ظواهر عديدة تلفت الانتباه في موريتانيا، لعلّ أبرزها مزاحمة النساء الموريتانيات للرجال في كلّ مواقع العمل، بما في ذلك الإشراف على القاعات المعدّة للقمّة العربية التي تُعقد في 25 و26 يوليو/ تموز الجاري في العاصمة نواكشوط، وتسيير اجتماعات القمة.
قد يُربط ما تحظى به المرأة هنا من دور كبير، بتشكيلها 52 في المائة من السكان، الأمر الذي يعني تفوّقها على العنصر الذكري، لكنّ مقاعد الموريتانيات في الحكومة تقتصر على الثلث فقط، أي تسع نساء وزيرات من بين 27 وزيراً.
تشير الإحصاءات إلى أنّ موريتانيا تتصدّر الدول العربية في معدلات الطلاق الذي تبلغ نسبته فيها 49 في المائة. أمّا اللافت فهو أنّ الطلاق وارتفاع نسبته لا يُعدّان هاجساً بالنسبة إلى المرأة الموريتانية، إذ إنّ هاجسها وسبب انزعاجها الرئيسي هو العنوسة، واﻷكثر دهشة هو أنّه بعكس سائر المجتمعات العربية، تزداد فرص تكرار زواج المطلقة الموريتانية مقارنة مع العزباء، فيما ترتفع أيضاً مهورهنّ.. حتى أنهنّ يغالين فيها.
في الإطار نفسه، أصبحت للطلاق مراسم متداولة بكثرة وبصورة يومية، تنافس مراسم الزواج وربما تتفوّق عليها. ويبقى اﻷكثر غرابة، هو زواج نساء كثيرات مرات عديدة، أحياناً في عام واحد. أمّا الضحية، فهم اﻷطفال الذين تؤول رعايتهم إلى أسر هؤلاء النساء. وهذا أمر جلل يهدّد المجتمع ويشكّل مصدر قلق كبير له.
لا يشغل الطلاق المرأة الموريتانية لثقتها في تزايد فرصها بالزواج مرّات عديدة. وفي هذا السياق، تشير إعلاميّة موريتانيّة ترافق أعمال التحضير للقمّة العربيّة، إلى أنّ "زواج المرّة اﻷولى هو اﻷساس، بعدها تدرك المرأة ارتفاع بونديرتها. بالتالي فإنّ فرصها تزداد وكذلك جذبها للأزواج، إذ باتت تتمتع بالخبرة. هكذا ينظر إليها الرجل".