الكاتبة الصحفية: رولا حسينات - الأردن - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
عبرت قناديل الليل برعشات العويل والغربان تنعق على الأدواح العارية وقد هجرتها البلابل وتغشى الليل الأرض المحترقة بظلمته، ودويُّ القنابل قد أجج سعير البيوت العتيقة وقد تهادر ركامها لتسوى مع أناسي الأمكنة المنسية، حينها لملم السكون المطبق أذياله فما تبقى أي من أعشاش البلابل.وبقي إرث الحب مضمدا للجراح ومعزيا للتائهين..
إلا يعرفونه؟؟ إلا يمتثلون لسلطانه؟؟ يعرفون بقرارة أنفسهم أنهم يكابرون.. يقولون عنده نقيصة، إذا كان الحب إحداها فلا أعدم وجوده...وي كأنه دين السماء الذي اختص الله فيه نفسه بالرحمة! أوليست الرحمة طابعا للحب؟؟ فلما عساها تمتد غرائبية البشر وشرورهم لتطال ذاتي.. صفحاتي المخبئة تحت نواقيس الهذيان؟؟! وأنا المحتضر بين أوراق النسيان..فليدعوني والنزر الأخير المتبقي لي لأمضي به ..
ذائقة الموت في بنيوية فكرية للإنسان وداخليته.. في قسمها الأول وفي ملحمته الثورية في البحث عن صناعة الحقيقة في قسمها الثاني.. ويبقى الحب سيد المشهد وعرابه ونفيسته التي تقدر بمشيئتها حدود اللامعقول..
كانت صياغة واثق وصناعة المستقبل المسيطرة على بنية العتوم لذائقة الموت، الذي حاول فيها بتميز أن يوجد الصورة السلبية (النيجاتيف) للإنسان في صراعه مع عبثية الواقع، أن يعيش عالما يخاطب فيه نفسه، ثم ليسوقها في نسق تطوري إلى نص حواري بين شخصيات تتصارع في نفسه قد خلقها وشكل بها منظومته الفكرية والسلوكية. لم يكن واثق كأي منا قادرا على التعايش مع محيطه سابحا في نهر يقصيه ساكنوه عنوة ليكون عكس التيار، ولم يكن مالكا لواقع ملموس بقدر ما كان مسهبا في عالمه الخيالي و لم يعد مع الوقت قادرا على الفصل بينهما، فكان هو هو من بقي بين الضفتين لا يقوى على الولوج لأي منهما..لقد امتدت رغبة واثق ابن أم الكروم في البحث عن تشكيلة ما تعينه في بنيوية شخصيته التي تتميز بعدم وضوح رؤيتها المستقبلية والتي استمرت حتى خط النهاية، تلك النهاية التي ابتدأها في حلمه ونازعته نفسه على تحقيقها لتحيق به الشقاء من كل صوب..
في ذائقة الموت والتي جاء فيها العشق لونا آخر من ألوان اكتشافه لما حرمته منه قوانين الطبيعة لتهذب الشراسة المحرومة فيه، والوصول إلى أقاصي الصدق ودقائقه وإضفاء لون من الثورة المحبة لطريقه الغارق بالمآسي.. في البدء كانت الرؤيا وكان الحلم الذي بني عليه الخط الطولي للرواية الذي نجده قد تشعب ليرصد أكثر من قضية، لكن الحقيقة المطلقة التي أبدع العتوم في صياغتها عالقة بين الوهم والحقيقة، شعرة واحدة تفصلهما في إطار زمني مجنون.."الموت.. الحياة طرفا الدائرة دائرة الكون، الكون الذي لا يكف عن الدوران.."
اختبر العتوم في بناء شخصية واثق علم التساؤل والبحث الدائرة رحاه على أرض جميع شخوصها من ذوي القامات العالية والأنفس الموصدة أبوابها.. العقل الذي لم يدر كنه الأشياء وماهيتها بل كان رافضا للحقائق على علاتها، لا بد من سبب لا بد من محرك لموازيين الطبيعة و كذلك الشخوص، ويمكن أن نصيغ الأبعاد التي أثرت في شخصيته..بسمية.." أنت مخطئ فجيعتي بسمية لا يمكن أن تنتهي.." "وسمية هي أصل الحكاية.." الرسالة -77 375 وليلة الذئاب.." ليلة الذئاب السبب .."245.." وذكرتاه بليلة الذئاب.." 282236 "أنا ذلك الإنسان الذي سموه واثق لأنهم علموا بعد ليلة الذئاب في المنطقة المحرمة لن يعود واثقا حتى من وجوده على سطح الأرض أصبح يشك حتى فيما يراه.." 137 وعشقه منى.." وإن العشق ربيب الموت وخدنه الطائع.." 262.." ما حدث لم ابرأ منه إلى اليوم.." 264..
ليكون فن التساؤل من القاعدة العامة للقانون الكوني لتضيق فيما بعد إلى عنق الزجاجة.. "ترى على أي جنب سوف يختبر الميت صدق المقولة؟؟!" أهذه صورة القبور أم هذه هي الحياة؟؟!"21 "وحدها النهايات تتصالح مع الموت وتمسك بيده كرفيق درب!!"22 ..."ماذا يفعل الموت بنا؟ يوقظنا أم نوقظه ليصحبنا إلى مرابع الحقيقة.. هل من سبيل إلى الحوار معه أين أنت أيها الموت؟" 18 "فلتأت أيها الحالم الوسيم، أيها الفاتك الجميل الذي ينتظرون قدومك قليلون كن على يقين أنني من هذا القليل.. "سجال بينه وبين الموت.." كان يقترب منه قليلا يقهقه في وجهه ثم يعود إلى مقعده الأحمر.." ليتغير نمط الأسئلة ويتخذ منحنى أكثر دقة، بعيدا عن قوانين الطبيعة إلى قوانين البشر، ليبقى واثق الشخصية التي تفردت بعدم وضوح رؤيتها.. بعدم وضوح المنظومة المستقبلية التي عاشها بأحداثها ليكون له مستقبلا مجهولا.. ليعبر عن نفسه الضائعة بقضايا قد لا تعنيه أو قد لا تشكل ذلك التأثير عليه.. وهو يعتقد أنه مناضل "أتساءل هل كان بيدي أن أتلافى السجن؟؟!! .. "هل كان الأمر يستحق أن نخرج في المظاهرات والاعتصامات... ؟؟!!397" في حياته قاوم كل ضعف وهوان حتى آخر نفس فيه إنه السعي نحو المجهول وخوض الصراع.." ماذا لو عكس الأدوار فصار هو الجمهور وصار الموتى الممثلين ماذا سيقولون حينها؟11؟؟!! " لم يعد مهما أن يكون حلما أم حقيقة.."406 "خيل إليه أنه مشاها من قبل.." "أرعبه المشهد فتأرجح في مكانه..فسقط.." " فأنارت تلك الصلاة ما بين السماء والأرض..كان هو.. هو" 407 شخصية واثق المسحوقة و التي لم تنل نصيبها من الاهتمام منذ صغره لتصيغ الشخصية الخارجية صاحبة القرار المتردد...." لا بد أن الولد جائع.. لا تتحدث أنت باسمه دعه يتحدث هو.."" وهو منذ البداية قد طرح جسده في الهواء مثل مئذنة تتأرجح"11 "وتساءلت في سري.."76 "ولماذا تتهيأ لي وحدي إذا كان ما تقولينه صحيحا.." 80.."وجعلتني أحاور نفسي وأجادلها" 311
تلك العجينة التي وهبتها السماء ماء طيبا فكانت الجدة في رمزية للعطاء.. للوطن.. للأرض لأي من مفاهيم الثقة والنبل.." لم أكن أدرك لماذا تنبت الأزهار من تحت قدميها كلما سارت في الحقول الفسيحة المفتوحة على الفضاء المطلق" 26 وهي ذاتها الحارس والمنبئ بالأمل "جدتي لا تحتاج إلى الديكة لكي تصحو.." 30 "تتوضأ في البرد الذي يحدث أن يجمد حتى ماء الوضوء النازل من الإبريق" 30 وهي التي أنارت دربه المعتمة بقنديل.. "مشت هذه السيدة العظيمة التي علمتني نصف الحياة وانسحبت خلفها منصاعا في البداية" 30 "وهي تشير إلي أن أتجنب الطين ما استطعت" 31 .. "لجدتي سحر في قلبي يعادل سحر الشمس.." 33 والتركيز على آلية فهمها وتعاملها.. حجة الصغير وإدراك الجدة وسعة صدرها.." يصيبني بعض الملل فأطلب من جدتي .. أريد أن أذهب إلى الحمام.. تريد أن تلعب قليلا زهقت ؟" 34 "كيف عرفت جدتي ذلك؟ جدتي تملأ جيوبها بالأسرار حيث تحتاج إلى كشف إحداها..ما عليها إلا أن تمد يدها إلى أحد جيوبها التي تملأ شرشتها.." ..34
