حمدى الشيوى - مصر - " وكالة أخبار المرأة "
الصلاح هو استقامة الشئ في ذاته وفي صفاته بحيث يحقق الغاية من وجوده خير تحقيق. وإذا كانت الغاية من وجودنا قالها ربنا تبارك وتعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) صدق الله العظيم.
والعبادة هنا بمعنى الطاعة وكما قالوا اسم جامع لكل ما يحب ربنا ويرضى ومن ثم ليست قاصرة على الصلاة والصيام والحج بل إن امرأة كانت تذكر من كثرة صلاتها وصيامها غير أنها كانت تؤذي جيرانها بلسانها فقال صلى الله عليه وسلم لا خير فيها وهي من أهل النار.
إذن فصلاح المرأة هو استقامتها في ذاتها وفي صفاتها وحرصها على أن ترضي ربها في كل امور حياتها لأن غاية وجودها غاية سامية رفيعة فلم يخلق الله سبحانه أمته المرأة للفجور أو العري أو الرقص أو الغناء أو التمثيل أو إثارة الغرائز والشهوات في غير حلال احله أو أن تكون أداة رخيصة لترويج السلع والمنتجات فتلك أمور حقيرة لا يليق بالشريفة العفيفة أن تفعلها حتى وإن هيأت لهاالظروف أو الدولة ذلك فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف انتم اذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف قالوا اوذلك كائن يا رسول الله قال والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن الجمال الاخلاقى هو أن تتعلم المرأة إلى أعلى درجات العلم والمعرفة والثقافة فالله يحب ذلك وهي عند خروجها تحرص على رضا ربها فتلبس الجلباب الذي أمر الله به (ياايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن )صدق الله العظيم. والجلباب ثوب فضفاض وتلبس الخمار (وليضربن بخمرهن على جيوبهن )صدق الله العظيم والجيب ملتقى النحر مع الصدر والوجه ليس بعورة تستر ومهما قيل في لباس آخر للمرأة فإنه اكرم لها وأشرف أن تقول لربها سمعنا واطعنا.
ثم إذا صارت زوجة ظهر صلاحها في صلة كريمة بزوجها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرا من زوجة صالحة إن نظر اليها سرته وإن أمرها اطاعته وان أقسم عليها ابرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله.)صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم اذاكانت أما ظهر صلاحها في تربية بناتها وأبنائها على الأخلاق الكريمة والعادات الطيبة العظيمة وإن احتاج المجتمع إليها في شئ كانت في خدمة مجتمعها بسمو أخلاقها وجمال احترامها .وهي في ذلك كله ترضي ربها وبالله عليكم هل هناك غاية أشرف أو أسمى من رضا الله سبحانه؟ !
إن القرآن ضرب مثلا للمؤمنين بامرأة (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ أعلنت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين )صدق الله العظيم.
إن الله سبحانه لايرضى أن تعيش أمرأة في تلك الفوضى العارمة التي لا تميز بين طيب وخبيث ولا بين حسن وقبيح أو خطأ وصحيح إنما يدعو المرأة وهو خالقها ورازقها وأمرها بيده سبحانه إنما يدعوها ربها إلى طاعة تصون لها كرامتها وحريتها وعزتها وشرفها وعفافها وتصبح حينها للصالحين اشراقة وإلي جنة ربها مشتاقة .