عمان - " وكالة أخبار المرأة "
مها هي مديرة لمدرسة خولة بنت ثعلبة الأساسية للبنات في إحدى ضواحي عمان، تحرص على بذل كل ما في جهدها لتثقيف طالبتها، على من الازدحام الذي تعرفه المدرسة إلا أن المعلمات يستطعنا توفير تعليم أفضل للطالبات الجديدات، كما تواجه مها هي ومدرستها مجموعة من الظروف الصعبة، باعتبار الأردن بلد مجاور للحرب في سوريا،الأمر الذي خلق وضعا إنسانيا غير مسبوق في جميع أنحاء المنطقة.
بعد الخمس السنوات الأخيرة هاجر أكثر من نصف سكان سوريا من منازلهم بسبب العنف، بما فيه جيل كامل من الأطفال السوريين حرموا من حقهم في التمدرس وعيش طفولة طبيعية.
المديرة مها تعيش كل يوم أزمة، فالأردن عدد سكانه 6.5 مليون نسمة، يستضيف أكثر من 650 ألف لاجئ سوري مسجل رسميا غالبيتهم يعيشون في المدن والبلدات، واليوم أكثر من 143 ألف طالب لاجئ يزدحمون في الفصول الدراسية المكتظة بالأصل مثل المدرسة التي تديرها مها، والتزمت الحكومة الأردنية بتسجيل 50 ألف طالب إضافي للسنة الدراسية المقبلة.
وبمدرسة مها الصغيرة وهي عبارة عن مبنى ضيق يقع في حي هادئ في عمان، تدرس فيها 356 طالبة، واحدة من كل خمسة منهن لاجئة سورية.
تقول مها:”إن المشكلة الرئيسية التي واجهتنا هي أن مدارسنا أصلاً مكتظة بالطلبة الأردنين.“
ولا تعتبر مساحة المكان التحدي الوحيد عندما يتعلق الأمر بالطلاب اللاجئين، فالمعلمون يناضلون للوصول إلى مستويات أساسية من الكفاءة في فصولهم الدراسية، كما أن عليهم استيعاب وتحمل الأطفال الذين عانوا من الصدمة التي لا يمكن تصورها والتي تحتاج لرعاية خاصة.
تقول مها: ”كان لدينا طالبات سوريات يعانين من حالات نفسية غير مستقرة. واحدة من الطالبات جاءت من منطقة كانت تتعرض للقصف،وهذا سبّب لديها شعور دائم بالخوف.وطالبة أخرى فقدت والدها.“
ورغم اليأس توجد مثابرة، أصبح الأهالي السوريون يأتون إلى مدرسة مها على نحو متزايد بعد رفضهم من المدارس الأخرى.
وحسب مها جاءت إحدى الأمهات إلينا، تستذكر زيارتها إلى مدرسة خولة بنت ثعلبة بعد عدة أشهر من بدء العام الدراسي، وأخبرتها سكرتيرة المدرسة في حينها أن المدرسة مكتظة وأن ابنتها فاطمة لن تكون قادرة على الالتحاق بمقاعد الدراسة.
وتستذكر مها: ”قلت لها أنني سأقوم بتسجيل أبنتها فاطمة إذا أحضرت لها مقعدا-حتى لو كان بلاستيكياً”، وهذا الاتفاق حصل مرارا وتكراراً مع الأهالي السوريين.
تقول مها أنها تتعاطف مع الأمهات اللواتي يتوسلن لتسجيل بناتهن في المدرسة. ”انهن لم يرتكبن أي خطأ لأنهن يرغبن بعدم تفويت فرصة تعليم بناتهن.“
وتلعب أمهات الطالبات دورا فعالا في نجاح المدرسة، اذ يقدمون بالمساعدة في الفصول الدراسية حتى يتسنى للمربين التركيز على الطلاب الذين يحتاجون إلى دعم اكبر.