من أبرز المنحنيات التي أثرت في واثق ثقة جدته به لقد مارست الجدة أصول الإبداع في بناء حلمه.." رغبته في التحرر من القيد بأي وسيلة كانت ليصنع لنفسه تابوت قد نقش على سطحه الأملس:عاش بطلا ومات بطلا.... ولقد وضع واثق السبب الرئيس لسعيه على غير هدى في سيرته المستقبلية في اعترافاته بمدى معاناته من إهمال وتهميش وقسوة.."ما الذي يستهويني يومها؟ لست أدري بيد أن جدتي كانت حضنا دافئا يحميني من الإهمال ويسقيني زلال من ماء الاهتمام، وبين يديها وجدت مهربا من الحياة القاسية الصارمة التي وجدناها مفروضة علينا.." 51. "وبؤت أنا بالإهمال.." وتبقى لهفتها عليه .."أين ذهبت يا واثق؟؟ أيفعل بي ذلك؟.." 39..
عندما ولدت أم الكروم أبطال ذائقة الموت، ولدت في الحقيقة التاريخ والعادات والتقاليد وهي شاهدة على أماني العاشقين ومدافن البائسين وملاحم الوطن.. فكان عميق الوصف لدى العتوم .." الشرشة السوداء التي تلبسها إلا حين تخرج إلى هذه المزارع" 33 ..إنها واقعية الحياة المليئة بالجلادة والتعاون..والمساواة الفعلية بين الرجل والمرأة "مباركتان هاتان اليدان.." 33..فكانت أم الكروم بالمشهد الطبيعي الذي برع العتوم في إبرازه و الحياة الريفية، وزهدها في جل الرواية بكافة تفاصيلها خادمة للقضية من أوسع أبوابها " أصوات قرقعة التنكات الفارغة التي لعبت فيها الريح وطوحتها من مكان لآخر، وكانت أصوات المزاريب وهي تشخب بالماء المتدفق من أسطح المنازل" 27 من منا لم يعشها ولم يتغنى بشتائها وصيفها واغتسل من غدرانها ؟؟ "كانت الريح تصفر بألحان متعددة وكأنها نائحة بائسة خرجت من القبر للتو، كي تروي للموتى أمثالنا ما يجري في العالم السفلي من أهوال"27.."وجرفت هذه السيول في طريقها كل شيء حملت حتى بعض الماعز التي انفلتت في عقله من أصحابها بعد أن فتحت الريح أبواب الصيرة "..ولقد رسم بريشة الفنان "مزارع الزيتون عشرات الدونمات تمتد لا تكاد ترى لها نهاية "32
ولم يسقط ذلك العيد الوطني من الأرواح المتعلقة به، والذي يفترض أن يكون أحد العناوين البارزة للدول العربية وعطلة رسمية فيها لكنه يعامل على النقيض من ذلك بالإهمال في السياسات العامة للدولة والزراعية خاصة..ورغما عن كل شيء مازال محتفظا بطقوسه عند الفلاحين...."مدت بساطا واسعا من أكياس النايلون ..حتى شكلت معها مفرشا .. وراحت تمد يديها إلى حبات الزيتون وتفرطه بعناية فائقة "32 3 وكما كنت مهمة الأطفال.." في إحضار أكياس الخيش خمسة أكياس".." حين يهاجم جدتي تجلس على الأرض وتبدأ بملء تناثر على المفرش من حبات الزيتون..تملأ دلوا صغيرا من البلاستيك بهذه الحبات ثم تلقي بها في بطن الكيس" 33 ..وتلك الملاحم التي شهدها الوطن على أرضه منذ غابر الزمان "التي استخدمت كذخيرة تملأ فوهات المنجنيقات فقد قيل أن حربا دارت عند هذا الوادي بين رشاد باشا وجماعة هادي باشا واستمرت أشهر.. حدث ذلك منذ ثلاثمئة سنة قال جدي" 71
وكان سعيه ليكون شجاعا الذي انسحب على عقله الباطن.."كيف يمكن أن أكون شجاعا مثلك؟؟ لا تفكر في الأشياء إذا أردت أن تقدم عليها.." وهذا ما جعله يخوض في معركته الثورية فيما بعد. لكنه عند خط النهاية لم يجد مبررا لتلك الشجاعة "وجعلتني العزلة أنا لست أدري لما اشتركت في كل هذه المسيرات وتلك المظاهرات.."303 وعزلته فرضت عليه عدم استقرار "ما دامت قضيتي عادلة فأنى لجيوش الظلام أن تهزمني ..هناك فجوة بين العقل والجسد وحده الصبر قادر على أن يجسرها.."312
على النقيض من ذلك الأم التي لم تتعدى الغشاوة والمترائية صورتها عند الأبواب مجرد خيال.. وفي البعيد كانت حيث أنها لم تستطع أن تضفي نورا على حياته في أي مرحلة، رغم أن الأم بالمطلق نوع أصيل للعطاء، لكنها في مذكرات واثق لم تشغل سوى مساحة ضيقة غير متوازنة الفسحة الضيقة التي كانت معنونة بالالتزام وفرض القرارات والموازيين غير العادلة "ظلت أمي تحثني على النوم باكرا كي يمتص النوم مخاوفي .."27 لم تبحث حتى في مخاوفه بأي شكل لتخترق الخط الفاصل بين الحلم والحقيقة، وأبقت لواثق صورتها وهي تتلمس الطريق الذي اختارت أن تطفئ عينيها لأجله فجيعتها بسمية، وقد أسقطت من تلاها بوجود سمية وحتى بعد فقدانها.. دون أن تُضمن واثق في إطار الصورة ..فيعترف .. أنها مجرد سنة التي كانت أشبه بقرون "..كانت أمي صارمة معي غير أن صرامتها كانت تؤتي ثمارها مع أختي وتصبح عجفاء معي، كم تورمت أذناي لطول ما شدتهما أمي وهي تؤنبي على فعل ما.." 50 .."وكانت تهوى أن تضربني بقعر شبشبها المليء بالأتربة والحصى على قفاي.." 50 هي الأمل المفجوع الذي لم يؤذن له ليكون حتى أملا مشروعا. "وصاح في الظلمات أماه" 173..".. لم يشعر بوجود أمه معه في الغرفة تعرف من هاتين العينين أنه هنا وليس هنا ".194
وقد تكون جزء من الرعب الذي بنى عليه حياته.." ..استيقظت مرعوبا هل تهيأ لي جراء قصص أمي التي تقصها علي قبل النوم .."40 لكنها تبقى العظيمة في حياته"رحلت هذه العظيمة التي ولدتني في الربيع"367
وما كان للجد إلا قداسة في مشهد حياته.."وتحيله إلى راهب يتبتل في المحراب" 41..منتقصا من شخصيته مهمشا لكينونته "وهل رافقك هذا الولد إلى هناك؟ كانت كلمة جدي طعنة في القلب" 89.. رغم أنه لم يتصدر المشهد إلا بلمحات خاطفة، لكنها كانت كفيلة لتبرز الشخصية القيادية له والتي تؤمن بالعمل الجاد الدؤوب، وكما تؤمن بالشخصية القوية فقط القادرة على العمل وإسقاط ما دونها كما فعل بواثق..ومع ذلك فقد كان الجد المسؤول عن العيش بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وضمان سلامة التخطيط والانجاز "كان جدي حريصا على معازه." 27..ومعتقا لجمالية الإرث.." أوقد جدي النار جدي النار، ووضع عليها إبريقا مطليا باللون الأزرق فانقشر طلاؤه، وصار اللون الأسود الفاحم هو طلاءه الجديد، إنها ذكريات الطفولة لكل منا"69..
