الكاتبة الصحفية: سحر حمزة - الإمارات العربية المتحدة - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
اليوم عيد ومن المفترض أن نحتفل بهذا اليوم المبارك بطقوس خاصة فبعد أن حطت رحالنا في أرض الوطن انتظرت أن أستقبل الكثير من ألأحبه في منزلي المتواضع في مدينة الفسيفساء مادبا بالأردن فوجئت من الصمت يخيم على إرجاء المكان فقد غادر الجميع ليقضي العيد في مناطق أخرى مع الأهل جهزت القهوة والكعك والحلويات لعل أحد يقرع الباب مهنئا بعد انتهاء صلاة العيد لكن أحدا لم يقرع الباب كما كنا سابقا فقد خلال الشارع من صوت الباعة والأطفال فتذكرت جدتي رحمها الله وأقاربي حين كانوا يحملون الهدايا والحلوى وتذكرت والدي رحمه الله حين كان أول المهنئين فالمشهد ماثلا أمامي وصوت الهاتف المحرك يذكرني بالعيد بعد أن انهالت عشرات الرسائل من الأصدقاء والصديقات عبر المجموعات التي تشكلت عبر الوتساب فتذكرت أرجوحة خشبية كان أولاد الجيران يجتمعون حولها وصدى صوت ضحكاتهم تملئ الإرجاء و بائع شعر البنات وصوت فرقعة الألعاب النارية تقتل الصمت الرهيب مع العصافير التي تكبر بتغريد جميل ومركبات عابرة وكأنها هاربة مسرعة رغم ذلك صممت أن أصنع أجواءً خاصة قبضت بيدي على الروموت كنترول وأدرت جهاز التلفزيون وبدأت أقلب القنوات في مختلف الدول جميعها تؤكد أن اليوم عيد مظاهر فرح وبهجة تنبعث من تلك الشاشة الصغيرة لكني حزينة فأولادي كل يغني على ليلاه عندهم مواعيد والتزامات وزيارات وانا وحدي صنعت كوبا من الشاي وتناولت الكعك وقطعة حلوى لكني لم أشعر بطعمها كان يوقظني من شرودي صوت وقع أقدام على سلالم المبنى الذي يوجد به منزلي صوت جيران عابرون من أمام منزلي لكن لا يقرعون على الجرس ،هممت بحمل دله القهوة للوقوف على الباب لأقدم لهم فنجانا منها صنعته بالهال بيدي لكني ترددت وقلت بنفسي ماذا سيظن الناس خاص إذا عبر رجال أمامي وأنا امرأة وحيدة ،تراجعت عن الفكرة وجلست أرد على الرسائل فوق مئة رسالة جميعها كل عام وأنتم بخير فأرد عليهم وأنتم بخير وتساءلت هل العيد هكذا فقط رسائل موبايل وتنهدت نعم تنهدت وصرخت آه رحم الله أيام زمان وأين تلك الأيام التي كان الناس يسألون فيها عن الجار قبل الدار وأين وصية الرسول صل الله عليه وسلم الذي وصانا بالجار ومراعاة حق الجار أعدت في شريط ذكرياتي الكثير من المواقف النبيلة والعادات الاجتماعية الجميلة التي استعاض الناس عنها برسائل التهاني بالعيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتنهدت ثالثة وقلت على الدنيا السلام والله كفيل بالعباد .