كان كريم من قبل ضابطا فى المظليين وفى وحدة «سييرت متكال» الخاصة، وكان ضابطا جيدا بحسب وصف المقربين منه، وتولى عددا من المناصب المهمة فى الحاخامية العسكرية، لكن بعد تعيينه بدأت تصدر منه تصريحات متطرفة أغضبت منه العلمانيون الذين توسموا فيه رئيسًا مستنيرًا، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام حاخام يعكس اليهودية الأرثوذكسية بكل إجحافها.
دار النقاش بين العلمانيين والمتدينين بعد تعيين كريم حول عدد من القضايا التى تحتاج لفتوى فقهية، لا تستند فقط إلى التوراة بل لرؤية مستنيرة تناسب العصر، فمسألة اغتصاب نساء العدو فى الحرب وإطلاق النار على العدو الجريح تصدرت أولويات العلمانيين، لاستخراج فتوى معتدلة من الحاخام الجديد، بعد أن حكمت «الهلاخاه» - الفقه - قبل ألفى سنة بإيجازها فى حين رأى العلمانيون أنها لا تناسب اليوم.
وأجاب الحاخام أنه مسموح بإطلاق النار على «مخربين» جرحى، وعندما أدرك خطورة جوابه سارع إلى التحفظ عليه، قائلًا إن قوات الأمن وحدها هى المخولة بعمل ذلك، كى لا يترجم جوابه كإذن فقهى بالقتل.
ولم يجب الحاخام على سؤال بالسماح بالاغتصاب، وعلق الحاخام «إسرائيل فايس»، رئيس الحاخامية العسكرية السابق، على تصريحات كريم قائلًا: «أعتقد أن هذه التصريحات هى للمدرسة الدينية، لتلميذ ذكى يجلس ويدرك معانى التوراة».
وفى هذا السياق، علق الكاتب «ألون بن دافيد» فى صحيفة معاريف قائلا: «من خلال معرفته برئيس الأركان «جادى أيزنكوت»، فليس هذا طريقه، لكنه كان من المفترض أن يحسم تلك الأمور مع الحاخام قبل تعيينه، وإذا قام اليوم بإلغاء التعيين فسيثير هذا عاصفة أكبر».
وعلق البروفيسور «يغئال بن نون»، مؤرخ وباحث فى تأريخ المحافل المكرائية فى صحيفة هآرتس: «بعد إفلاس الأيديولوجيات الدوجماتية «الجامدة» فإن الأنتلجنسيا «طبقة المثقفين» العالمية أصبحت فى أزمة وبدت ضعيفة أمام التطرف الديني. الليبرالية، الإنسانية والتقدم لم تتغلب على الأزمة ولم تنجح فى وضع حاجز أيديولوجى أمام العنصرية والعنف. فهل ننتظر إلى أن ينهار العالم الدينى أم نمسك بالثور من قرنيه ونجرى حوارًا على نقد الدين ونقد اليهودية»؟.