الكاتبة الصحفية: فاطمة المزروعي -الإمارات العربية المتحدة- خاص بـ "وكالة أخبار المرأة"
من أسباب ظهور عقدة بيتر بان الخطرة هو الاهتمام المبالغ فيه في التعامل مع الطفل الناضج باعتباره طفلاً صغيراً وتدليله وتلبية جميع رغباته أو المبالغة في حمايته، ما يجعله يكبر معتمداً على الوالدين، ويرفض تحمل أي مسؤولية.
إن الاعتناء بالطفل إذا كان صغيراً جداً وغير قادر على عمل الأشياء بنفسه أمر طبيعي، ولكن التعامل مع الطفل الناضج باعتباره طفلاً صغيراً وتدليله بتلبية جميع رغباته أو المبالغة في حمايته يجعله يكبر معتمداً عليك.
وهذا النوع من التربية يجب أن يتغير، لأن الطفل إن لم يعتد القيام بأموره بنفسه فسيكون هناك احتمالية عالية أن يصاب بهذه العقدة.
يصعب كثيراً تغيير سلوك الطفل بعد أن يكبر، فالأفضل تجنب عمل الأشياء التي قد تساعد على تطوير مثل هذا السلوك، فإذا رأيت أن ابنك يظهر بالفعل علامات عقدة بيتر بان، فيجب عليك أن تتخذ الإجراءات التصحيحية لمعالجة الأمر.
ضرر عقدة (بيتر بان) على المجتمع برمته، يكمن في تسببها بجعل الفرد عالة واتكالياً غير متطلع إلى الإنتاج والابتكار والتميز والإبداع، ما يسبب قلة الإنتاجية وزيادة نسبة البطالة، ومن هنا تتشعب المعوقات للدولة، فتعوق تطورها ونهوضها، وتبطئ من صناعتها، حتى تصبح من الدول النامية غير المنتجة، ولهذه العقد جانب آخر من الضرر أو كما يقال، من الناحية الأخرى لها مشكلة كبيرة بين المتزوجين، حيث تسهم في زيادة معدلات طلاق حديثي الزواج، وبعض الخبراء أرجع سببها إلى عدم تحمل المسؤولية من الطرفين.
دوماً أقول إن علاج أي مشكلة اجتماعية أو فردية، يبدأ بالفهم ومعرفة جوانبها، ثم العمل على حلها، بين أيدينا معلومات تتعلق بعقدة مرضية، البعض لا يصفها بالمرض، منتشرة والمطلوب فقط التوعية وعلاجات نفسية بسيطة، لتلافي آثارها.