الكاتبة الصحفية: سناء أبو شرار - الأردن - " خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
في عيونك يا ليلى
أرى جبال الخليل
وتبتل قدماي بأمواج بحر غزة
في عيونك أري طفولتي في أرضي البعيدة
ويعود صباي من الأفق البعيد
فهل سوف تعرف عيونك يا ليلى
جبال القدس وعنب الخليل
وأمواج بحر غزة !
فأنتِ زهرتي الدافئة في ثلج كندا البارد
وأنتِ بقية حلمٍ أتى من فلسطين
أضمه بصمتِ وحدتي وشوقي...
فهل ستدرك عيونك
أن دموعي تسقط أمطاراً في أرضٍ أخرى
أرض على الطرف البعيد من المحيط
وأن إبتسامتي تنغرز جذورها
في أرضٍ أخرى تحتل الروح
وتستلب الفرح
هل سيدرك قلبك يا ليلى أن أحزاني
حمّلني أياها وطني
وأنها أحزان غارقة بالوطن
ويغرق الوطن بها !
هل سيعرف قلبك يا ليلى
سر سعادتي !
إنه أنت
لأنني أرى بعيونك
وطناً بعيداً
وكأنه حلم طفل صغير
في ليلة قصيرة
فجرها يلح بالولوج...
أنت لا تعرفين جدك يا ليلى
إنه وطني الثاني
بل هو وطني الأول والثاني
لقد كان قطعة من ذلك الوطن
إلى أن أصبح بذاكرتي
بحراً وسماءاً وجبالاً
يا ليلى، لايموت ذلك الذي أحبه القلب
فهناك وطناً يجمعنا
في الحياة وفي الموت
في الغياب وفي الحضور
في الروح وفي الشعور
يا ليلى لا تنسي ابداً بأن الحياة
قد تظلم
وأن الموت يحررنا من ظلم الحياة
وحين يأتي الموت
دعي روحي تعرف السعادة
في أرض فلسطين
فحلمي هو إن لم يعود جسدي
أن تعود روحي
على أجنحة ملائكة النور
ورغم أن أحلامي تكسرت
على الحدود بين المنفى وفلسطين
فلربما أحلامك أنت يا ليلى
لا تتكسر و لاتنهار
في غربةٍ لا تنتهي...
ولا تنسي أنني حتى بعد موتي
بنيت بيتي وحلمي ومن جديد
بين جبال الخليل
وقرب شاطيء بحر غزة
بين سماءٍ زرقاء
وأرضٍ سمراء
إنتظرتني طويلاً
وحلمت بها كثيراً
إلى أن تحول الحلم إلى وطن
سكنته في الحياة
وأودعته روحي بعد الممات