.. وتبقى سمية السر الدفين الذي كان العقدة بحد ذاتها التي جعلت واثق عالقا بين الوهم والحقيقة..بين الضعف والانهزامية والقوة والبطولة..كما كانت سببا رئيسا في الحرمان لكل من حولها في حياتها الواثقة..لقد كانت الحقيقة المسقطة أن سمية هي أيضا ضحية الطبيعة القاسية التي لا تؤمن إلا بالقوي والقادر على استيعاب أنموذج التفاعل الايجابي مع الواقع..فقد حرمت واثق من حلم الطفولة ببراءتها وبعد مماتها حرمته طعم الحياة نفسها، كما حرمت أمها نعمة النظر، ونقشت أحادية الفكر لدى واثق لمنطقية الموت "وكنت أحس أنني تلميذ بين يديها بالرغم من أنها تكبرني إلا بعام.. أختي التي تمنيت أن أجدها رفيقا لي من أجل أن نلعب قليلا وأن نستمتع بطفولتنا قبل أن تهاجمنا سهام الزمان"50 لقد وقعت شخصية واثق في الفجوة الزمنية بين ما منحته إياه جدته وبين ما حرمته إياه أخته" لم أكن أعرف هل أحسد أختي أم أحزن عليها..." 51.. "شخصية أختي كانت طاغية.." 51
هل هو قانون البشر الذي جعلها فوق البشر؟؟؟.."كانت تطير فوق الغيوم بينما تعوج رقبتي.." 53 "كانت سمية قانون العائلة.. 55.."أختي التي ظلت شوكة في القلب توجعني وأحميها من الريح" 72 بالعاطفة المضطربة لديه.."كانت المائدة قد قدت جدارا فاصلا بين أزمنة الطفولة كلها وسورا قائما ..تجارة الموت والحياة بالرغم من أن وعينا كان بسيطا.." 72.." أحيانا يتشوش فكري وأنا أحاول أن أميز بين دورها في الحياة ودور أمي.." 76 " وأنا جبان إلى هذا الحد.." 76 .."وكأن أختي كانت ملجئي من الرعب.." 77 "شدت بيدها الأخرى على يدي فشعرت أن القاتل الوحش قد توقفا.." 77 ..
لقد كان مشهد المواجهة مع الأفعى عند البئر الملعونة هو بذرة المحبة التي نبتت في نفس واثق "بالفعل لفتني سحابة من الطمأنينة وأنا بجانب أختي.." 82 ..الرغبة الطفولية المدغدغة لمشاعر البطولة.."كيف أترك أختي وحدها تواجه هذه الأفعى المميتة.. لم أجد جوابا.." 86 ثم تشاء الأقدار أن يعيد التاريخ نفسه ليرغب في الدفاع عن منى، رغبته الحقيقية في المواجهة والدفاع عمن يحب.. .."يعني هربت وتركتها قال ذلك بغضب.. آه لو لم يغم علي." "لم يستطع أن يخرج من الحفرة التي سقط فيها.." 94 "وكنت أنا أعيشه دون أن يشعروا بالعواصف التي تزمجر في داخله.." 97 "رأيت الموتى يخرجون من جوف الوادي" 97 "هذه حكايتنا ولم أحدث بأحلامي أحدا لأنه لا سبيل في تلك الأيام أن يصدقني الجن" 98 "وبموتها أصبحت القرية تحمل هذا الثالوث المتناغم هل يكفي كتم صرخة الخوف لتموت سمية.."102
وقد تطورت أزمته الفعلية التي قامت عليها فكرته عن العدالة والظلم وتصنيفه للبشر وأصحاب السلطة "ظلت الذئاب مكانها هائمة وتقدمت نحوها الخراف طواعية دون أي صوت أو مقاومة." 98 "وهل تنوي الوحوش أن تقتلني؟ هل تقتل كل من تجده أمامها؟؟ "118 ..من هنا بدأت قدرته العقلية على تصنيف البشر.." هل اختلاف منابع الحياة تقضي للناس أشكالا تتبدى بحسب طبيعة الماء الذي شربه من هذا النبع أو ذاك" "بعض البشر أضرى من الوحوش" 117 "صديقها وتقتلها ؟ يحدث ذلك يا بني أنا أخلصها من الشر الكامن فيها أليس هذا نوعا من الصداقة؟؟ 127هل هي قناعة مطلقة بأن نقتل حتى نخلص الخصم من شروره؟؟؟؟
أما صورة الأب في ذائقة الموت فكانت أنموذجا للقوة والصلادة والناطقة بمنطق الحكمة الذي جعله مسارا له في حياته.." وظل أبي صيادا عنيدا شكل علامة فارقة في أسلوب الصيد."104 وكان قريبا.."لا أبدا كيف أخاف وأنا إلى جانبك" ..ليذوب تمثال صموده بعد أن يتم اعتقال واثق.. "لم يحرك ساكنا بعد ثوان نزلت دمعة ..ثم علا صوت بكاء ..وتحول البكاء إلى نشيج"276
لقد أبرز العتوم واحدة من القضايا المهمة كقضية البطالة وثقافة العيب والفكرة المجتمعية للعمل ومفهوم الاحترام "وذهب للدراسة فإنه سيعود بشهادة ويصير مهم ووظيفة محترمة ويعينونه في الحكومة." 104 ناهيك عن تمكنه من إبراز مصير الشباب التائه الذي لم يلق بالا لمستقبله متعرضا لقضايا بالغة الخطورة وهي المخدرات والهجرة التي يمكن أن تقضي على مستقبل الشباب من "ثم ذلك الطالب الذي كان يهزأ من واثق كيف انتهى به الأمر إلى محطة لغسيل السيارات بعد أن دمر مستقبله بالانغماس في المخدرات.. أما سميح فقد لحق بأبيه في تجارة البلاستيك وأما سلطان فطار إلى أمريكا" وقضية الفقر المجتمعي وعجزه المادي.." وهل الجياع في قريتنا كثيرون؟؟ كثيرون جدا جدا كل من في القرية جياع يا بني"117 وهذه حقيقة الطبقة العاملة الكادحة التي ملحها الأرض تخضع لقانون الطبيعة ..
