الأمريكي، ويحاول استقطاب الفئات المتعصبة والمتشددة من خلال تصريحاته عن الإرهاب ومواقفه المتشدد من المسلمين والنساء".
وأشار إلى أن استهداف فئات بعينها دون الأخرى تكتيك يكون له نتائج جيدة في بعض الحملات الإنتخابية، قائلا "هو يراهن على فئة معينة ويضمن أنها ستمنحه صوتها لأنه يمثل رأيها".
وأظهر استطلاع رأى أجرته وكالة "رويترز" بالتعاون مع مركز "إيبسوس" بعد مذبحة أورلاندو، تقليص دونالد ترامب الفارق مع هيلارى كلينتون، فى سباق الانتخابات الرئاسية.
ووقعت مذبحة أورلاندو في 12 يونيو الجاري ونفذها شخص يدعي عمر متين وصف نفسه بأنه "جندي إسلامي" وأعلن مسؤوليته عن إطلاق النار الذي راح ضحيته 49 شخصًا كانوا يحتفلون داخل ناد للمثليين.
وفي أعقاب الحادث صعد ترامب من دعواته لمنع دخول المسلمين إلى أمريكا، فيما حذرت هيلارى من "شيطنة" الأمريكيين المسلمين.
وأظهرت نتائج استطلاع رويترز، التي أعلنت منتصف الشهر الجاري، تقدم هيلارى على ترامب بفارق 11.6 نقطة، بعدما كان الفارق بينهما 14 نقطة لصالح كلينتون في 12 يونيو الجاري.
وواصل ترامب تقليص الفرق خلال الأيام الماضية حيث وصل إلى 9 نقاط فقط وفق أحدث استطلاع لرويترز في الفترة من 17 إلى 21 يونيو.
ويرى العزباوي أن محاولات ترامب للتقليل من قدرات منافسته وتكراره أنها تعتمد على كونها امرأة للفوز لن يكون له تأثير قوي قائلا "الهجوم على الخصم وتقليل قدراته تكتيك انتخابي مؤثر لكن لا أتوقع أن يكن له تأثير كبير في حالة كلينتون".
وأضاف:"على العكس اعتقد أن كونها أول سيدة تترشح للرئاسة سيصب في صالحها وسيمنحها دعما ماليا من منظمات وهيئات مختلفة سيكون مفيدا لها في منافسة ملياردير مثل ترامب".