الكاتب الصحفي: محمد شباط أبو الطيب - سوريا - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
حدثني أبي عن جميل أحوالهم في رمضان قبل أعوام. لقد كنا يا بني كأسرة واحدة نقتسم كل ما بحوزتنا فنشعر بركة ذلك حلت علينا جميعاً. يا بني لقد كان الفقير يمسي وليس على مائدته سوى طبق طعام فإذا اقترب موعد الإفطار وجدت عنده ما لذ وطاب مما تفرق عند جيرانه ميسوري الحال. يا بني أمر رائع ومنظر مهيب كان يتكرر دائماً في رمضان ألا وهو أنا كنا نذهب بطبق الطعام إلى جارنا فيرسله جارنا إلى جارنا الثاني فيلف الطبق بيوت الحي جميعا بيتا ،بيتا ودارا دارا ليعود في نهاية المطاف إلينا وقد توزع أجر إفطار الصائمين على بيوت الحي دون استثناء. كم أتمنى يا بني أن أرى في أيامكم هذه يوماً واحداً مما كان سائداً في أيامنا. لقد كنا نخرج جميعنا إلى صلاة الفجر كوكبة واحدة ونخرج جميعنا إلى التراويح ونخرج جميعنا إلى صلاة العيد. فإذا ما تخلف منا أحد عدناه جميعنا لأنا لا نشك أن سبب تخلفه هو أمر طارئ من مرض ونحوه. آاااه يا بني أين نفحات رمضان التي كانت في سالف أيامنا اااه يا بني كم اشتاق اليها. أين ذهبت العلاقات الاجتماعية. كنا نتبادل الزيارات والسهرات واليوم صرتم إلى النأي بالنفس أقرب وصرتم إلى الاكتفاء الذاتي بالمعنى السلبي أقرب.
وأغناكم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي عن تبادل الزيارات والسؤال عن أحوال الجيران والاطمئنان عن بعضنا بعضا. فيا ليتكم يا بني تعرفون معنى رمضان القديم رمضان عام (1970 )وما بعده بقليل لتمنيتم كل أيامكم رمضان.