لقد بدأ نحته لمشواره في الثقافة وتعلم منطق بعيد عن واقعه أكثر مثالية.."كانت الكتب بالنسبة إليه بابا يفتح على المتعة الساجية" 143" كان يحاكي كل غلاف كما لو كان بشرا من أذنين ويناجيه كما لو كان إنسانا من قلب" 143
وكانت معاناته النفسية في خلق عالم متكامل بشخوصه وأحداثه.." "هل كان الغد حقا كذلك" 145 "يموت إذا استخدم قلبه مضخة للدم ولم يستخدمه محطة للاعتبار" 148..وهذا المنطق الذي أقام بنيانه على هشاشة الخيال والتوحد جعله منبوذا من أقرانه فاقدا الاتصال بمجتمعه" كيف تصاحب هذا المجنون" 146..بينما كانت نظرته للمجتمع غير ذلك راغبا بالمثالية.." لماذا لا يكتفي الناس بأنفسهم؟ لماذا يبحثون عن آخرين يلقون بثقل أفكارهم عليهم" 149
إذا هي قضية صراع فكري وبذلك القضية تكون أعقد "أزعجته بعض المظاهر التي رآها لكنه تجاهلها بما يكفي ليقي حياءه وليتابع سيره إلى غايته" 157".."وبدأ يهذي مع نفسه" 170" "وصمم من ليلتها أن يهدم ما ابتناه عقله المريض من صورة لها"172 "روحه التي ضاعت في السديم وراح يبحث عنها بلهفة في مهب الذكريات" . 175 ..لم تكن قضيته بأي منحنى من منحيات ذائقة الموت متعلقة بالجسد..
وليتغير مسار حياته عاشقا ليثبت لمن يحب أنه إنسان له رسالته.." ليت الذي أصاب العشاق من قبل فيما قرأت ما أصابني" 169 " ليتني أجد من هذا الجحيم مخرجا" 173 وهل كان الحب والكراهية جحيما يكسى الجلد فيهما بعد أن يذوب..؟؟ "ولذا طال شعر رأسه حتى وصل كتفيه ونبتت شعرات ذقنه على غير انسجام وانفتح زر قميصه الأعلى فبان ما تناثر من شعر صدره" 182 ..
أي نبات عاشق متسلق كان الذي صور العتوم لذته وروعته....؟؟ "وألصق خده على باطن كفها أطرق خاشعا للحظات ثم هوى يلثم يدها ويتشممها صحا من هذيانه ثم راح يعدو كالأبله.." 185.." ما من طعنة في الحب نفذت إلى غير صاحبها وحده العاشق يحمل أثقال عشقه على عاتقه" "186 "يموت العشق بالصمت ويحيا بالبوح" 187.." لا تدع العشق يهدم روحك تستطيع أن تجعله يبعثها من الرماد مثل طائر العنقاء.." 188
وهذه الحقيقة في أن الله محبة والدين محبة وتسامح لأن بهذه القيم يكون البناء..والنبات المروي من ينبوع الروح.. .."في المدى المرئي بوضوح بدت بكامل أنوثتها تقترب من تمثاله.. لفح الحب جانبيه بالنار.." 190 "حب كهيكلين في معبد الحب تظللهما عرائش المودة" 191 "ولو كنت شاعرا لكتبت فيك ألف قصيدة" 192 "ولكنك القصيدة الأحلى من بينها جميعا" ..192 وأمام قداسة الحب يكون الهروب والبقاء يكون الصراع في أن أحب وأن أهرب من الحب..وهو ما كان في نفس منى.."تململت في مكانها قليلا شعرت لو تستمر هذه الجلسة لزمن أطول استغرقت كيف يصيبها هذا التناقض في الشعور في اقل من دقيقة "192..
لقد امتاز العتوم بقدرته على الخوض في دواخل الإنسان وتبيان مشاعره وذاك الصراع الذي ينتاب صاحبه بدقة وحصافة.. "كيف سمحت لنفسي بأن أجلس معه؟ وماذا بعد؟ لماذا نامت بين يديه كل غزلان الرضى..؟" 194 "فسقطت على وجهها الملائكي فلقد بدا قادما من الجنة" 198.." دقائق العشق هي دقائق المجانين كل دقيقة بيوم" 198 "خذي وجعي يا وردة.." 199 "قلبي شجرة حور عتيقة.." 200
من أجمل صيغ الحوار التي نثرها العتوم على صفحات ذائقة الموت.."لا بأس أنا أريد أن أعرفك أنت ابتداء لا هي.." 177.. لكننا في واقعنا نعرف كل شيء عن المرء إلا أننا قد أسقطنا معرفته لذاته..
وذلك النقاش التعريفي بأهمية القراءة.."لماذا نقرأ؟؟" .177 "قلت: القراءة تختصر أرضه وتكثف تجارب وتنقل خبرات يحتاج المرء معها إلى الآف السنين" 178.."أنا أقرأ لكي أعيش تشكل مع الزمن لدي يقين بأنني لا يمكن أن أعيش بدون أن أقرأ"..178
نقاش له نكهته في الرقي بمعنى الصداقة وأصدق ما فيها أن نكون نحن دون قشور أو شوائب.." إن تخليت أنت عن نفسك قليلا وتخليت أنا عن نفسي بمقدار ما تخليت أنت فربما نلتقي في مساحة التخلي.." 179
لقد أكد العتوم في بنية ذائقة الموت على تلك المنظومة التي يعيشها واثق في أن ازدواجية شخصيته وانعدام الخط الفاصل بين الواقع والخيال هي ما يعيشه..."المساحة التي تفصل بين الوهم والحقيقة عندي غير موجودة .."180.." إنه سجين لرغبته شعر بالعبودية للحظة.." 192 .."وخر هو على ركبتيه بعدها كأن سكينا خرجت من صدره بذهابها" 193..المشاعر المتباينة.." ضحك وبكى وركع وهلوسات برزت أمه على الباب مرة أخرى " 194 ..لقد بدأ التغير الحقيقي في مشاعره وأحاسيسه وشخصيته.."مو تعرفني أحب الورد ..ولا يوووم.." 196..ومن هنا بدأت إزدواجية الشخصية.." وما أدراك أنها لن تخلف وعدها؟ ربما رأتك طفلا ساذجا.." .."بدأت شياطين الريبة تتقافز أمامه ثم راحت تصفعه على وجهه.." 197 عدم قدرته على نسيان سمية وجعل نفسه بما يفرضه عليه عقله الباطن بأنه مسؤول بشكل أو بآخر عن موتها.. "تخرج من قبرها تخيفني أم تحاول أن تبقى ذكراها حافرة" 202.. "عندي مشكلة فيما أظن أنني آراه "204
لم تخل ذائقة الموت من حصيلة المصطلحات القديمة التي كانت أشبه بقواميس كالصيرة..و"هم يا جدتي هم" بمعنى (اسرع) سنسلة "وأقفز من سنسلة إلى أخرى.." "كوارت الطحين.." "اللقن..".." الأكلات الشعبية.." الخبيصة" "البلاعط" 83.." قليه.. هويسه" 83
ذائقة الموت ..الحقائق والوجع.." التعب في قاموس الفلاحين غير موجود وهم أضعف معادلة في ميزان المدفوعات.."33 "لأن حبة القمح حياة.." إنها الحقيقة المرة أن التعب والتمرغ في ملح الأرض هو مفتاح الحياة وأن الأرض هي العرض التي لا يمكن التخلي عنها مهما كان، فهي حضن الأمان وهي الضرع إن جاع هي الوطن والحياة.. كما أورد الموروث الشعبي بالغناء التراثي المعجون بالروح المرحة..الدعابة وحكاية الموت والحياة على حد سواء..
