الكاتبة الصحفية: أسماء محمد مصطفى - العراق- خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
يحدث أن تنفصل روحك أخيرا عمن حولك ، بعد أن تكون قد استنفدت كل طاقة صبرك ومراعاتك وتضحياتك ، عبر سنوات من اغتراب صامت تحاول أن تخفيه وراء هالة صمودك او شموخك او عزلتك ..
يحدث أن تواجه في لحظة ما حقيقة أن قلبك كان يتكسر بالتدريج ، يوما بعد آخر ، قطعة اثر قطعة ، ومع كل تكسر ثمة صوت لايسمعه أحد ، ربما لأنك لاتصرخ ، او لعل من حولك لايهتم او لايجيد قراءة ماوراء وجهك من ألم قد يقتلك .. و .. حتى لو شعروا ماذا يمكن أن يفعلوا كي يعيدوك اليهم .. أنت الذي تدفع ثمن رهافة حسك من روحك .. مدركا أن أسوأ مامنحه القدر لك هو إحساسك العالي .. مفضلا لو أنه كان إحساسا عاديا كما لدى الآخرين .. كي تضمن الراحة لقلبك وعقلك ..
يحدث أن تنفصل روحك ويتهشم قلبك ، حينها يكون أوان الرحيل قد حان .. لكن في مجتمع كمجتمعاتنا القاسية الأنانية المتسلطة لايسمح لك بالرحيل إلاّ الى الموت ..
يحدث أن ترحل الى موتك وأنت حي ، تبتسم لهم ، تتكلم معهم ، تواصل حياتك معهم وأنت ميت ، ويستمر التكسر حتى تسقط في قعر النهاية حتما .. حينها سيبكون عليك ويتساءلون باستغراب .. مابه قد مات ؟ لم يكن به شيء !! كان ناجحا مبتسما قويا .. كان يملك كل شيء ..
يحدث أن ترحل من غير أن يدركوا أنك رحلت مسبقا ولم تكن معهم روحك قط ..
ذلك يحدث فقط .. لأنّ لا حقَّ لك لتصرخ وتعبر عن رفضك .. وتختار طريقك .. او لأنّ قلبك يُفضل أن يتكسر صمتا على أن يؤذي قلبا آخر .. والمؤلم في هذا الامر حين لايشعر القلب الآخر بأنك اخترت موتك من أجل حياته ..
ذلك يحدث فقط ، بصمت ، حتى تقرر أن تصرخ .. ولكن حين الصراخ .. مَن يسمع .. بل مَن يفقه ؟