توصلت دراسة حديثة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بمعدل ساعتين ونصف أسبوعياً تُقلل من خطر إصابة النساء الشابات بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 25 في المائة.
تقول المُعدة المساعدة للدراسة الدكتورة إيرين هيثرون، الأستاذة المساعدة بكلية الطب بجامعة جون هوبكنز الأمريكية: "إن العادات والخيارات الصحية التي نتبناها في النصف الأول من العمر تُقرر جُزءاً كبيراً من مصيرنا الصحي في النصف الثاني منه. وقد أظهرت الدراسات المختلفة بأن ممارسة النشاطات الجسدية تترافق مع انخفاض في معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطانات والعديد من الأمراض المزمنة".
جرى نشر الدراسة في الخامس والعشرين من شهر يوليو الحالي في مجلة Circulation.
وتقول المُعدة الرئيسية للدراسة أندريا كومستيك، الأستاذة المساعدة بكلية الصحة العامة بجامعة إنديانا الأمريكية، بأن عدد الحصص الرياضية لا يؤثر أبداً، والهدف هو أن تصل المرأة إلى معدل ساعتين ونصف من التمارين الرياضية المتوسطة أسبوعياً. ويمكن أن يكون ذلك من خلال الاشتراك في نادي رياضي، أو من خلال ممارسة رياضة المشي أو ركوب الدراجة أو أي نشاط رياضي آخر.
وتعتقد كومستيك بأن الرجال أيضاً يمكن أن يحصلوا فائدة مماثلة من ممارسة هذه التمارين الرياضية، ولكن الأمر بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لتقدير عدد الساعات الأسبوعية الضرورية لذلك.
وتقول: "من الضروري للنساء اللواتي يعانين من زيادة في الوزن أو البدانة أن يمارسن نشاطات جسدية، وينبغي تشجيع الخاملات منهن على ذلك عن طريق تعداد فوائد هذا النشاط وانعكاساته الإيجابية على مظهرهنّ وصحتهنّ معاً".
قام الباحثون بجمع بيانات أكثر من 97 ألف امرأة تراوحت أعمارهن بين 27 إلى 44 سنة، كُنَّ قد شاركن في دراسة سابقة حول صحة الممرضات. وقارن الباحثون بين عدد مرات وزمن وشدة ونوع النشاط الرياضي الذي تمارسه هؤلاء النسوة، كما قاموا بمتابعتهنّ على مدى 20 سنة.
وجد الباحثون بأن 544 امرأة أصيبت بمرض قلبي في أثناء فترة المتابعة، وأن النساء اللواتي مارسن أكبر قدر من التمارين الرياضية كُنّ الأقل عُرضة للإصابة بأمراض القلب، بنسبة وصلت إلى 25 في المائة بالمقارنة مع النساء اللواتي كُن الأقل نشاطاً.
كما وجد الباحثون بأنه ليس من الضروري أن تكون التمارين قاسية لتحصيل هذه الفائدة، بل إن التمارين المتوسطة هي التي ترافقت مع التراجع الأكبر في معدل الإصابة بأمراض القلب، وأن معدل 150 دقيقة في الأسبوع (ساعتين ونصف) كان الحد الأدنى المطلوب.
من الجدير ذكره بأن الدراسة وجدت ارتباطاً بين ممارسة التمارين الرياضية من قبل النساء الشابات وانخفاض معدل إصابتهنّ بأمراض القلب، ولكنها لم تثبت ذلك من خلال علاقة سبب ونتيجة.
وتقول كومستيك بأن وزن المرأة عند البدء بممارسة التمارين الرياضية لم يؤثر على فائدتها في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب.
من جانب آخر، فإن كومستيك تعترف ببعض القصور في الدراسة، فقد كانت معظم النساء اللواتي شاركن في الدراسة من العرق الأبيض، وبالتالي فلا يمكن تعميم النتائج على أعراق بشرية أخرى، كما إن الباحثين اعتمدوا على المعلومات التي أفادت بها كل امرأة عن نفسها، وهو ما يلقي بظلال من الشك حول دقة النتائج.
تقول ميكوس: "كثيراً ما تنشغل المرأة الشابة بالعناية بغيرها، سواءً بأطفالها أو زوجها أو أبويها أو غيرهم، وبالتالي فقد تهمل العناية بنفسها. ومن جهة أخرى فإن المرأة الشابة تُشكل البوابة الصحية لعائلتها، فإذا شجعناها على ممارسة التمارين الرياضية، فإن ثأثر أثر ذلك سوف ينعكس على كامل أفراد الأسرة".