الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

هذه السرطانات الأكثر إنتشارا بين النساء

  • 1/2
  • 2/2

راندا جرجس - دبي - " وكالة أخبار المرأة "

تشكل سرطانات الثدي والجهاز التناسلي نحو 45 % من الأورام الخبيثة عند المرأة، ويحتل سرطان الثدي المركز الأول، رغم تطور وسائل التشخيص والعلاج التي تمكن من خفض انتشار هذا الورم، إلا أن نسبة انتشاره لا تزال مرتفعة إلى حد ما، وإن هناك أنواعاً من السرطانات النسائية مثل: سرطان عنق الرحم، وسرطان بطانة الرحم لا تعطي إنذارات أو عوارض بارزة في البداية، وحول هذا المرض وعلاجه، وكيفية الوقاية منه تحدثنا إلى بعض الأطباء والاختصاصيين.
أوضح الدكتور رياض بن دردف، استشاري طب الأورام السرطانية: أن سرطان الثدي يُعرف بأنه نمو غير طبيعي للخلايا المبطنة لقنوات الحليب أو لفصوص الثدي، وفي الأغلب يكون الورم السرطاني في قنوات نقل الحليب، وأحياناً في الفصوص وبجزء بسيط في بقية الأنسجة، الأوعية الليمفاوية وهي قنوات تحمل سائلاً شفافاً ينقل مخلفات الأنسجة وخلايا المناعة من الثدي إلى عقد صغيرة تسمى العقد الليمفاوية، وفي الأغلب تصب الأوعية اللمفاوية في العقد الموجودة بمنطقة الإبط، وأحياناً إلى العقد فوق عظمة الترقوة أو تحت عظمة القص، كما تستطيع الخلايا السرطانية الدخول إلى القنوات اللمفاوية والانتشار من خلال هذه القنوات إلى العقد الليمفاوية، ومن ثم إلى أعضاء الجسم الأخرى، وذلك عن طريق الأوعية الليمفاوية أو الأوردة الدموية.
ويُصنف سرطان الثدي إلى أنواع عدة، وذلك استناداً إلى مكان المنشأ: القنوات أو الفصوص أو الأنسجة الضامة، ومدى انتشاره إلى الأنسجة المجاورة في الثدي (الغازي) أو عدم انتشاره (في موقعه)، وأخيراً حسب شكل الخلايا تحت المجهر. وأضاف ابن دردف: أن الشعور بأية تغيرات مثيرة للقلق، في شكل الثدي، أو الشعور بوجود كتل غير مصحوبة بألم، كل هذه تعد من الأعراض التي تنذر باحتمالية الإصابة بسرطان الثدي، مما يستوجب التوجه إلى أقرب مركز طبي متخصص للقيام بفحص حول سرطان الثدي، ويمكن للمرأة اكتشاف سرطان الثدي مبكراً من خلال القيام بعملية الفحص الذاتي أثناء الاستحمام، ويمكنها إذا كانت في عمر العشرينات أن تقوم بعملية الفحص أمام المرآة، حيث يمكنها ملاحظة حدوث أية تغيرات بشكل الثدي، أو ملاحظة وجود كتل معينة، كما يعد العامل الوراثي عاملاً أساسياً للإصابة بسرطان الثدي، حيث إن نسبة 20 في المئة من النساء لديهن طفرة وراثية للإصابة بسرطان الثدي. وبشكل عام فإن أسباب سرطان الثدي حتى الآن غير معروفة تماماً، إلا أن هناك عوامل عدة قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي وهذه تسمى «عوامل الخطر»، وعوامل الخطر هذه ليست بالضرورة سبباً لسرطان الثدي، ولكنها ترتبط بزيادة فرصة الإصابة به، فقد نجد بعض النساء لديهن عوامل خطر عدة، لكنهن لا يصبن بسرطان الثدي، وفي المقابل هناك نساء تكاد عوامل الخطر تنعدم لديهن، ولكنهن مع ذلك أصبن بالمرض.
