الكاتب الصحفي : نهاد الحديثي - العراق - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
حياة الأرامل والمطلقات حياة صعبة،،، كذلك العوانس-حياة مقيدة, لا تخلو من المتاعب والتحديات والمسئوليات.. فضلا عن النظرة القاصرة التي تصورهن بأنهن فرائس يسهل اصطيادهن!ورغم أن ثمة فرق بين الأرملة والمطلقة, إلا أن هناك عامل مشترك بينهما, وهو أن كلاً منهما فقد زوجه.. مما يعني أنهما ستواجهان الحياة ومشاقها وحيدتين..
وهي مواجهة صعبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. فالأرملة – أيا كان عمرها – ستجد نفسها أمام أعباء ومسئوليات كبيرة ملغاة على عاتقها.. في وقت تتحمل فيه هذه الأعباء والمسؤوليات وحدها مع ضعفها وعجزها, وربما لا تستطيع الصمود. وكم من أرملة وقفت عاجزة أمام أعباء الأسرة ومسئولياتها – في وقت كانت فيه تنتظر من المحسنين مد يد العون لها ومساعدتها على تربية أولادها والأخذ بأيديهم وتعويضهم خيراً – مما ساهم في ضياع مستقبل أولادها وفشلهم في الحياة.ولم تكن المطلقة أحسن حالا من نظيرتها الأرملة فهي الأخرى ستجد نفسها وحيدة أمام جملة من المتناقضات وضياع الحقوق ونظرة مجتمع قاسية تنظر إليها على أنها رأس مشكلة الطلاق وذيلها, وربما طليق دون ضمير يحرمها رؤية أولادها من باب الانتقام والتنكيل بها.وكم من مطلقة حرمت من حياتها وظلت تعاني نظرة المجتمع القاسية ومن ضياع حقوقها ومرارة بعدها عن أولادها, وربما فقدت أولادها بسبب إهمال الأب لهم أو نتيجة ما قد يتعرضون إليه من إهانة أو عذاب على يد زوجة أب ظالمة.ونلفت هنا أن الأرامل والمطلقات – شاءت الأقدار أن يفقدن أزواجهن بشكل أو بآخر – ومن حقهن العيش بيننا بسلام والتمتع بنظرة عادلة وبكامل حقوقهن دون نقصان, لأن مطلق العدالة في الإسلام حفظ الحقوق لأصحابها.ومن واجب الجهات المعنية بشئون الأرامل والمطلقات أن تولي الأرامل والمطلقات وأولادهن اهتماما جادا يحفظ حقوقهم ويوفر لهم الحياة الكريمة التي تشعرهم بوجودهم.. وهو حق قبل أن يكون مطلبا طبيعيا..
.والعانس قد تكون أكثر عرضة للغواية وأكثر قبولا للزواج العرفي أو للعلاقات غير الشرعية. وهذا لا يعني أن كل عانس متهمة بالانحراف أو معرضة له بالضرورة, ولكن الانحراف الخلقي أو الاجتماعي هو أحد المخارج المحتملة لنسبة من العوانس بدوافع نفسية واجتماعية ضاغطة , ولا ينكر أحد نجاح كثير من العوانس في نشاطات علمية واجتماعية وخيرية وغيرها.
ولا تقتصر مشكلات العانس على النواحي النفسية بل قد يمتد ذلك إلى النواحي البيولوجية فنجد تغيرا واضحا يظهر مع السنين في الشكل ونضارة الجلد وحيوية الجسد. فالعانس ربما تعاني الوحدة (رغم كثرة الناس حولها في بعض الأحيان), وتعاني الغربة وتعاني الإحساس بالدونية (رغم محاولاتها إنكار ذلك أو إخفائه أو تكوين رد فعل عكسي له), وتعاني الفراغ النفسي (رغم الانشغال الخارجي في بعض الأحيان), وتعاني الحرمان العاطفي أو الجنسي أو كليهما, وتعاني الحرمان من الأمومة (ربما تستعيض عنه بالاندماج مع أطفال الأسرة ولكن ذلك غير مشبع لهذه الغريزة الهامة للمرأة السوية), وتعاني الحرمان من الدفء الأسري (ربما تستعيض عنه مؤقتا بدفء الأسرة الكبيرة ولكنه زائل أو مهدد بالزوال لا محالة).
