الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

حديث هادئ حول الاسلام و المرأة..!!

  • 1/2
  • 2/2


ابراهيم محمد الهنقاري - ليبيا - " وكالة أخبار المرأة "

ليس المقصود من هذا الحديث استفزاز احد. ولكن المقصود هوبيان الحقيقة كما نراها حول قضية هامة جداًاختلف بشأنها الناس وهي قضية موقف الاسلام من المرأة. كما اننا لا نبتغي من وراء هذا لا اثارة الجدل حول هذا الموضوع ولا الدخول في مهاترات عقيمة مع احد. فمن الناس من يستعمل عقله ويتدبر ومنهم من كان مبلغه من العلم هوما يردده كالببغاء من أقوال السابقين واللاحقين بعد ان صادر عقله ووضعه في ثلاجة الموتى، فيكون الجدل مع هؤلاء نوعا من العبث وإضاعة الوقت والجهد فيما لا طائل منه. والله سبحانه وتعالى انما يؤاخذنا بما كسبت عقولنا وقلوبنا وأيدينا. وهواعلم بالسرائر وما تخفي الصدور، كما انه اعلم بمن هم المؤمنون ومن هم الكافرون ومن هم المنافقون ومن هم الجاهلون.
ثم ان هذا الحديث يأتي بعد ما نشر منذ بعض الوقت من ان سيدة ليبية على قدر عال من العلم والفهم والثقافة هي السيدة آمال الطاهر الناجح أعلنت انها ترغب في ترشيح نفسها لشغل منصب رئيس الحكومة الليبية في تحد كبير ومطلوب لكل ثقافة الجهل والتخلف وتحقير المرأة التي يروج لها البعض في بلادنا. وليس مهما ان تنجح هذه المغامرة ام لا تنجح ولكن المهم هوان هذه السيدة الليبية الفاضلة قد دخلت التاريخ كأول امرأة ليبية تقدم على عمل كبير كهذا لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. 
يعلم المسلمون جميعا ان المرجع الاول لمعرفة احكام الدين الاسلامي هوالقران الكريم. والمرجع الثاني الذي اجمع عليه المسلمون ايضا هوالسنة النبوية الشريفة من قول اوفعل منسوب لنبي الاسلام محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ولكن على خلاف في ذلك بين الرواة واصحاب الحديث وهم كثر. ومن المؤسف أن هذا المرجع الثاني هوالذي استند اليه من يسمون بالفقهاء في تجريح المرأة المسلمة وهدر كرامتها وامتهانها على نحو يخالف في كثير من الاحيان النص القراني نفسه.
اجمع "فقهاء المسلمين" خطا اوصوابا ان أصح كتابين عن الإسلام بعد كتاب الله هما: "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم". وهناك كتب أخرى في "الحديث" يعتد بها أيضاً بعض هؤلاء الفقهاء ويستندون إلى ما ورد فيها من احاديث منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم  في تبرير بعض آرائهم  الفقهية. والغريب ان كتب الحديث هذه بما فيها "الصحيحان" تتضمن الحديث الذي رواه الصحابي ابوسعيد الخدري والذي ينهى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن تدوين الحديث الذي يصدر عنه. وكذلك حديث ابي هريرة في "البخاري" الذي يقول فيه ان النبي لم ينه فقط عن كتابة الحديث ولكنه امر بحرق ما تم تدوينه منه في حياته وزاد عليه بان قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ان على من كذب عليه في الحديث ان يتبوا مقعده من النار.!
فكيف تجرا من دونوا الحديث على القيام بذلك رغم هذاالنهي الصريح من صاحب الحديث عن تدوين احاديثه لأصحابه في كتب يتداولها الناس.!؟ وكيف ان معظم الاحاديث التي اشتمل عليها "الصحيحان" هي مارواه الصحابي ابوهريرة نفسه.! الذي شهد بان النبي قد امر بحرق ما دون من حديثه وحذر من يكذب عليه بانه مخلد في النار! علما بان حديث ابي سعيد الخدري المشار اليه لم يروه البخاري ولكنه موجود في صحيح مسلم.
ان القصد من هذه المقدمة هوان يعلم القارئ الكريم امرين. اولهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن تدوين "الحديث" كما تم تدوين القران حتى لا يختلط الامر على المسلمين بين نص القران الكريم الذي هووحي يوحى للنبي من لدن حكيم حميد وبين حديث النبي المرسل مع اصحابه بما في ذلك الخطب والمواعظ التي كان الرسول الكريم يلقيها بين يدي اصحابه سواء في المناسبات الدينية اوالسياسية اوفي مجالسه الخاصة والعامة.  كما يختلف ايضا في اسلوبه وايقاعه عن الرسائل الدبلوماسية كما نقول اليوم التي بعثها الرسول مع بعض سفرائه الى ملوك وزعماء الدول المجاورة لشبه الجزيرة العربية.
 وعلى الرغم مما يحتويه الخطاب النبوي في جميع احواله من البلاغة والبيان فانه يظل دون البلاغة والبيان اللتين يتميز بهما النص القراني. ففي بعض رسائل النبي الى الملوك نقرا مثلا عبارات هي قمة في البلاغة والبيان مثل: "اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين.". ولكننا حين نقرا قول الله سبحانه وتعالى: {والنجم اذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى. ان هوالا وحي يوحى} ندرك على الفور الفرق بين النصين لا في البلاغة والبيان وحدهما ولكن في هذه الصياغة الالهية التي لا يستطيع كائن من كان ان ياتي بمثلها!. الرسالة الاولى أملاها الرسول صلوات الله وسلامه عليه على احد الصحابة الذين يكتبون رسائله وهي من كلماته وأسلوبه الخاص وبلاغته الخاصة. اما النص الثاني فهونص مختلف تماماً نطق به النبي الكريم ولكنه لم يكن من عنده ولا من أسلوبه الخاص بل هووحي يوحى علمه شديد القوى أمين الوحي جبريل عليه السلام.
 والأمر الثاني هوأن كل ما يدعيه الفقهاء من تحقير دورالمرأة المسلمة واعتبارها ناقصة عقل ودين وانه لايجوز لها تولي اي أمر من أمور المسلمين فان ولوها أمرهم فانهم ملعونون! الى اخر كل ما تحويه تلك الكتب في شان المراة، ان كل هذه المزاعم إنما وردت في كتب الحديث. اما القران الكريم فانه خال تماما من كل ما يشير الى احتقار المراة اوالتقليل من شانها وليس في القران كله اية واحدة تقول أن المرأة ناقصة عقل ودين اوتلعن الذين ولوا أمرهم امرأة.!! بل ان القران الكريم يذكر صراحة ان بلقيس ملكة سبا كانت ولية أمراليمنيين وانها قد استشارتهم في امر الكتاب الذي جاءها من النبي سليمان بن داوود عليهما السلام وأشاروا عليها ثم قررت هي ما رأته الرد المناسب على تلك الرسالة ولم يعترض الملأ من قومها على ذلك. وهذا الموقف هوما يجري عادة بين راس الدولة وأعوانه ذكرا كان اوأنثى في جميع دول العالم قديما وحديثاً.
اما ما جاء في سورة النساء من ان الرجال {قوامون على النساء بما ملكت إيمانهم وبما أنفقوا} فليس اكثر من التعبير عن الواقع وعن الطبيعة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في كل من الرجل والمرأة ولا ينبغي ان يتجاوز فهمنا للقوامة ذلك. فالرجل هوالمكلف بالانفاق على زوجته وعلى أولاده وهوالذي ملكت يده مِن القوة اكثر مما تملك يد المرأة وتلك هي فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وليس في ذلك تقليل من شان المرأة اوانقاص في قدراتها العقلية لا قليلا ولا كثيرا.
يتكون صحيح البخاري من ٩٧ كتابا الى جانب فصلين آخرين عن الصلاة احدهما عن صلاة الجماعة والإمامة والثاني عن صفة الصلاة. ويتكون صحيح مسلم من مقدمة و٥٦ كتابا ليس من بينها كتاب واحد يختص بحقوق المرأة اومكانتها كما هوالحال بالنسبة للعبادات والمعاملات والاحكام. غير ان كلا الصحيحين يتضمنان كتابا عن النكاح وكتابا عن الطلاق. وكان ذلك هوالاهتمام الوحيد بالمرأة في اهم مرجعين من مراجع فقهاء المسلمين.