"ليس على الحقيقة أن تبين عن نفسها وحدها تقف في وجوه المنكرين دون الحاجة لأي دليل" 13 "عالم الحشاشين أقرب إلى عالم الزعماء والسياسيين" "بجدوى هذه الشهادة الزائفة السجن كذلك يعلم أعرق وأعتق مما تعلمه الجامعة ..إن الجامعة ما هي إلا الصفحة الأولى في الحياة.."362
لقد كانت نكهته الراقية التي أضفاها العتوم..في ذائقة الموت.. في إيراد "النص القرآني.." لا تثمر إلا زقوما .."38.." كرؤوس الشياطين.." 39.." وطاف عليها طائف من ربك كلما وضعت رجلها في مكان أحرقته.." 29
لقد وضع العتوم يده على الجرح الغائر في الفكر المجتمع العربي والذي امتد على مدى عقود من الجهل والتجهيل والتي لم تتوقف عند تلك المراحل المتأخرة قبل انتشار العلم والدين ولكنها استوت على عرش القرصنة الالكترونية فيما يدعى الاستغلال الديني بأشكالر قذرة ك ضرورة ضغط لايك أو الإعجاب بالصفحة وإلا فالتكفير واللعنة هي الحصيلة ..هل وصلت بنا صناعة الجهل إلى التوغل في أمور العقيدة والتلاعب بالوعي الفكري للشاب العربي المسلم هكذا ببساطة مع تسليمنا وإذعاننا لها ؟؟..فكانت الخزعبلات والتخاريف التي بنت بيوتا مسكونة في عقول وقلوب سكان القرى والمدن على حد سواء فكان الجهل الديني طابعا للمرحلة، التي سعت إلى ضعضعة مفهوم الإيمان وخلق مفهوم الواسطة بين العبد وربه "إن سيدي الرفاعي كان يتعبد في ظلها.." 31 "وظلها يمتد إلى ما يزيد عن السبع ليالي، ولو ركض فيها لمدة سبعة أيام متواصلة بلياليها.." أول شيخ أجا على هالقرية.." .."لماذا الحقيقة والعدل لا يلتقيان.." 37 "تقصد شجرة الشيخ علي ليست شجرة الشيخ علي إنها شجرتي أنا.." 37 .."يا بني أهل القرية جهلة ..هذه الشجرة ملعونة لقد حل عليها غضب الرب .."38
والمرارة في اتخاذ بيوت وأمكنة القديسين والمشايخ والرهبان وأهل الله قد أصبحت رموزا للتعبد واستغلال الآخرين.. لفقرهم وحاجتهم وضعف الوازع الديني لديهم "كانوا يذبحون عندها الخراف ويعقدون على جذوعها العقد ويوقدون عندها النار، ثم يدورون حولها ويبدؤون الغناء ويتوسلون.." 38 إنها الرغبة في الهروب من الواقع إلى الغيبيات والتعلق بأستار الغش والتدليس والاستغلال..
هل نبقي مفهوم الخزعبلات وأزمة الفهم والإدراك الديني تستحوذ على العقل العربي؟! هل هو منطق الجهل والتجهيل؟؟.. "يا بني أهل القرية جهلة هذه الشجرة ملعونة لقد حل عليها غضب الرب.." 38 تلك الهوة الفكرية.. "وبين وصف الشيخ لها بالملعونة ووصف جدي لها بالمباركة رحت أسقط في بئر الشك.." 45 "..وعندما صار أحدهما فوق رأس الرجل ألقى عليه حصاة ملتهبة فأصابت وجهه فاحترق من لحظته.." 46-47.." كان أهل القرية يدعونه بذا النون كانوا يشيعون به إذا أصاب المرض صغيرا أو كبيرا .." الناس غرقى في بحر الحرمان يتعلقون بقشة" 48
لقد كان واثق قادرا على التنبؤ بالموت مهما كان بعيدا ..يراوده في الحلم ليتخطف منه كل قريب في واقعه المرير ليعيده دوما إلى خط البداية.. " حاول أن يحرك مقعد السيارة فوجد نفسه عاجزا لا يستطيع أن يمد يده هل أخبر بأن صاحبه سيموت.." 240...هل كان واثق بالفعل يملك تلك القدرة بالفطرة أم أن طابع الخوف لديه من المجهول ومن المعادلة الناقصة هو أساس جزعه وفوبيا الفقدان لديه؟؟.." ألا تريد أن تسبح؟ بالطبع أرجوك لا تفعل.." 240 إنه حنين الأجساد إلى أصلها.." 242.." البحر وسادة السماء.وقبره" 243 "هل يقرأ الإنسان لينسى" 244.." لم يبد جمال في المشهد ارتعب جب لا تكن جبانا حتى في غرقك.." 244 ثم ذاب في البحر تاركا البحر وراءه كأنما تخلص من عبء ما هاأنذا آتيكم ولكني آتي بجسدي بعد أن أطعمت البحر روحي.." 246
ثم كان قرار اتخاذ القرار بأن يكون أحد نجوم الملحمة الثورية هروبا من الفراغ القاتل الذي ينشب أظفاره في روحه.." لماذا هي الحياة فارغة إلى هذا المستوى؟؟" 247 إنه مشهد الملحمة الثورية في القسم الثاني من ذائقة الموت، التي احتدمت بين فريقين.. ويبقى الوطن هو أهم قضية وأنبلها...والحقيقة المرة أننا نلهو في صبابة متناسين أن للوطن حق وهيبة وغصة لا نذكرها إلا حين يسلبنا إياها المنشقون عن رحمة الله.."نحن لا نعرف من أوطاننا إلا ما استوطن فينا بالولادة أو العمل أو الموت.." 201
أمام عدالة وقداسة القضية تركع الأحكام باختلاف الراكعين... يختلف كل منهم على تعريف الوطن وتبقى الأبجدية الأولى في الحوار غير موجودة.. والضبابية هي التي حكمت الموقف.. المعضلة الأزلية في تكرار المشاهد ومواجهتها بذات العقلية..؟؟!! هل يعتبر أصحاب المسؤولية باختلاف تمثيلهم لمؤسسات أو منظومات أمنية وعسكرية أنفسهم حريصين على أمن الوطن ولهم الأحقية في المغالاة بذلك بل ويعطون أنفسهم الحق في تخوين من يشاؤون؟؟ ما هي الأيدلوجية الفكرية التي يضعونها حجر الأساس في ذلك؟؟ وهل كان أمن الوطن حق حصري لهم واختيار آلية اجتثاث الفوضى بأي طريقة كانت؟؟
فالوطنية تعبير قومي يعني حب الشخص ، وإخلاصه لوطنه . ( الموسوعة العربية العالمية )
وتعرف الموسوعة العربية العالمية المواطنة بأنها: "اصطلاح يشير إلى الانتماء إلى أمة أو وطن" (1996م، ص 311). وفي قاموس علم الاجتماع تم تعريفها على أنها: مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي (دولة)، ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول الولاء، ويتولى الطرف الثاني الحماية، وتتحدد هذه العلاقة بين الفرد والدولة عن طريق القانون" (غيث، 1995م، ص 56). إن مفهوم المواطنة يتضمن حقوقاً يتمتع بها جميع المواطنين، وهي في نفس الوقت واجبات على الدولة والمجتمع منها :
1- أن يحفظ له الدين.