تبقى المرأة الحسناء والمثقفة والواعية لأمور الحياة محط أنظار العديد من الرجال والعديد منهم يبحث عنها ويرغب في الارتباط بها ليؤمن نفسه وحياته وأولاده مستقبلا ويرتاح معها في مسيرته. وان كانت لا تخلو تلك الحياة من المشاحنات والمشاكسات شبه اليومية على الأرجح ولكنها تبقى حياة متكافئة وسعيدة نوعا ما.ولكن تلك المرأة التي توفي زوجها ورحل عنها لدار البقاء وتركها تصارع أمور الحياة وحدها وأحيانا مع أطفالها.. والأخرى التي لم تتوافق مع زوجها ولكثرة المشاكل وسوء الأوضاع تنفصل عن زوجها وتصبح امرأة مطلقة.
ما وجهة نظر الرجل في هاتين الحالتين, وأيهما تكون المرغوبة عند الرجل الأرملة ام المطلقة؟ مع استبعاد المراة العانس كبيرة الغمر،،،، الرجل يفضل المرأة الموظفة التي لديها راتب شهري ثابت ومستقر لا يهمه سواء كانت أرملة او مطلقة او عانسا لا يهم في ذلك حال المرأة هذه الأيام غير انها تقبض راتبا وتساعده على صعوبة الحياة.
وفي اعتقادي انه يفضلها موظفة براتب وأرملة او مطلقة من دون عيال لا تكون مرتبطة بأولاد قد انجبتهم مسبقا بهذه المواصفات اتوقع انها ستكون عروسا للرجل ولا تعجبون من هكذا تفكير ولكنه واقع نعايشه هذه الأيام وهكذا هو الرجل ومن دون احراج او خدش للرجولة ولكنها حقيقة ملموسة.=الرجل المستقيم المؤمن يبحث عن اخلاقيات وسلوكيات المرأة وسمعتها الطيبة اذا اراد ان يتزوج منها ولا يهمه في ذلك ان كانت أرملة او مطلقة او عانسا او غيرها. المهم انها بنت أجاويد ومعروفة بالخلق الحسن واحترام من حولها وتحسن تربية الأولاد وتدبير شؤون المنزل والأسرة. وفي اعتقادي ان المطلقة والأرملة لا يقترن بهما إلا رجل مثلها او الرجل المتزوج الذي يعاني مشكلة مع زوجته وأسرته.
كشفت دراسة حديثة أجرتها احدى الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري ، أن 77.3% من الشباب يوافقون على الزواج من امرأة مطلقة، كما وافق 67.2% على الزواج من "أرملة"، فيما أكد 74.6% عدم ممانعتهم من الزواج ممن تكبره سناً. كما اكدت الدراسة أن أغلب الشباب يرون أنه يمكن الزواج من مطلقة، وليس لديهم مانع من الزواج بأرملة، إلى جانب عدم ممانعة نسبة كبيرة من الشباب من الزواج بزوجة أكبر منهم سناً.
وأكد د. متبولي أن كثيراً من الشباب لديهم قناعات زوجية إيجابية، مرجعاً لذلك لأثر التعليم والتثقيف، مشيراً إلى أن نسبة قليلة من الشباب لديهم قناعات سلبية عن الزواج ربما بسبب الثقافة المجتمعية للبيئة التي يختلط بها أو تربى فيها. واوضحت أن هناك نظرة خاطئة لدى البعض كانت سبباً في ترسيخ معاني خاطئة في قلوب الكثير من الرجال تجاه المطلقة أو المتوفى عنها زوجها، مبيناً أن النظرة التي تطال المطلقة بعيدة كل البعد عن سماحة ديننا الحنيف وسنة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، مبينا أن المطلقة هي امرأة لها كافة الحقوق الاجتماعية والانسانية والشرعية وتقع المسؤولية على المجتمع في تحصين كل فتاة وكل امرأة أرادت أن تبدأ حياة جديدة مع زوج وأسرة، وعلى المجتمع تهيئة ذلك لها.وتشير الدراسة إلى أن الإعلام ساهم بشكل كبير في تكوين صورة خاصة للأرملة والمطلقة في الأذهان فنرى الدراما تصورها بالمرأة التي تسعى لخطف الأزواج وتصورها أيضا بالمرأة التي تهمل أبناءها بعد الزواج من آخر وتجسدها أيضا في صورة المرأة التي تسمح لزوجها بعقاب أبنائها من الزوج المتوفى بشكل يفتقر إلى الرحمة لذلك فعلى الإعلام السعي لتغيير هذه الصورة التي قد تساهم بشكل كبير في تغيير نظرة المجتمع.