أحمد سراج - القاهرة - " وكالة أخبار المرأة "
بنات تركن الأنوثة وتمسكن بروح الوطنية، امتلأت قلوبهن بروح الوطنية وتعلقت آمالهم بالالتحاق بجيش خير أجناد الأرض، أكثر من 20 ألف فتاة يحلمن بتلبية نداء الوطن لأداء الخدمة العسكرية، مطالبات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعطائهن فرصة الانضمام لصفوف القوات المسلحة وارتداء الزى الميرى.. ورغم أن الفكرة موجودة فى العديد من الدول، إلا أنها فى مصر لم تدخل بعد حيز التجريب ومع إن السنوات القليلة الماضية شهدت نداءات مختلفة لأداء الفتيات للخدمة العسكرية إلا أن الجهات المعنية لم تقتنع بهذه الخطوة.
«ريسنا يا ريسنا.. سيب بناتنا تخش الجيش» «ياللى بتسأل إحنا مين إحنا بنات على الجيش رايحين»، هتافات تعالت بها أصوات أعضاء حملة "جندونا" والتى نادت بفتح باب التجنيد للفتيات من سن 18 عاماً وحتى سن 31 عاماً لغير المتزوجات وذلك لخدمة الوطن.
والمطالبة بتجنيد الفتيات ليست الأولى من نوعها فى مصر فقد سبق وأن تقدم عضوات بمجلس الشعب بدعاوى للقضاء المصرى لجعل الخدمة العسكرية إجبارية على المرأة مثل الرجل كنوع من المساواة.
وهو ما يدفعنا للتساؤل مرة أخرى من جديد حول مشاركة المرأة فى العمل العسكرى طبقاً لمبدأ المساواة التى نص عليها الدستور فى المادة 40 التى تتحدث عن عدم التمييز بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين.
بداية الفكرة
11 يوليو 2005 بداية الفكرة حينما دعا أحمد فضالى رئيس حزب السلام الاجتماعى إلى وضع نظام جديد يسمح بالتجنيد الاختيارى وليس الإجبارى للمرأة وتعليمها استخدام السلاح وعدم الاكتفاء بالأعمال الإدارية، ولكن الفكرة رفضت من نائبات البرلمان المصرى معتبرين ذلك خروجاً على قيم وعادات المجتمع.
فى 28 يونيو 2011 أوصت لجنة القوات المسلحة والهيئات الاستشارية والقضائية المنبثقة عن مؤتمر الوفاق القومى بتعديل نظام الخدمة الإلزامية بالقوات المسلحة بحيث يكون التجنيد شاملا للشباب من الجنسين للاستفادة من طاقات جميع الشباب من الجنسين وألا يعفى أحد من خدمة الوطن.
وفى 16 مايو 2013 طلبت الفنانة صابرين خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع - حينها، بمجموعة من الفنانين والفنانات يتم تجنيد المصريات فى الجيش، مبررة ذلك بإظهار معدن نساء مصر.
ومع بداية عام 2013 بدأ ظهور أول حملة واقعية فعلية للمطالبة بتجنيد الفتيات وتصدرت للحملة «حليمة ربيع حلمى سويلم»، خريجة تربية رياضية دفعة 2013 وتعمل مدربة تايكوندو، ورحب الكثير من الفتيات فى ذلك الوقت بالفكرة متنازلات عن المظهر الأنثوي، وظهرت بعدها حملة أخرى على «فيس بوك» تقول: «يا سيسى أسمع نداء بنات الجامعات المصرية» وذلك من أجل صدور قرار رسمى يسمح للفتيات بعد الجامعة بالالتحاق بالخدمة العسكرية فى جميع التخصصات كالطب والتمريض كما هو الحال الآن.
أما الحملة الثالثة فكانت لمجموعة من الطالبات بعنوان «حملة مجندة مصرية» والتى بدأت بوقفة أمام مبنى إدارة عين شمس بقصر الزعفران، وارتدت حينها الطالبات الكابات الخاصة بالزى العسكرى للقوات المسلحة وانضم 12 ألف فتاة للحملة، وكانت الحملة تحظى بتأييد بعض المسئولين.
جهاد الكومى مؤسسة حملة مجندة مصرية تحدثت لـ«الوفد» قائلة منذ بدء الحملة وجدنا تأييداً من المسئولين خاصة بعد لقائنا بالمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق ووزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم وانضم للحملة 25 ألف فتاة، وأثناء قيام بنشر حملات توعية فى الشوارع تعرضنا لكثير من التجاوزات، فضلاً عن قيامنا بتوزيع أوراق دعائية للحملة داخل جامعة القاهرة، إلا أن فتيات الإخوان مزقوا الأوراق وأشاروا إلينا بعلامة رابعة.
ولم يتوقف نداء بنات مصر عند هذا الحد بل دشنت مجموعة أخرى من الفتيات المصريات صفحة أخرى أطلقن عليها اسم «حملة تطوع بنات مصر فى القوات المسلحة» ونشرت الصفحة مجموعة من صور لمجندات بالجيش المصرى كخطوة تشجيعية لاتخاذ الأمر على محمل الجدية.
«جندونا» حملة أطلقتها هاجر خالد ذات الـ 18 ربيعاً المقيمة بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى بإصدار قرار تجنيد الفتيات.
وكانت هاجر خالد قد قالت من قبل: «أنا بحب الجيش المصرى من زمان ونفسى أخدم فيه» مؤكدة أن الفكرة ظهرت لها بعد كثرة العمليات الإرهابية المتتالية من قبل الجماعات الإرهابية بسيناء، واعترضت هاجر على فكرة أن يكون أداء الخدمة العسكرية للرجال فقط.
والحملة مازالت تجمع توقعات من المؤيدين للفكرة حتى وصل إجمالى توقيعاتها إلى 3750 توقيعاً من خمس محافظات فقط هى الشرقية والغربية والفيوم والدقهلية والمنوفية.
تأييد مرفوض
الدكتورة آمنة نصير، عضو المجلس القومى للمرأة العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية، ترى أن الحملات التى ظهرت مؤخراً هدفها نبيل وهو تقديم رسالة قوية للرجال الذين يتقاعسون فى الدفاع عن الوطن وأن الفتيات لديهن انتماء إلى الوطن لأن الانتماء ونخوة الدفاع عن الوطن لا يرتبطان بالنوع أو الجنس، وإنما ينبعان من عاطفة جياشة وصادقة كتلك التى تملكها النساء.
وأشارت إلى أن دعوة هذه الحملة النسائية تستحق التقدير والاحترام خاصة أن التاريخ الإسلامى يؤكد أن النساء من الصحابيات كن يساعدن المجاهدين فى الحروب والغزوات من تطبيب الجرحى وقد ذكر التاريخ الإسلامى أن الخنساء ونسيبة وخولة وغيرهن من الصحابيات شاركن فى الحروب بما يستطعنه رغم أن بعضهن كن كبيرات فى السن. وشددت على إذا كانت هناك حاجة فعلية مُلحة لتجنيد المرأة فلا يجوز أن يكون ذلك أمراً إجبارياً، وإنما لابد أن تترك لها حرية الاختيار.
ويخالفها الرأى اللواء زكريا حسين، مدير أكاديمية ناصر العسكرية، مؤكداً أن تجربة انضمام السيدات للقوات المسلحة خاضتها مصر قديماً وكانت هناك مدارس للتطوع وكانت فى جميع الإدارات وفشلت التجربة لأننا لسنا مؤهلين للاختلاط خاصة فى القوات المسلحة، والفضل الأكبر يعود للمشير محمد حسين طنطاوى حيث ألغى فكرة انضمام الفتيات للجيش وذلك ببلوغهن سن المعاش.
وأكد مدير أكاديمية ناصر أن التجربة لا تصلح إلا فى التمريض فقط والحديث عن أن رغبة هؤلاء الفتيات نابعة من حبهم لخدمة الوطن أكد أن الوعاء الذى تأخذ منه القوات المسلحة من الشباب أكبر من حاجتها.
إحصائيات
قامت مجموعة من الدول بتجنيد النساء مثل روسيا وسوريا وأمريكا، فعلى سبيل المثال تبلغ نسبة النساء فى الجيش الروسى نحو 90 ألف سيدة، بنسبة 9% من إجمالى تعداد أفراد وزارة الدفاع الروسية، أما الجيش السورى فبعد قيام الثورة السورية كون بشار الأسد كتيبة نسائية سميت بقوات الأسد النسائية وتتبع الحرس الجمهورى وتتآلف الكتيبة من 800 مقاتلة ومهمتهن سد الثغرات وتأمين الحراسات.
أما الجيش الإسرائيلي فالخدمة إلزامية لكل ذكر وأنثى حيث تخدم النساء فترة سنتين، فمنذ عام 2000 يسمح للنساء بالخدمة فى الوحدات القتالية بشرط الموافقة على التجنيد لمدة 3 سنوات، وانضمت إلى الجيش الإسرائيلى مؤخراً «دينا المصرى» وهو ما جعل مجلس الوزراء يسقط عنها الجنسية.
أما الجيش الأمريكي فيضم 230 ألف امرأة وتشكل المرأة 20% من احتياطى الجيش الأمريكى و6% من الحرس الوطنى، وهذه الزيادة فى التعداد فكانت بعد عام 1973 عندما انتهت خدمة الرجال الالزامية بعد انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام.
الوفد