وهكذا فان كل ما كان يعنيهم من امر المرأة هوكيف ومتى واين يتم نكاحها وكيف ومتى يتم طلاقها. المراة مع الاسف بالنسبة لفقهاء المسلمين هي عورة! وهي فتنة! وهي متاع! وهي حليف دائم للشيطان! تغري كل من ينظر اليها اويقترب منها بارتكاب الفاحشة! وقد زعموا ان كل ما فيها عدا الوجه واليدين ممنوع ان يراه من ليس من محارمها! ولا اعلم الحكمة هنا من استثناء الوجه واليدين! ولكن لامانع عند هؤلاء ان ترضع المرأة زملاءها في العمل من غير المحارم حتى يصيروا كابنائها حتى اذا كان اصغرهم اكبر من والدها! وبذلك يصبح هؤلاء الزملاء من الرجال من غير محارمها من محارمها بالرضاعة! وذلك استنادا كما يدعون الى حديث سالم مولى حذيفة.
رغم ان القراءة المتمعنة لهذا الحديث المنقول عن ام المؤمنين عائشة تدل على ان القصد من ما قاله الرسول لزوجة حذيفة كان اقرب الى "النكتة" كما نقول اليوم منه الى تقرير حكم شرعي، خصوصا وان الرسول الكريم كان بشرا مثلنا يضحك ويبكي ويأكل الطعام ويمشي في الاسواق.  وقد يكون هذا الحديث من قبيل ذلك الحديث الذي يروى ايضا عن الرسول الكريم حينما سالته امراة متقدمة في السن ان يدعولهابدخول الجنة فاجابهابان الجنة ليس فيهاعجائز!. فهل يعني ذلك ان عبادة النساء المسلمات بعد سن الياس هوعبث لا اجر ولا ثواب عليه لان الجنة محرمة عليهن بعد ان تجاوزن سن الأربعين!. اوان كل المسلمات المؤمنات القانتات العابدات من اللاتي يتوفاهن الله وقد بلغن من الكبرعتيا لن يدخلن الجنة أبدارغم الصيام والقيام والطاعات والعمل الصالح!؟ ثم اليس من المؤسف ان موضوع رضاع الكبير هذا قد صار مادة للتندر عند البعض مما يسيئ الى سمعة الاسلام كدين والى سمعة اتباعه ايضا من المؤمنين والمسلمين.!؟ 
وأنا لا استطيع ان اصدق أن الأحاديث  التي تسيئ الى المراة على النحوالمذكور يمكن ان تكون لها صلة بصحيح الدين اوبصحيح الحديث. ولكنها ربما كانت من تلك الأقوال المدسوسة على هذا الدين القيم في عصور متأخرة من اناس لا يفهمون ان الاسلام الصحيح لا يفرق بين الرجل والمرأة الا في امر الميراث حيث جعل للذكر مثل حظ الانثيين وذلك لان الرجل هوالمكف بالنفقة على الزوجة وعلى الابناء فهوفي حاجة الى الحصول على هذه الحصة الاكبر مما ترك الوالدان والأقربون لينفق منها على اسرته بينما تجد الأنثى اخت الرجل من ينفق عليها ويوفر لها التزاماتها سواء كان ذلك زوجها اواحد آقاربها من الرجال.
اما امر معادلة شهادة الرجل بشهادة امراتين خوفا من ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى فيبدوانه امر لا علاقة له بالدين بل يتعلق بالذاكرة التي تنسى بعض الحوادث احيانا تستوي في ذلك ذاكرة الرجل وذاكرة المراة! وعليه لا ارى انه يمكن اتخاذ ذلك اساسا معقولا اومنطقيا للتفريق بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات بما يقلل من مركزها الاجتماعي اويجعلها اقل شانا من الرجل. اذ ماذا يمكن ان يحدث اذا نسي الرجل ايضا جزءا من الشهادة فذكره رجل اخر كان حاضرا معه عند إعطاء الشهادة بما نسي منها!؟ الا يكون موقف هذا الرجل مساويا تماما لموقف المراة التي نسيت الشهادة فذكرتها الاخرى كما ذكر الرجل الثاني ما نسي الرجل الاول منها!.
