الكاتبة الصحفية: سحر حمزة - الإمارات العربية المتحدة - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
دائما يحن الإنسان إلى رحم أمه "وطنه" حيث الدفء والأمان قبل أن يخرج بصرخة الحياة متمردا على الهواء الذي اخترق رئتيه معلنا ولادته ويبقى الإنسان يحن لأماكن تربطه بمشاعر خاصة قد يجهلها البعض وقد يغض البعض الآخر الطرف عنها ولكنها في نفوس الكثيرين لها بصمات خاصة لا مكن نسيانها فتبقى محفورة بالذاكرة .
هكذا هي الحياة أماكن تربطنا بمواقف وذكريات تبقى تتجدد كلما مررنا بقربها وكم من مكان نشتاق إليه نستعيد ما علق بذاكرتنا مع الزمن من قاعدة بيانات من الصعوبة مسحها أو شطبها من قاموس حياتنا وتاريخنا الذي نوثق فيه أحداثا نعاصرها منذ الولادة إلا أن نعود من حيث جئنا إلى الحياة بقدر مكتوب علينا من بارئنا سبحانه وتعالى .
بالأمس زرت برفقة أبنتي الصغرى منطقة تاريخية هامة في الأردن الحبيب وحنيني دائما إلى القدس مسقط رأسي التي ألمح أطيافها من الأفق حين تخترق عيناي الضباب الذي يغطي المكان فوق البحر الميت قرب جبل نيبو في مدينة الفسيفساء مأدبا ،فزرت بإجازتي موقع جبل نيبو حيث يقطن الآباء الفرنسيسكان الذي يطلق عليه أسم مقام سيدنا موسى عليه السلام وهو موقع حج مسيحي ويزوره الملايين سنويا من كافة أنحاء العالم في مواسم أعياد الميلاد وعيد الفصح المجيد للمسيحيين ،و تعلمنا في وطننا الغالي الأردن أن المآذن تعانق الكنائس وان العلاقة بين أهل الكتاب قائمة على المحبة والود والرحمة مع المسلمين وأن الطائفية لا وجود لها بيننا .
وقفت كعادتي أحاول استذكار زمن مضى وقارنت حياتي الآن في الإمارات حيث أعمل فهي وطني الثاني الذي أعشقه وتذكرت قول الشاعر ما الحب إلا للحبيب الأول ،وتذكرت أغنية "القلب يعشق كل جميل" والإمارات جميلة بل من أجمل دول العالم واقر وأعترف أمام الجميع أني أحبها بل أعشقها وانتمائي لها ليس حبر على ورق أو مجرد كلمات وأشعار بل أن حبها يسري بدمي وعشقي لها عشق البلابل للشجر والبشر للهواء فعشقي لها يتعمق بإحساسي ومشاعري المرهفة الحس جميعها تتجه نحوها ذلك أنها جزء لا يتجزأ من وطن استثنائي ذوب الشعوب في بوتقة ثقافية تاريخية تراثية وجعلهم جزء لا يتجزأ منها بينما في مكان غير الإمارات يبقى الجميع يردد انا لبناني أنا أردني أني في تونس تونسي وفي دولة أخرى غريب وأنا أقول أنا بوطني الحالي غريبة وفي الإمارات قريبة إلى كل ما هو جميل ومتميز وحبها يسرى بعروقي وأماكنها جميعها لا تمسح من ذاكرتي مهما غادرتها وارتحلت عنها لكن حنيني لها يتجدد كل يوم وكل لحظة من حياتي خارجها فهي وطن لكل شعوب الأرض وموئلا آمنا وهانئا لهم بإمتياز.