الكاتب الصحفي: محمد شباط أبو الطيب - سوريا - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
انتهى العيد ويؤسفني اني تاخرت بالتهاني ولكن ان تاني متاخرا افضل من ان لا تاتي فباسمي وباسم أبناء الشام جميعا من هنا من ركام الظلم والجور والقهر من هنا من تحت أنقاض الحقد الأسود. نتمنى لكم عيدا سعيداً طيباً خال من المنغصات خال من الخوف الذي ملأ أركان البسطاء والمستضعفين من الفقراء .
فيا أيها العالم الإسلامي أيها العالم العربي :إن أبناء الشام أطفال الشام يهنئون أطفالكم. لإن أطفالكم سيذهبون إلى العيد بفرح يشعرون بالبهجة والسعادة بينما أطفال الشام محرومون منه فمنهم من سيذهب إلى الله ليعيد في السماء ، ومنهم من سيختبئ في قبو مظلم خوفا من القنابل والدمار ، والقليل القليل سيذهب ليلعب بحذر شديد تحسباً من هدايا قد يرسلها لهم العالم المتحضر ليتصدق به صدقة عيد الفطر ،إن أبناء الشام يهنئوكم ويحبونكم. وإن أبناء الشام يهمسون في آذانكم لا بأس عليكم افرحوا وامرحوا ولا تلتفتوا إلى الوراء لا تتألموا لحالنا. نحن أبناء الشام لنا الله وعليه نتوكل وهو حسبنا بإذنه .
في الشام أيها الأخوة كانت للعيد نكهة خاصة تنتشر رائحتها الزكية المطعمة بالياسمين الدمشقي الخاص بأهل الشام التي تنتشر روائح عبيرها الفواح مع كافة أنواع الأزهار وعبقها لكي ينتشر في أرجاء العالمين العربي والإسلامي حول العالم .
في الشام كنا نرى الحلوى والكعك والمعمول المصنع بأيدي نساء الشام في العيد فتفوح رائحته لتعلن للجميع زيارة العيد لنا ونرى ملامحه بتصاميم خاصة من الزينة والفوانيس المضيئة التي يتم ربطها بأراجيح الفرح الخشبية الملونة التي تملأ الحارات الدمشقية الضيقة بجموع الأطفال وصوت ضحكاتهم المعبرة عن السعادة . وكان صدى أصوات الأطفال يعلو وينتشر ببراءتها وعفويتها لتبث السعادة والبهجة في نفوس الكبار قبل الصغار . وفي الشام صلة الأرحام والجيران من أقدس طقوس العيد ،ذلك أن العيد كان عيدا حقيقيا وأصبح الآن في الشام مجرد ذكريات لا تنسى نحلم أن يعود الزمان إلى ما كان عليه وآه يا زمن.