ولكن الذي يدعوالى الدهشة والاستغراب هوكيف توصل هؤلاء الفقهاء الى تحقير المرأة الى هذا الحد. لقد قرات القران الكريم مئات المرات فلم اجد فيه كلمة واحدة تنتقص من قيمة المرأة اوتصورها على النحوالغريب الذي يتحدث عنه بعض المحسوبين على الاسلام من الفقهاء والدعاة ومن يسمون انفسهم بالشيوخ!!. بل انه وردت اكثر من إشارة في القران الكريم الى مواقف صدرت من اكثر من امرأة تعبر عن السلوك الطبيعي بين الرجل والمرأة اي بين الذكر والأنثي وذلك باسلوب وعبارات بالغة التهذيب ودون اعتبار المرأة عورة اوانها فتنة اومتاع ، فقد جاء في القران الكريم ان بلقيس ملكة سبا التي أشرنا اليها قد "كشفت عن ساقيها" للنبي سليمان ومن معه من الإنس والجن!. وان زليخا زوجة عزيز مصر احبت النبي يوسف عليه السلام و"غلقت الابواب وقالت هيت لك!" و"لقد همت به وهم بها لولا ان راى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا الصالحين".
ناهيك عن السيدة العذراء رضي الله عنها وما جرى من الحديث بينها وبين رسول ربها في سورة مريم. تلك الإشارات انما تعني في راي ان المرأة هي كائن خلقه الله تعالى ووهبه نفس العقل الذي وهبه للرجل كما منحها نفس الغرائز ونفس الأحاسيس التي منحها للرجل سواء ما تعلق منها بالجنس اوبغيره من الغرائز والأحاسيس الأخرى بما فيها القدرة على التفكير السليم والحكم الصحيح على الاشياء وإدارة الشأن العام الذي يخص جميع الناس رجالا كانوا اونساءا.
 واذا رجعنا الى التاريخ الانساني فسوف نجد انه كان للمرأة دورها في صناعة هذا التاريخ يماثل تماماً دور الرجل. فقد عملت المرأة في الحكم والسياسة وقادت الدول والجيوش وراست الدول والحكومات في العصر القديم كما في العصر الحديث وتولت الوزارات المختلفة وشغلت مناصب القضاء وحققت في كل ذلك نجاحات وانجازات لا تقل أبدا عن تلك التي حققها الرجل. لقد كانت هناك شعوب ودول ولت أمرها لنساء شهيرات دخلن التاريخ من أوسع ابوابه مثل كليوباترا ملكة مصر ومثل بلقيس ملكة اليمن ومثل الزباء ملكة تدمر ومثل شجرة الدر ملكة مصر في العهد المملوكي. ومنهن من لعبت دورا لافتا في قصور الخلفاء مثل زبيدة زوجة هارون الرشيد.
اما في العصر الحديث فهناك أنديراغاندي رئيسة وزراء الهند وإليزابيث الثانية ملكة بريطانيا التي احتفلت أخيرا بعيد جلوسها الستين على العرش! وهناك المرأة الحديدية مارجريت تاتشر رئيسة الحكومة البريطانية التي فرضت نفسها وسياساتها على بريطانيا والعالم لما يذيد عن عشر سنوات. وهناك السيدة ميركل التي تتولى امر اكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الاوربي وأقوى شعب اوربي وهوالشعب الألماني وغيرهن كثير من القيادات النسائية اللاتي كان لهن دورهن البارز في التاريخين القديم والحديث مما لا يتسع المجال لذكرهن جميعا. فهل يعقل ان تكون كل تلك الامم والشعوب على مدى التاريخ الانساني ملعونين لانهم ولوا أمرهم امرأة!؟.
وكيف يمكننا انكار حقائق التاريخ والجغرافيا التي تثبت لنا بالدليل المادي الملموس والواضح لكل ذي عقل سليم ان النساء لسن كما يقول المنغلقون والمتخلفون من بعض من ينسبون انفسهم الى الدين الإسلامي  الحنيف بل ان الحقيقة والواقع هما أنهن على عكس ذلك تماماً!.
 ان القران الكريم يشتمل على الكثير من الآيات التي تدل على نظرة واحدة للمرأة والرجل خصوصا فيما يتعلق بجوهر الدين من العبادات والطاعات ومكارم الاخلاق.ولعله من المفيد هنا ان نقرا هذه الآية (٣٥)  من سورة الاحزاب: {ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة وأجرأ عظيما}.
فهذه عشر خصال هي من أنبل الصفات التي يمكن لأي كان ان يتصف بها يستوي فيها الرجال والنساء ليس في التمسك بها فقط ولكنهم يستوون أيضاً في الجزاء الذي أعده الله لهؤلاء رجالا ونساءا. ولا اجد ابلغ من هذه الآية القرانية الكريمة دليلا كافيا لدحض كل الافتراءات الغريبة التي يرددها اعداء المساواة بين الرجل والمرأة وينسبونها للدين الاسلامي الحنيف.
اما قوامة الرجال على النساء {بما ملكت إيمانهم وبما أنفقوا} كما وردت في القران الكريم فإننا نرى كما قلنا سابقا ان الاشارة هنا الى عبارة "بما ملكت ايمانهم" هي  اقرب الى انها تشير الى ما اوتي الرجل من القوة البدنية والقدرة على التحمل ومواجهة الاخطار اكثر من المراة. ولا نتفق مع من يرى انها تعني ما استطاع الرجل ان يجمعه في بيته اوخيمته من النساء مما"ملكت ايمانهم"اي ما تمكنوا من الاستيلاء عليه من النساء في الحروب والغزوات بحيث تكون المراة مجرد رقم لا قيمة له من مجموع النساء اللاتي يعشن في خيمة الرجل اوفي بيته.!! ولا يدعين احد هنا اننا ننكر المعلوم من الدين بالضرورة في فهمنا هذا لتلك الآية الكريمة فإنما هواجتهاد راي نرى انه يحتمل من الصواب اكثر مما يحتمل من الخطأ ولا ينكر ما ورد بالنص في القران الكريم عن ملك اليمين من أسيرات الحروب والغزوات وان كنا نرى ان ذلك ايضا قابل للتأويل تبعا لظروف الزمان والمكان.
اما الاشارة الى القوامة فاننا نرى انها تعني القوامة التي تقتصر على وتتطلبها مسؤولية الرجل الذي يتحمل وحده كما قلنا واجب الإنفاق على زوجته وابنائه. وقد حدد القران الكريم نصيب الرجل في الميراث كما ذكرنا سابقا بضعف نصيب الانثى ليعينه ذلك على القيام باعباء اسرته مما يحتم على الزوجة والابناء حسن المعاشرة وان يحترموا الزوج والأب وان يقبلوا بتوجيهاته دون ان يعني ذلك التقليل من قيمة الزوجة اوالابناء اواعتبار الأنثى اقل شانا من الذكر زوجا كان اوأبا. ولا اعرف تفسيرا غير ذلك للقوامة. فمن اين جاءت ثقافة احتقار المرأة واعتبارهاعورة اوفتنة اوحليفا دائماً للشيطان!!؟؟.
ثم ما مصدر هذا الهوس الجنسي الذي استحوذ على تفكير فقهاء المسلمين وسيطر عليهم حتى كادت كتبهم أن تتحول الى مؤلفات تافهة في الشذوذ الجنسي اكثر منها كتب في شرح أصول الدين. وكثيرا ما استغرب من ساعات العمل الطويلة التي أنفقها بعض"علماء"المسلمين وهم يسودون الصفحات حول رجم القردة الزانية وحول ما إذا كان ظل الكلب ينقض الوضوء إذا وقع على ملابس المتوضئ ام لا!!. لوأنفقت ملايين الساعات تلك في البحث العلمي الصحيح لكان حال المسلمين مختلفا جدا عما هوعليه اليوم من التخلف والجهل والغباء. ترى  ماذا استفاد المسلمون من كل ما كتبه اؤلئك وهؤلاء وما دونوه من الصفحات حول مثل تلك الأمور التافهة!؟. 
ان العديد من الآيات في القران ألكريم تدعوالمسلمين والمؤمنين الى التفكير والى استعمال العقل والى التأمل في ملكوت الله وفي آياته ومعجزاته غير ان الذين تطوعوا لتفسير القران والحديث من الأئمة والفقهاء ومن تبعهم ممن أسموا انفسهم بالشيوخ  ورجال الدين اختاروا النقل ولم يستعملوا العقل وأسبغوا على هذا النقل قداسة ما انزل الله بها من سلطان منعتهم من البحث واخضاع النقل للعقل بحيث يطرحوا جانبا كل ما يتعارض مع العقل من هذا النقل الذي لم يتم تدوينه الا بعد عدة قرون من انتقال النبي الكريم الى الرفيق الأعلى وانتهاء الخلافة الراشدة.وحين لم تكن هناك وسيلة دقيقة للتدوين وحفظ الوثائق غير الذاكرة والروايات التي تنتقل من شخص الى اخر مما يعرضها للنسيان حينا وللإضافة حيناً اخر وللرواية بصيغ مختلفة في معظم الأحيان.
كما ان الكثير من هذا النقل تشوبه شبهة الدس والاختلاق مما يعرف بالاسرائيليات تارة ومما ينسب تارة اخرى الى غير العرب من المسلمين الذين دخلوا الاسلام عنوة من الذين فتح العرب بلادهم وأزالوا ملوكهم وقضوا على سلطانهم وحولوهم من مواطنين الى"اهل ذمة"يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون. هؤلاء الذين اسلموا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم لابد انه قد بقي شيئ في تلك القلوب من الألم والحسرة على ما ال اليه حالهم وحال بلادهم على يد هؤلاء الفاتحين وهذا الدين الجديد مما لا يستبعد معه إمكانية قيام بعض هؤلاء بدس"احاديث"بعينها بقصد تشويه هذا الدين الجديد. وربما كان ابلغ مثال لروح الكراهية للعرب الفاتحين من جانب الذين أفقدهم الفتح العربي الاسلامي ارضهم ونفوذهم وملوكهم وسلطانهم جريمة اغتيال الخليفة الثاني العادل عمر بن الخطاب على يد واحد من هؤلاء.
 أقول قولي هذا وانا اعلم بما قام به بعض غير العرب من المسلمين من الجهد الكبير لإثراء الثقافة العربية الاسلامية، تلك الثقافة التي لم تكن سوى الثمرة الطيبة لهذا المزيج النادر بين حضارة قديمة لها دورها ومكانتها في تاريخ العالم وبين دين سماوي جديد فتح الآفاق امام الجميع لبناء حضارة جديدة تجمع بين الماضي التليد والحاضرالجديد القائم على مبادئ الحق والعدل والإحسان في مجتمع جديد قوامه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله الواحد وبرسالة النبي الخاتم صلوات الله وسلامه عليه وان كان يجب ما قبله من المفاسد والعادات الجاهلية السيئة. فمن يملك بعد ذلك ان يخالف طبائع الأشياء ويحرم نصف المجتمع من المساهمة في الحياة العامة ويفرض عليه التقوقع والانعزال بدعوى مشبوهة هي انه ناقص عقل ودين اوانه عورة اوانه شريك دائم للشيطان أينما حل وحيثما كان.
انه لا سبيل لتقدم المسلمين الا ان يعودوا الى صحيح الاسلام وان يغيرواما بانفسهم من الجهل والتعصب وان يتكاثفوا رجالا ونساء للحاق بركب الحضارة هذا الركب الذي يتقدم بالعالم وبالناس سراعا الى الامام بينما نحن نركض سراعا الى الخلف ونعمل على تعطيل نصف مجتمعاتنا اواكثر ومنعها من المشاركة في الحياة العامة وصنع المستقبل وهوما نراه افتراءا على الله ورسوله وصالح المومنين. ولعلنا نستيقظ يوما لنجد ان سيدة من ليبيا قد تم انتخابها لرئاسة الحكومة الليبية.! وما ذلك على الله بعزيز.
اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واهدنا جميعا رجالا ونساءا الى سبيل الرشاد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى