الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أحلام بالطيران

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: ناريمان عواد - فلسطين - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

لا ادري لماذا يراودني  هذه الايام حلم ان امتلك طائرة صغيرة لاطير بها فوق الجبال والسهول والوديان واعلوا ثم اعلوا الى اعالي السماء وانتقل بحرية وازهوا دون  ان يعكر صفو احلامي شيئ ،  او ان امتلك سيارة تعمل بالريموت كونترول ان وصلت حاجز من الحواجز المقامة على ارجاء الوطن السليب استطيع ان اضغط بضغطة زر لاتخطى كل هذه العوائق التي تعترض حريتي في الوصول الى كل مكان ارغب به في وطني .
ورغم كوني رومانسة وحالمة الى حد كبير في حياتي الشخصية الا انني واقعية الى حد كبير في تعاملي مع قضية الوطن والاحتلال واعلم اننا بحاجة لمقاومة الاحتلال بشتى الوسائل للحصول على حريتنا وسيطرتنا على على الحدود والمعابر لضمان فضاءات حرة في التنقل .
من المؤسف اننا كلما انجزنا انجازا واحدا على الارض ، نلاحظ ان هنالك ردة الى  الخلف .
فبعد جهود حثيثة من الكثير من المبادرات الخيرة  لتخفيف أعباء  السفر والمعاناة للمواطن الفلسطيني وبعد تحقيق بعض  الانجازات على هذا الصعيد ، نفاجئ باجراءات جديدة على الجسور اصابت  المواطن الفلسطيني بالصدمة بارغامه على  مبالغ باهظة حتى يستطيع العبور الى خارج الوطن ، ووضع تصنيفات لتسهيلات بمبالغ طائلة تعززها اجراءات الاحتلال المذلة على الجسور لدفع المواطنين لاستخدام هذه الوسائل خاصة في فصل الصيف اللاهب حين تضطر بعض الاهالي لاستخدامها حماية من المرض والموت احيانا حين تتوقف الحافلات ساعات قبل وصولها ،   وسط تعليمات من الاسرائيلين للوقوف دون رحمة ، وصوت شهقات الاطفال والنساء والشيوخ الذين يغرقون في عرقهم وعدم قدرتهم على التنفس يضيع بلا صدى  ، هو قتل متعمد لكافة المسافرين فكيف يكون معبر الكرامة بهذا الاذلال ، اننا واذ نشيد بالكثير من الخطوات الهامة والسياسات التي اتخذتها دولة فلسطين لتخفيف اعباء السفر على المواطنين الا اننا نحتاج الى الكثير من الجهود والتصميم لحفظ كرامة المواطن من ان يكون سلعة رخيصة في ايدي سماسرة السفر وسماسرة المعابر وسماسرة ...
لا ضير ان تطالب دولة فلسطين باعادة تقييم اجراءات  السفر على الجسور واقتراح حلول بديلة تحفظ انسانية الشعب الفلسطيني فبعد اكثر من عشرين سنة على انشاء السلطة الوطنية الفلسطينة يجب ان  تطالب  دولة فلسطين بحق مواطنيها وحقها ان يكون هنالك مطار وميناء وبوابات عبور لدولتها دون اجراءات مذلة ودون سماسرة القهر هنا وهناك والتي تحتاج الى  جهد على الساحة الدولية لانجاز حق فلسطين في المعابر وحق المواطنين في حرية الحركة هذا الحق  الذي يستلب الاف المرات كل يوم  كما الحق ايضا  في المراقبة والمحاسبة الداخلية على اية تجاوزات يقوم بها اي مسؤول او موظف على هذا الصعيد .
ليس من الضروري التذكير بحجم المعاناة التي يواجهها الانسان الفلسطيني كل يوم ...الاخطر هو اضطرار الكثيرين لمجاراة الكثير من الاجراءات بدعوى عدم وجود حلول ... الحلول موجودة اذا توفرت ارادة سياسية صارمة لمتابعة هذا الملف الاطول والاعقد والذي لم يطرا عليه الا تطور بسيط منذ سنوات طويلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى