الكاتبة الصحفية: فاطمة المزروعي -الإمارات العربية المتحدة- خاص بـ "وكالة أخبار المرأة"
أعتقد أنه بات الالتفات إلى الأمراض النفسية أمراً ضرورياً ولازماً، ليس لأن المرضى النفسيين يستحقون العلاج مثلهم مثل أي مريض آخر وحسب، بل لأن التساهل في هذا الموضوع وإهماله له عواقب وخيمة ومرعبة، وهذا لا يتم فقط عن طريق فتح أبواب المستشفيات والعيادات وتسهيل سُبل العلاج لهؤلاء المرضى وحسب، بل عن طريق نشر الوعي عن ماهية الأمراض العقلية والنفسية هو أهم خطوة لمكافحتها وعلاجها.
ذلك أن كثيراً من المرضى لا يعرفون أنهم مرضى نفسيون، تجدهم يشعرون بكل الأعراض ويمرون بالأفكار والحالات المزاجية المضطربة ذاتها، إلا أنهم يؤمنون يقيناً بأنهم متعافون كلياً، والشيء ذاته ينطبق على عوائل هذه النوعية من المرضى، تجدهم يراقبون حالة ابنهم النفسية تتدهور ويشهدون تحوله من عامل ومنتج في المجتمع إلى عاطل وفاشل وعالة، ولا يحركون ساكناً ولا يفكرون في أي لحظة من اللحظات بأن ابنهم دخل في دوامة مظلمة لمرض نفسي يستلزم التشخيص والعلاج والمتابعة.
تبيّن لي اليوم أن هؤلاء المرضى يقعون فرائس سهلة في أيدي المنظمات الإرهابية والفكر المتطرف، لأنهم يفتقرون إلى أدنى درجات التفكير السوي والقويم، ويعيشون حالة من اللامبالاة وفي الوقت ذاته حالة من الحقد والغضب والرغبة في الانتحار .. هذا كله عندما يتم توظيفه في سبل غير قويمة سيصنع الإرهابي والمجرم المثالي لأي تنظيم فاسد ومتطرف.