لن يجد هواة التحرّش مكاناً أفضل من لا يوجد فيه قوانين واضحة، ولا عقوبات رادعة، يمكنها أن تكون درساً واضحاً لأي متحرّش.
كثيرة هي الظروف التي يستغلها المتحرشون والمجرمون، كنقاط ضعفٍ في جدار المجتمع، الذي دأب على تغطية جروحه بدلاً من تنظيفها وعلاجها، واعتاد الصمت والكتمان، ولهذا فلا غرابة أن تظهر بين الحين والآخر بعض الشواهد على قضية التحرّش الجنسي، التي لا تُمثل إلا عينةً ضئيلةً قد تخفي وراءها مآسي وحكاياتٍ مؤلمة، لن نستطيع مواجهتها والتصدي لها إلا بتغيير أنماطنا الفكرية، والتخلص من أزماتنا الثقافية، فنبدأ أولاً بالاعتراف بمشكلاتنا الاجتماعية، ومنها مشكلة التحرّش، التي يجب أن نكسر حاجز الصمت والخجل لنتحدث عنها بصوتٍ عالٍ في جميع منابرنا الإعلامية والدينية، ولنناقشها في كل مؤسساتنا التعليمية والتربوية، ولندشن منذ اللحظة حملةً وطنية لمكافحة التحرّش يشارك فيها الجميع بلا استثناء وبلا قيود، فمواجهة الحقيقة حتى وإن كانت صادمة؛ أولى الخطوات على طريق التصحيح والعلاج..!
ختاماً؛ يجب أن يصدر عاجلاً نظام مكافحة التحرّش، ليحدد ماهيته، وأنواعه، ويقنن الأحكام والعقوبات الصارمة، ويتضمن آليات التطبيق والتنفيذ، ودون ذلك سيبقى الحال على ما هو عليه، ولن نتجاوز ردات الفعل الوقتية، ثم ننسى بعدها القضية..!