الكاتبة الصحفية: فاطمة المزروعي -الإمارات العربية المتحدة- خاص بـ "وكالة أخبار المرأة"
القانون والنظام، حاجة ملحة للحياة، ومن دونه تتحول الشوارع والمدن إلى ساحات للصراع والقتال، من دون القانون تصبح الكلمة للأقوى، ويتم طحن الضعفاء وتشريد واضطهاد فئات كثيرة، وهذه الحال شاهدنا لها نماذج عدة ومتنوعة في عالم اليوم. ولأن هذه الحاجة ملحة ولا يمكن لأي إنسان الحياة من دونها، فإن الأنظمة والقوانين تعتبر من أقدم الموروثات الإنسانية، حيث شرع ونظم لحياته منذ وقت مبكر من فجر البشرية. والأنظمة تتطور وتنمو تماماً كالمجتمعات، ومن أهم وظائفها أن تلبي حاجة الناس للأمن والاستقرار، بل هو يتجاوز هذا للدفع نحو التطور والتقدم، وكما يقال إن القانون ليس نصاً جامداً منذ سنوات غابرة وحتى اليوم، بل هو مرن ويتطور ووظيفته الرئيسة تلبية حاجة الإنسان في مجتمع تسوده العدالة وروح من المساواة.
ومن دون شك، فإن رحلة الإنسان في الحياة علمته الحاجات والرغبات وكيفية توظيف الأنظمة لترتيب وضمان عدم حدوث الفوضى، لذا، ليس مبالغة عندما يقال إن النصوص القانونية هي نتاج لمسيرة الإنسان وحاجات الناس، وكما قال المؤرخ الألماني فيرديرك سافيني «إن القانون وليد التطورات التاريخية». هذا الإرث الإنساني العظيم، تلاحظ تسطيحاً ورفضاً له في بعض الحوارات أو عند نقاش اثنين، مثل شخص يرفض قانون السير أو بعض بنوده، أو يحتج وينتقد من دون موضوعية قانون الأحوال الشخصية والأسرية، وغيرها كثير من التنظيمات، وهو لا يعلم أن ما يتحدث عنه ليس نتاج تفكير شخص أو اثنين، بل هو مسيرة من خبرات أناس سبقوه زمناً، أضيفت إليها آراء ودراسات حديثة لتتناسب مع الحياة الحالية.
بمعنى أن القانون الذي لم يعجبه لم يأتِ مصادفة أو من خلال جلسة سريعة، بل هو قديم اشتغل عليه مفكرون وعلماء.
يبقى علينا أن نشكر المولى على نعمة الأمن والاستقرار