2- حفظ حقوقه الخاصة.
3- توفير التعليم.
4 - تقديم الرعاية الصحية.
5- تقديم الخدمات الأساسية.
6- توفير الحياة الكريمة.
7-العدل والمساواة.
8- الحرية الشخصية وتشمل حرية التملك، وحرية العمل، وحرية الاعتقاد، وحرية الرأي.
وهذه الحقوق يجب أن يتمتع بها جميع المواطنين بدون استثناء سواء أكانوا مسلمين أم أهل كتاب أم غيرهم في حدود التعاليم الإسلامية، أي تلك الحرية المكفولة لكل مواطن بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه، بشرط ألا تتعدى إلى حريات الآخرين أو الإساءة إلى الدين الإسلامي.
3- الواجبـات :
تختلف الدول عن بعضها البعض في تحديد الواجبات المترتبة على المواطن باختلاف الفلسفة التي تقوم عليها الدولة، فبعض الدول ترى أن المشاركة السياسية في الانتخابات واجب وطني، والبعض الآخر لا يراها كذلك، كاحترام النظام و التصدي للشائعات المغرضة وعدم خيانة الوطن والدفاع عنه وتنميته.
إذا هي مفاهيم أيدلوجية اجتماعية لا يمكن فصل عناصرها عن بعضها البعض، على الرغم من اختلاف التيارات والتوجهات والأيدلوجيات، لأنها تشترك بالشروط والرغبات المشكلة للعناصر الأساسية لتشكيل الوطن والمواطنة..
وهل الخلاص من الشباب ومشاعرهم الثورية بإعدام طالبي الحقوق أو تخريجهم بلا هوية من السجون لإيقاف السيل العرم من النفوس المتأججة أم للنفخ تحت النار وتخريج شباب غاضب يتحين الفرصة المواتية للانضمام لأي تنظيم يضمن له الحد الأدنى من تنفيس طاقاته؟؟..وإن كان الشاب الثوري محاسب أشد أنواع الحساب وخاضع لأعتى برامج التعذيب الجسدي والنفسي فإنه حري على صانع القرار الضرب بيد من حديد على منفذ القرارات العشوائية والتعسفية والكف عن ترقيتهم ومكافئتهم باختلاف مؤسساتهم ومنظوماتهم الدفاعية لأنهم هم أصل البلاء والقاعدة الشاذة التي خلقت الفوضى في كثير من الأحيان ؟؟ "وكل موت قادم استكمال لموت سابق" الرسالة31.." التحطيم النفسي كان أول أهدافهم" 312 "السوط الذي يغوص في الجلد لا ينال من الروح شيئا يفرغ الإنسان هنا كل عقدة نفسية طواعية..." 315
الوطن ليس حكرا على أحد وإن كان التجريم أساسا فالعقل والحكمة هما صمام الأمان، فلا بد من وجود منظمة تجمع بين أعضاءها ممثلين من كافة قطاعات ومؤسسات المجتمع من علماء وأدباء وفقهاء وسياسيين واختصاصيين ليكونوا صمام الأمان في خلق بيئة حوارية في الألفية الثالثة التي تجاوزت العصور الحجرية بقرون.. إن مفهوم العدالة يتماشى مع مقدار الوعي والإدراك لأهمية هذه المطالب.. ويبقى عدم وضوح الرؤية والعقلية العقيمة هي من تتصدر المشهد.." الرسائل الأمنية يتحملها الأب بين الوعيد والتهديد كانت نصائحهم ذات أنياب أن الأجهزة الأمنية تستطيع أن ترصد عدد ذبذبات جناح الذبابة وهي طائرة في الفضاء" 260" اللاوطنين واللامنتمين الذين يخربون البلد ..ابنك يمشي مع الهمل وبقود مسيرات تخريبية واعتصامات وكلام فاضي نصهم راسبيين بالمواد أو حاملين ثلاث أرباع الفصل.." 260.
إن كان السجن والتعذيب هو السبيل الوحيد للإصلاح فلن تكون النجاة ميه عن طريق المجرمين..."مجموعة التفجيرين كانت تملك بعض الكتب التي استطاعت تهريبها عن طريق رشوة الشرطة كان الحرمان من الكتب أقسى أنواع الحرمان السجن يعلم الجهل إذا.."329 "دفعت لبعض العساكر الذين صادقتهم هنا بعض النقود لكي يشتروا لي بعض الكتب ..السوق السوداء" 363
وتصدر الأحكام جزافا باسم أمن الدولة ..وتنصيبه عضوا فاعلا في تنظيمات إرهابية؟؟ هل تتضمن المحاكمات العادلة أنسنة العقوبة وفقا للجرم والمجرم؟؟ أتتضمن العدالة مبدأ الحفاظ على الوطن في تخريج طلبة الجامعات من السجون فاقدي الأهلية، وفاقدي حقهم في الحياة؟؟ أتتضمن منهجية العقوبة خلط الحابل بالنابل؟؟ " تجمعنا نحن طلاب الجامعة في الركن الأيمن وفي الوسط..المتهمين بالتفجيرات..اليسار كان الحشاشون أنت متهم بارتكاب جرائم خطيرة تسند المحكمة إليك تهمة التحريض على العنصرية ..واحتلال مواقع حكومية وخيانة الوطن (أما رد واثق) ..الذين يخونون أوطانهم هم الذين يريدونها تذبح أمامهم ولا يحركون ساكنا" 320
إن كان هناك تعريف للوطن بمطلقه فهو الأرض للجميع والسيادة للدولة وفق منظومة من الحقوق والواجبات الجميع فيها متساوون بكافة المقاييس.. لقد اختلف المشهد بتفعيل التعذيب النفسي وقد تغيرت اللهجة.." من هو الأصم فينا ؟نحن أم الدولة من يجهل الآخر ومن يبني فرضيات خاطئة عن الآخر نحن أم هم؟
ولتكون المأساة التي يدفعها طلاب من لحم ودم كانت لهم أحلام وطموحات وآمال حلموا بزوجة وبأولاد..رسموا أطيافهم على مقاعد الانجاز، ولكنهم عندما فكروا في أن يطالبوا بحق مشروع كانوا قرابين للضياع وللجنس وللشذوذ وللمخدرات وللإدمان يمارسون أبشع أنواع الرذيلة ..في سجن الضياع .. "وكان الحشاشون في الليل العميق يفعلون كل المحرمات ...بدأ سليم يميل إلى مصادقتهم، حذرته ألف مرة ولكنه لم يسمع كلامي باختصار بدأنا نفقده، معركة طاحنة بين الحشاشين.. شتم الذات الإلهية ظهرت بعض السكاكين ..والسلاسل..وكانت صيحات الله أكبر ...بعد عشر دقائق تقريبا فتحت الشرطة البابين وظهر باب ثالث لم نره من قبل "327 وظلوا يراقبون المشهد الذي استمر لأكثر من أربعين دقيقة وصارت المجموعة الثالثة هدفا لكل منهما، كان كل من الحشاشين والتفجيرين وكانت لدى مجموعة وسائلها الخاصة في ذلك.. 329 "سليم انحرف سرقة الحشاشون منا ..فانغمس في المخدرات ..واستغله الحشاشون أبشع استغلال على المستوى الجنسي" 335.."وبدأ جسمه ينحل من المخدرات والجنس بدأ سليم يستسلم للموت ضياء انحاز في نهاية المطاف إلى التفجيريين وجد عندهم ما يشفي غليله من الحقد على الدولة وعلى النظام وعلى الشرطة..لغته اختلفت ..صار يلبس دشداشة نصفية ويعتمر طاقية سوداء ..وطال شعره المنسدل على كتفيه 336 لؤي كفر بنا جميعا ..وأدمن البصق على الأرض 337 وحده سليم الذي تخلى عنه أهله بالكامل مخطئون هم حجتهم أنه انزلق إلى عالم الضياع 339..في طريقه إلى الانفراط النهائي 340 "سليم كان يصرخ كأنما يستغيث أو يستنجد في النهاية اخذوه معهم ..لقد انفصل عن الواقع وسقط في حفرةا لجنون ..يجب إن يرحل من السجن فورا إلى ذويه لأن وجوده يشكل خطرا على بقية النزلاء 347
ولقد كانت الملحمة الثورية كردة فعل لسياسات التقتيل الغاشمة لجزء لا يمكن بتره من الخريطة العربية مهما تعددت الأسباب واختلفت الآراء..." أما الضعيف فكل الناس تحمل سكاكينها لتطعنه الطعنة الأولى .."204 "صرخ أحد الذين يملكون سر الكتاب الأقدس في الذين يلوحون بأيديهم يوفضون إلى البطل المطلق.."204..والعقلية البسيطة الرافضة لهكذا انتهاكات تتوعد وتنثر السباب على الطرقات ولكن على وسائدها.." ويتوعدون وهم يتكئون على مخدات الخيش المهترئة- الغاصبين بالويل والثبور ويهددون الخونة والعملاء بالجحيم المسعرة "205
إنها الرغبة في تغير الواقع دون النهوض الفكري "..يواجه ثلاثين دولة مدججة بالسلاح دون أن يهزم204.."هل كانت حرب الخليج الحرب العالمية الثالثة أم كانت معركة اليرموك قبلها بقرون شاهدة على الأطماع الاستعمارية في حرب عالمية ثالثة؟؟؟
لن يكون هناك أعظم من مشهد تلتف فيه كل أقطاب الفكر باختلاف مذاهبها وأحزابها على قلب رجل واحد لرفض الضعف والهوان العربي... " تقاطر البعثيون والشيوعيون والإسلاميون إلى الساحة" 206 "حيث الانتصار للوطن لم يتلوث بأي مصلحة أو أيدلوجية فاسدة" 206..
لقد كان واثق عراب المرحلة راغبا في أن يمسك بأول الخيط لمعرفة نفسه ليثبت أنه موجود.. "فتراءت له الذئاب" 207.." وراح يهتف" 208"الذي بدأ يرسم على جدرانها لغة جديدة" 208 تتداخل مفاهيم الوطن الرغبة في خلق ذاتيته مع الحب طاح به سحرها الذي ينجذب فؤاده إليه ولو من ألف ميل ..وقد امتلأت روحه بدمعة عشق حارة.." 208 ليس هذا فحسب بل راغبا في أن يلفت نظر الحبيبة .." صوتك له إيقاع خاص في قلبي" 209 "الاستحواذ المطلق الوفاء المطلق" 210 "بلى وكانت الرجولة تتجسد في تضاعيفه" 210 "أما هو فشعر أنه يملك الدنيا إلى جانبها" 210..وكانت نقطة التحول الفعلية.." دخل البيت على أطراف مستقبله التقطته قلوب التائقين إلى شيء يدعى الحرية.." 211 كانت مشاهد التجمعات والشواهد على سلمية المطالب والحراك الطلابي مهد رواية حديث الجنود بسرد أحداث 82-85 .. وتعنت إدارة الجامعة وموقفها الرافض لكل المطالب الشبابية واللجوء إلى فض الاعتصامات بالقوة.." لا تأبه لشيء كل ما يهمها أن تجمع الأقساط من الطلبة قال ذلك ضياء"212..إذا هناك حلقة مفقودة وهي الحوار والتفهم والعقلانية.." هدفنا الإصلاح مش التخريب " 212 "بدنياها مسيرة مش اعتصام" .. "تدعوكم القوى الطلابية الحرة لمسيرة حاشدة نصرة لأمتنا العربية ضد العدوان الأمريكي الإسرائيلي.." 214"خلونا سلميين إلى آخر لحظة" 215 ...إنه الدم العربي الذي يغلي في الشرايين المقهورة تعرف جلي المعرفة بأن رجل الأمن وضابط الجيش هو جزء لا يتجزء من بنيتنا المجتمعية والذي لا يمكن أن يكون في لحظة فاصلة الضد.." مين هو..مهمو منا وفينا" " عدالة أمريكا تصحو حين يؤسر جندي صهيوني واحد" 217" الأقوياء يضعون مفاهيمهم الخاصة بالعدالة" 217 " الإنشاء لا يصنع نصرا" 217 النزاع بين العنف والسلمية فترجح الكفة للسلمية..
ومنى حاضرة في المشهد " ومثل لفائف دحنونة حين تتهادى بين وابل من أمطار القذائف الحارقة" 218"واقرأك من خلالها ..مشغوف وأنا وملهوف منتظر لحظة وقوع عيني عليك ..توق وشوق ولوعة وجنون" 332.".إن لن تظهري فيه ملاكا يهبط من الجحيم334" صرت اليوم حبيبتي وأمي ووطني معا" 368 "تقاس حرارة الحب بفداحة الغياب".
من القضايا المهمة التي أوردها العتوم في ذائقة الموت الدور الإعلامي الضحل الذي يتميز إما في جهله أو فقدانه التوجيه السليم في كل مراحل بناء الدولة..الإعلام الموجه ليس بالضرورة أن يكون مجيشا للطاقات وفارضا أجواء الحماسة وحسب بل عليه أن يكون عادلا واقيا في شفافيته..ليكتسب المصداقية..لكنه كان ملتزما بأحادية الموقف من غير أن يأبه للعواقب.. وهو ذاته الإعلام المروج لداعش يقوي أوصالها ويزعزع الثقة في القدرة على مواجهتها من غير أن يشعر بل ويسمح لأصحاب النفوس الضعيفة في تصدر المشهد.. هو ببساطة الإعلام الهمجي غير المسؤول الذي لا يحمل رسالة النزاهة.."كانت وسائل الإعلام قد جيشت الناس وهي تنقل أخبار هطول الصواريخ على الأحياء السكنية في بغداد وفي بيروت وفي غزة وفي الخليل وفي دمشق بلاد العرب أوطاني ..تقف الحشود البشرية من أرواح البشر من الأطفال اليتامى على قدمين من جوع تعاني الموت في كل يوم.." 219
مع هذه الصورة هل يمكن بتر المشاعر والصلاة على جليد ؟؟ "كيف يمكن أن أدفن مشاعري وأتجاوز مناظر الأشلاء على مخيم الشاطئ في غزة" 219 ..إنه الدم الذي يفيض نارا وشعرا.. "لا تحسبي زرد الحديد ينال من هم الأسود.. لا أحد يدري بالضبط من أين انطلقت الشرارة ومن الذي أشعل الفتيلة بعضهم قال خلاف نشب بين طالب ينتسب إلى الحزب الشيوعي وطالب ينتسب إلى الإخوان" 221 "ثم إلى الاتهامات بالتخوين والاندساس وتحول النزاع إلى استعراض القوى" 222..لا يمكن التكهن بسلوك الجمهرة ولا يمكن التكهن بالسياسة القذرة المدروسة في زج مرتزقة النظام لغاية تشويه المظاهرات السلمية.. وعليه فإن كان الهم واحد والمطلب واحد.. وإن كان مفهوم المظاهرات أو الاعتصامات ضمن المفاهيم الدولية التي تضمن خروجا أمنا لجميع المتظاهرين، كشكل من أشكال التعبير عن الرأي في المساحة المغلقة فهذا يعني احترام أجهزة الدولة الأمنية ذات العقلية المتزمتة بأن جميع المتظاهرين هم خونة وعملاء ومندسين، وبناء عليه تكون اللعبة السياسية في دس المرتزقة والبلطجية وأذيال النظام لإشعال البلبلة والفوضى وتسويغ الاعتداءات على المتظاهرين، واقتيادهم إلى محاكم أمن الدولة والزج بهم في السجون عميا وصما وبكما... "الطوشة كلها من أولها إلى آخرها كانت من تدبير الدولة.. يفعلون ذلك من أجل أن يتخذوا ما حدث ذريعة لإسكات أي نشاط طلابي قادم ولتخويف آبائنا وأمهاتنا" 228 ..
و هل كانت مروة ذات الاحتياجات الخاصة التي داستها قوات البادية في أحداث ال85 إلا نسيا منسيا؟؟ هل كانت طالبات السكن يعرفن قواعد الاشتباك في محاولة يائسة منهن في الدفاع عن الشباب السلمي وصدهن قوات البادية أثناء محاولتهم اختراق الحرم حتى آخر لحظة؟؟ ألم تكن صيغة طبيعة لردة الفعل التي تدرس في مناهج علم الاجتماع وعلم النفس..؟
و إن كان فرض الأمن غاية فهو لا يتطلب بالضرورة فض الاعتصامات بالقوة و هو لا يعني خلق معارضة أو رافضيين للسياسات الحكومية.." إضراب عن الدراسة ليوم واحد 20 -5 إعلان الإضراب عن الطعام ..26 اعتصام صامت إن حكومات خائنة للشعب والوطن.. 27 معرض صور ورسومات لضحايا القصف الأمريكي.. (257( 27 -30) المبيت في الجامعة .. ربما جنونه ربما الحكومة؟ نعم كانوا 170 طالبا هم من اعتصموا وبقوا 27 -5 ..هذا هو الدم العربي المسفوح ولا أحد من الحاكمين يطرف له جفن.. هذا هو شلال الدم العربي النازف من الأشلاء المبتورة ولا عميان غير الزعماء.. المطلوب هاتوا السلاح وافتحوا الجبهات" 258.." إذا كان وقود مذابح العدالة الأمريكية والصهيونية هو أجساد إخواننا فنريد أن نكون جزءا من هذا الوقود.." 258" انهمرت القنابل المسيلة للدموع حالات من التشنج الهراوات سالت الدماء والدول مستشرسة والأحداث متسارعة.. تضع المنطقة كلها على صفيح ساخن"259
قدرة واثق على الخروج من أزماته بخلق واقع آخر"استحضرها في ذهنه فبدت ماثلة أمامه بكامل إشراقتها" 259 "هل كان يرى ما لا يراه الآخرون ؟" يعرفون المكان الذي نام فيه" 266 "العشاق في سعيهم نحو الحلم يخسرون كل شيء ويربحون أوجاعهم .. مساكين أولئك الذين لم يكن لهم من حبيبة ما أباسهم !"344.." قبلتها مئة مرة وقرأتها ألف مرة تقولين تقولين فيها ألا تعرف أن المرأة حين تحب تتحول إلى قديسة وأقول لك ألا تعرفين أن الرجل حين يحب يتحول إلى ملاك.." 346 "أريد أن أذهل عن الواقع بالقراءة والكتابة" 354
وتبقى الحقيقة الموجعة في أن السياسات الأمنية الفضة تخلق هي بحد ذاتها الفوضى، ليبدأ مسلسل التعذيب في السجون " الأحكام جاهزة وبعد السوط الثالث انهارت من فكه الأسماء." 321 لكن ما غيب عن سياسات التعذيب أنها لا تنال غير الجسد.. أنت كيس من الجلد إذا أرادوا أن يأخذوك سأتنازل عنك دون تردد "322
ومع هذا كله لا يمكننا إنكار أن المنطقة العربية اليوم على صفيح ملتهب، هدفها الانقضاض على المنظومة الفكرية والعقائدية والأمنية والسيادية للدولة..على حد سواء..في سياسات الماسونية العالمية والأنجلو صهيونية التي لا تتورع عن إراقة الكثير من الدماء من أجل تحقيق أهدافها. إنها نبوءة تلك التنظيمات التي بنت مورثاتها العقيمة على حقائق موجودة لتصنع صناعة الموت بتشويه المضامين وخلق الفوضى ، ويبقى الرهان على الوعي لدى الشباب العربي مع إقصاء إمكانية التفاهم مع المنظومة الأمنية في ضرورة العمل والبناء وزيادة اللحمة الوطنية..في مواجهة الجماعات الإرهابية التي خلقتها الأنظمة الاستعمارية وعملت على أسلمتها لتحقيق مفهوم الفوضى الشاملة..وما يسمى فوبيا الإسلام.. وتقليص دور الأديان ليتسنى لهم تنفيذ مخططاتهم في السيطرة الكاملة على البقعة العربية وتجهيلها..هذا لا يعني أن القرارات الناتجة عن السياسات المتخبطة أساسها العدالة بل تعني أن خروج أي شعارات إصلاحية هدفها إعادة لم الشمل وتعزيز الثقة بين الدولة والمواطن..
وفي ذلك إحقاق لمفهوم العدالة الذي يكفل الأمن، الذي يكون فيه المواطن حارسا شخصيا للوطن "سيخدعونكم حين يقولون البلد لا تحتمل فركة كعب من حولنا وشوفوا إلي بصير منحن أفضل من غيرنا" 265 وإن كن