وأكد د. رياض حقيقة وجود علاقة بين وسائل الحمل والإصابة بسرطان الثدي، وأن الإنجاب المتأخر بشكل عام بعد سن الـ 35 عاماً، يزيد من نسبة الإصابة بسرطان الثدي، وهنالك حقائق أخرى تؤكد بأن تناول حبوب منع الحمل وعدم الإنجاب يزيد أيضاً من نسبة الإصابة بسرطان الثدي. إضافة إلى البلوغ المبكر في سن مبكرة كعمر التسع سنوات مثلاً، أو انقطاع الطمث وما يعرف بـ«سن اليأس» في عمر الـ 55 عاماً للمرأة، كل ذلك يعد من العوامل الأخرى التي بدورها يمكن أن تزيد نسبة الإصابة بسرطان الثدي، فهؤلاء السيدات يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بالمرض من غيرهن، ولا يعد سرطان الثدي من السرطانات المميتة في حال اكتشافه في المراحل الأولى، حيث تبلغ نسبة الشفاء ما يقارب 95 %، واكتشاف أي نوع من السرطانات في مراحله الأولى، يسهم في عدم إدراجه ضمن السرطانات المميتة، لأن فرص الشفاء تكون عالية، تستند طرق العلاج في المراحل الأولى خاصة إلى العمليات الجراحية مبدئياً، ويتبعها عملية العلاج الكيماوي أو الإشعاعي اعتماداً على الحالة، وهنالك بعض السيدات اللواتي يحتجن جلسات علاج موجه، وفيما بعد يتم منح أغلب السيدات علاجاً هرمونياً لمدة خمس سنوات تقريباً.
وعن سرطان عنق الرحم قال د. رياض: لطالما كانت المرأة عرضة لأمراض نسائية عدة معقدة، وقد تتطور بصمت ودون الشعور بها فعلياً، ويعد سرطان عنق الرحم أحد أنواع السرطانات التي تصيب الجهاز التناسلي للمرأة، وفي منطقة عنق الرحم تحديداً، ويتطور سرطان عنق الرحم عندما تبدأ خلايا عنق الرحم في النمو خارجة عن السيطرة، ويمكن بعد ذلك غزو الأنسجة المجاورة أو الانتشار في جميع أنحاء الجسم، ويقدر عدد حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم بـ1.4 مليون حالة حول العالم، ويعد ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء بعد سرطان الثدي، إلا أن عدم ظهور أعراض واضحة له في بداياته يجعله أخطر نظراً لصعوبة اكتشافه في مرحلة مبكرة دون اللجوء إلى المساعدة الطبية.
واستكمل ابن دردف: لا توجد أية علاقة تربط بين الإصابة بسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، حيث إن مسبب سرطان عنق الرحم فيروسي، وسرطان الثدي لا علاقة له بالفيروسات، ويتم اكتشاف وجود سرطان بعنق الرحم عادة عند حدوث نزيف مهبلي باعتباره من أهم الأعراض، إلا أنه في بعض الأحيان لا يتم حدوث هذا النوع من الأعراض، فيتم عمل مسحة لعنق الرحم وتحليلها للاستدلال على وجود سرطان أو عدمه، ويعد انتشار فيروس الورم الحليمي البشري أو ما يسمى بالإنجليزية (Human papillomavirus) الذي يُدعى اختصاراً (HPV)، مسبباً لسرطان عنق الرحم، حيث يتم انتقال هذا الفيروس نتيجة لعملية الاتصال الجنسي، ومن الأعراض التي تخبر باحتمالية وجود سرطان بعنق الرحم:
• آلام بأسفل البطن، وألم بالحوض لا علاقة له بالجهد المبذول أو الطمث (العادة الشهرية).
• إفرازات مهبلية ذات لون رمادي أو دموي تصحبها رائحة كريهة.
• الشعور بآلام غير طبيعية أثناء عملية الجماع.
• وأحياناً حدوث نزيف بعد ممارسة الجماع.
ولا تعد الالتهابات سبباً أساسياً في الإصابة بسرطان عنق الرحم عادة، إلا أنها تعد مسبباً للإصابة اعتماداً على سبب الالتهاب ذاته، فإذا كان سبب الالتهاب فيروسياً، فإنه من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان في عنق الرحم، إضافة إلى أن النساء المدخنات والمصابات بفيروس الإيدز (HIV) واللواتي يتناولن أدوية وحبوب منع الحمل باستمرار لمدة تتجاوز الخمس سنوات، يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم، أما بالنسبة لطرق الوقاية فيمكن الحصول على تطعيم خاص لمنع الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وهو تطعيم متوافر في جميع المستشفيات، ويسمح بهذا التطعيم لكل الفتيات والنساء المتزوجات والعازبات من عمر 13 إلى 45 عاماً.
وعن أنواع العلاج المتوافر لعلاج سرطان عنق الرحم قال د. رياض: عملية علاج سرطان عنق الرحم تختلف باختلاف مراحل الحالة:
إذا كان السرطان في مراحله الأولى، فتتم عملية العلاج بطرق جراحية باستخدام آلية الليزر أو آلية التبريد للقضاء على السرطانات. وقد تتم عملية استئصال للرحم سواء كانت بشكل جزئي (باستئصال السرطان وعنق الرحم والرحم) أو كلي (الذي يشمل استئصال عنق الرحم والرحم إلى جانب جزء من المهبل والغدد اللمفاوية في الموضع نفسه) على حسب حالة الورم السرطاني. وتختلف الطريقة المعتمدة لاستئصال الرحم بحسب مدى انتشار السرطان.
أما في حالة تجاوز السرطان لمراحله الأولى، فيتم اللجوء لاستخدام الكيماوي في عملية العلاج أو ما يعرف بالعلاج الكيميائي الذي يتم من خلال استخدام عقاقير مضادة للسرطان تنتقل في كل مواضع الجسم للقضاء على الخلايا السرطانية بما فيها تلك التي انتشرت وبلغت الأعضاء البعيدة عن عنق الرحم.
أو في بعض الحالات يتم اللجوء للعلاج الإشعاعي الذي يستخدم أشعة ذات طاقة عالية لتقليص حجم الأورام بتدمير قدرة الخلايا السرطانية على التكاثر.
وعن سرطان بطانة الرحم أشار د. رياض: يختلف سرطان بطانة الرحم وسرطان عنق الرحم في نقطة واحدة وهي مسبب السرطان، حيث إن مسبب سرطان عنق الرحم فيروسي، بينما سرطان بطانة الرحم لا علاقة له بالفيروسات، ولا يوجد سوى نوع واحد من السرطانات التي تصيب الرحم وهو سرطان بطانة الرحم، ويشير مصطلح (Endometrial cancer) أوسرطان بطانة الرحم، إلى أمراض خبيثة عدة تنشأ من بطانة الرحم، حيث يعد سرطان بطانة الرحم أكثر السرطانات النسائية حدوثاً في الولايات المتحدة، وتُشَخَص به أكثر من 35 ألف امرأة سنوياً، وهو الثالث من حيث التسبب بالوفاة، حيث يتبع سرطان المبايض وسرطان عنق الرحم في التسبب بالوفاة، ومن أكثر أنواع سرطانات بطانة الرحم شيوعاً هو السرطان الشبيه ببطانة الرحم الذي يصيب النساء بعد انقطاع الطمث أو ما يعرف بـ (سن اليأس)، وينتج عن فرط إفراز الاستروجين في الجسم، ما يؤدي إلى حدوث فرط تنسج في بطانة الرحم، عادة ما يظهر بصورة نزف مهبلي، وتحصل أغلب حالات سرطان الرحم في الجيل ما بين 50 و65 عاماً، وفقط 5% من الحالات، تحدث لدى النساء اللواتي أعمارهن أقل من 40 عاماً، ومن الجدير بالذكر أن الفحص الدوري يسهم في الوقاية من سرطان الرحم، كما أن السمنة وزيادة الوزن لدى المرأة تعد عاملاً مهماً للإصابة بسرطان بطانة الرحم، فكلما كانت المرأة تمارس التمارين الرياضية بشكل دوري وقامت بالمحافظة على وزنها المثالي، كانت أقل عرضة للإصابة بأمراض السرطان.
واستكمل ابن دردف أن تشخيص سرطان بطانة الرحم يتم من خلال حدوث الإشارة الأولى: وهي: النزيف المهبلي في غير أيام الطمث أو العادة الشهرية، ففي هذه الحالة يجب على المرأة التوجه إلى الطبيب مباشرة، ومن الجدير الإشارة هنا إلى أن نسبة 70% من حالات التشخيص النسائية تتم في مرحلة مبكرة، حيث يتم اكتشاف سرطان بطانة الرحم في أطوار مبكرة إلا إذا أهملت المرأة نفسها وتغاضت عن الأعراض، ومن أهم الأعراض حدوث النزيف المهبلي إلى جانب أعراض أخرى مثل الآلام المصاحبة في أسفل البطن، ورغم أن الرحم يعد من أهم أعضاء الجهاز التناسلي لدى المرأة، إلا أن عملية استئصاله لا تأثير لها على الحياة الجنسية للمرأة.
ويجب أن نعلم أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين وسائل منع الحمل والإصابة بسرطانات الثدي والرحم، حيث إن الإفراط في استخدام هرمون الاستروجين لفترة طويلة من السنوات يؤدي إلى الإصابة، كما أن تناول الثاموكسفين (وهو عقار يستخدم لعلاج سرطان الثدي) يعمل على تضخم الرحم ونمو الخلايا المسرطنة، ما يزيد من نسبة الإصابة، ويأتي علاج سرطان بطانة الرحم في المراحل الأولى بشكل علاج جراحي وهو الاستئصال الكامل، حيث إن 90% من علاج الحالات تتم بهذه الطريقة. إلا أن استكمال خطة العلاج بعد الجراحة يختلف من حالة إلى أخرى، وعلى حسب تقدم حالة المرض نفسها. أما عن مضمون الخطة العلاجية، فيكون إما بالعلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي.
وعن سرطان الثدي أوضح الدكتور فلاح الخطيب استشاري علاج الأورام السريرية والمعالجة الإشعاعية وأمراض الدم: أن الإنسان لا يُدرك حقيقة قوته، إلا عندما تكون القوة هي الخيار الوحيد المتاح أمامه، والنساء الناجيات من السرطان يدركن هذا الأمر بصورة أكبر بكثير ممن سواهن، وستؤكد معظم هؤلاء الناجيات أن ما يُميزهن عن الأخريات هو الاطلاع الدائم على معلومات موثوقة، والتواصل مع مجموعات دعم قوية، وكثيراً ما تجد النساء أن من الأسهل لهن البقاء على اطلاع بأحدث المكتشفات العلمية لمحاربة هذا المرض، ومعرفة طرق اكتشافه المبكرة، ورغم أن حالات الإصابة بسرطان الثدي التي لم تصل إلى مرحلة السرطان المنتشر تعد أمراً إيجابياً يدعو للتفاؤل، إلا أن مواصلة الفحوص الاعتيادية تبقى أمراً حاسماً وضرورياً، باعتبار أن كل اللواتي مررن بالمراحل المبكرة لسرطان الثدي، سيبقين عُرضة لظهور «سرطان الثدي المنتشر» مرة ثانية. وبما أن الرجال قد يتعرضون أيضاً للإصابة بسرطان الثدي، لذا ينبغي على الجميع، من الرجال والنساء الاحتراس الدائم بشأن صحتهم، وطلب المساعدة فوراً.
وأضاف أن التعايش مع سرطان الثدي، أو «سرطان الثدي المنتشر» بشكل خاص وهو السرطان الذي ينتقل خارج منطقة الثدي إلى أعضاء أخرى في الجسم، بما فيها: الرئتان، والعظام، والدماغ أو الكبد، وهو أكثر مراحل سرطان الثدي تقدماً، وهو الذي يصل به إلى أعلى درجات الخطورة، قد يكون تجربة مخيفة تضطرب لها معظم النساء، كما أن التركيز على سرطان الثدي المنتشر في هذه المنطقة يكاد يكون معدوماً، ولذا ينبغي علينا كأفراد، وأعضاء في هذا المجتمع أن نعمل معاً على زيادة الوعي، وإتاحة المعلومات حول سرطان الثدي المنتشر، سعياً إلى تقديم الدعم للنساء المصابات، ومؤازرتهن وسماع أصواتهن. وبشكل عام، يجب على النساء اللاتي تجاوزن عمر الـ 30 سنة أن يقمن بفحص ذاتي للثدي لاكتشاف أي كتلة غير طبيعية، سواء أكانت مؤلمة أم غير مؤلمة، وكذلك الانتباه لتغير لون الجلد أو وجود إفرازات، وعلى المرأة استشارة الطبيب أو الممرضة المختصة من ذوات الخبرة، إذا وجدت أي شيء غير طبيعي بالنسبة لها. وبالطبع، هناك حملات توعية بما يترتب على النساء معرفته لفحص أنفسهن. وبذلك يُمكن للمرأة المتيقظة أن تساعد إلى حد ما في الكشف المبكر عن المرض، وهناك الفحص المتخصص لأورام الثدي وشمل التصوير الشعاعي للثدي (ماموجرام)Mammogram، أو التصوير بالأمواج فوق الصوتية (السونار) Sonar، أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI، وقد يتطلب الأمر أخذ خزعة Biopsy من أي كتلة يُشك بأنها ورم للتأكد منها وتحليلها.
وتجب الإشارة إلى أن هناك دوراً للعاملين الوراثي والجيني تبلغ نسبته حوالي 10 إلى 15% من حالات الإصابة، وعادة ما يحدث ذلك عند الإصابة لأحد أفراد العائلة القريبين، مثل الأم أو الأخت أو العمة أو الخالة بسرطان الثدي أو المبيض، مع علمنا بذلك، مثل حالة أنجلينا جولي التي قامت باستئصال الثدي الوقائي لمنع النشوء المحتمل لسرطان الثدي لديها. إلا أننا مع الأسف لا نعلم التاريخ المرضي للعائلة في معظم الحالات، ولذا علينا القيام بالفحوص الجينية عندما نجد امرأة شابة مصابة بسرطان الثدي، قد تكون هناك علاقة بين موانع الحمل وسرطان الثدي بنسبة ما، ولكن معظم الدراسات لم تستطع تأكيد وجود تلك العلاقة ومعرفة نسبتها، فجميع طرق منع الحمل تحمل بعض الخطورة أو المساوئ، والطريقة التي تناسب امرأة ما قد لا تناسب الأخريات، وكما ذكرت أعلاه فإن نسبة ارتباط موانع الحمل بسرطان الثدي بسيطة.
وأكد د. فلاح: أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية بينت أن هناك حوالي 600 حالة جديدة من سرطان الثدي يتم تشخيصها في الإمارات كل عام، وتكون نسبة 30% من هذه إجمالي هذه الحالات في درجة متقدمة من المرض عند الفحص الأول، أي حوالي 180 حالة، وبالنسبة للحالات التي يتم اكتشافها في مرحلة مبكرة فإن ما يقارب نسبة 30% من النساء اللواتي تتم معالجتهن قد يتعرضن لانتكاسة يعاود المرض بعدها انتشاره في الجسم خلال السنوات اللاحقة، ومع الأسف، عندما يتم تشخيص سرطان الثدي في مرحلة متقدمة فهو يعد أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعاً بين النساء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث سجل عام 2012 تشخيص حوالي 82 ألف إصابة بالمرض، وأكثر من 30 ألف وفاة، إضافة إلى ذلك، فقد كان سرطان الثدي المسؤول عن وفاة نسبة 21% من الإناث المريضات بالسرطان بشكل عام، وكذلك فإن شريحة كبرى من الحالات كانت في مرحلة متقدمة وبلغت نسبتها إلى إجمالي حالات سرطان الثدي حوالي 37% في الأردن و62% في السعودية، ويجب التنبيه هنا إلى أن مرض السرطان يشتمل على أنواع مختلفة، ويجب علاج كل حالة منها بصورة منفردة، وحسب نوعية المستقبلات الجينية في خلايا جسم المرأة، كما تتم معالجة سرطان الثدي اعتماداً على درجة الإصابة، وتشتمل أساليبها على العلاج الموضعي، مثل: التدخل الجراحي لاستئصال الورم والغدد اللمفاوية، أو استخدام الأشعة والأدوية الكيماوية التي تمنع انتشار الورم لمعالجة الحالات المتقدمة، وهو ما يسمى بالعلاجات الموجهة.
ويبقى هدفنا الأساسي هو تشجيع النساء بصورة أكبر على إجراء الفحص الذاتي من أجل الكشف المبكر عن المرض، سواء أكن معرضات له بسبب الاستعداد الوراثي والجيني أم لا. وتنقسم الخطة التي يجب اتباعها للتعامل مع هذا المرض إلى 3 مقومات أساسية وهي: الوقاية، والكشف المبكر، ومعالجة المرض بصورته الحالية، ومن خلال التوعية، نأمل أن يزداد التركيز على الوقاية والكشف المبكر، وحينها ستكون نسب الشفاء عالية، ومن المؤسف أن معظم الحالات التي يتم اكتشافها في منطقتنا وفي الدول النامية، تندرج تحت المرحلة الثالثة أو الرابعة، ونأمل أن يسهم تقدم الطب وأساليب العلاج بإعطاء المصابات فرصة للشفاء الكامل، أو إتاحة المجال لهن بالسيطرة على المرض لسنوات طويلة مقبلة.

الخليج

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى