لا يعني استئصالُ الرحم عندَ المرأة نهايةَ الحياة الجنسية لديها. ولذلك، ينبغي أن تتعرَّف المرأة إلى الكيفية التي يمكن أن يؤثِّر استئصالُ الرحم من خلالها في الحياة الجنسية، والمدَّة التي يجب الانتظار فيها قبلَ استئناف ممارسة الجنس أو الجماع ثانيةً، والكيفية التي يجري فيها التعاملُ مع بعض الأشياء، كجفاف المهبل مثلاً.
عندما يجري استئصالُ الرحم للمرأة، تُنصَح بعدم ممارسة الجنس لمدَّة أربعة إلى ستَّة أسابيع تقريباً. إذا كانت المرأةُ تعتقد أنَّها لم تصبح مستعدَّة لذلك بعدَ مضي ستَّة أسابيع، فلا ينبغي أن تقلق، حيث يوجد هناك بعضُ الاختلاف في هذه المدة بين النساء. يتطلَّب الأمرُ بعضَ الوقت للتعافي من أيَّة عملية جراحية، إلاَّ أنَّه يُمكن لاستئصال الرحم أن يكونَ ذا تأثير نفسي قوي أيضاً، الأمر الذي يُمكنه أن يُؤثِّر في الكيفية التي تشعر فيها المرأة حولَ مسألة الجنس.
ومن الجدير ذكره أنَّ هناك دراسة جرت على 413 امرأة في هولندا، توصَّلت إلى أنَّ الصحَّةَ الجنسية قد تحسَّنت بعد عمليَّة استئصال الرحم، وأنَّ المشاكلَ الجنسية (مثل الألم) بعدَ الجراحة قد انخفضت إلى حدٍّ ما؛ بينما حدثت مشاكل جنسيَّة جديدة بعدَ استئصال الرحم عند النساء بنسبة 20٪. إذا واجهت المرأةُ مشاكل مع الجنس بعد العملية، فلا ينبغي أن تسكتَ على معاناتها، فهناك علاجٌ يمكنها أن تسعى إليه من خلال التحدُّث إلى الطبيب.
الشعورُ بالجاذبية الجنسية
استئصالُ الرحم هو إزالة للرحم، وأحياناً إزالة للمبيضين أو القناتين الرحميتين (البوقين) أو عنق الرحم أيضاً، حيث يجري استئصالُ العضو حسب الظروف الخاصَّة بكل امرأة، وحسب سبب استئصال الرحم لديها.
يمكن لفقدان الرحم أن يجعلَ العديدَ من النساء يشعرن بالقلق حولَ النقص بالإحساس الأنثوي لديهنَّ بعد العمليَّة، أو فقدان جاذبيتهنَّ الجنسية. هناك العديدُ من النساء يتحدَّثن أيضاً عن مشاعر الحزن أو الخسارة بعدَ استئصال الرحم. يجب تجاوزُ هذه المشاعر بنجاح؛ فقد تجد المرأة معالجات تركِّز على تعافيها، مثل تناول الطعام الصحِّي، وإجراء بعض التمارين الرياضية (يقوم الطبيب بإخبار المرأة حول حجم النشاط البدني الذي ينبغي أن تسعى لتحقيقه)، والتحدُّث إلى الزوج حول المشاعر التي تنتابها.
إذا كانت المرأةُ تجد صعوبةً في التعامل مع هذه المشاعر، عليها أن تتحدَّثَ إلى طبيبتها؛ فالمشورة تساعدها على حلِّ تلك المشاعر جميعها.
وقد يكون من المفيد أيضاً أن تقرأَ عن كيفية تجاوز النساء الأخريات اللواتي مررن بتجارب مماثلة.
الجنسُ وسنِّ اليأس
إزالةُ المبيضين ستؤدِّي إلى حدوث سنِّ اليأس (انقطاع الدورة الشهرية) مهما كان عمرُ المرأة. يمكن للتغيُّر في مستويات الهرمونات في حالة انقطاع الدورة الشهرية أن يؤثِّرَ في الحياة الجنسية لهذه المرأة.
الدافعُ الجنسي
يحدث لدى بعض النساء نقصٌ في الاهتمام بالجنس بعدَ استئصال الرحم. إذا حدث ذلك، ربَّما تعود الأمورُ كما كانت قبل العملية في الوقت المناسب بعدَ التحسُّن والتعافي من العملية. إذا أحسَّت المرأةُ وزوجها بمشكلة، عليها أن تحاولَ التحدُّث إلى زوجها حولَ ما يحدث، لكي لا تصبح الأمورَ مسألةً مكبوتة بينهما. كما يمكنها التحدُّث إلى طبيبتها لتلقِّي المشورة الطبية من الناحيتين البدنية والنفسية.
قد تزداد حالةُ نقص الدافع الجنسي سوءاً بوجود الاكتئاب، وأعراض سن اليأس، والمشاكل الزوجيَّة، والإجهاد. ولكن، غالباً ما تكون هذه المشاكلُ مؤقَّتة، ولكن إذا استمرَّت أعراضُ سنِّ اليأس أو الاكتئاب، عندئذٍ عليها مراجعة الطبيب للعلاج. قد تؤدِّي معالجةُ أعراض سنِّ اليأس إلى زيادة الدافع الجنسي لدى المرأة بشكلٍ غير مباشر، عن طريق تحسين الصحَّة العامة ومستويات الطاقة لديها.
الإحساسُ والنشوة
إنَّ استئصالَ الرحم لا يعني أنَّ المرأةَ ستفقد النشوةَ الجنسية؛ فهي لا تزال لديها الأعضاء الجنسية الحسَّاسة للغاية، مثل البظر والشُّفرين. من غير المعروف ما هو الدور الذي يمكن أن يمارسَه عنقُ الرحم في النشوة، فهناك بعضُ الخبراء الذين يجادلون بأنَّ إزالةَ عنق الرحم يمكنها أن تترك أثراً سلبياً، في حين أنَّ آخرين وجدوا أنَّ ذلك غير صحيح.
أجريت دراسةٌ مقارنة بين الطرق الجراحية المختلفة لاستئصال الرحم، فلاحظت بعض النساء وجودَ انخفاضٍ في الإحساس الجنسي لديهنَّ، وهذا يشمل انخفاضَ الإحساس بالقضيب عند الإيلاج، وجفاف المهبل، ونقص في شدَّة هزَّات الجِماع. ولكن، إذا كان لدى المرأة - قبل استئصال رحمها - تقلُّصات رحمية محسوسة في أثناء هزَّة الجماع، عندئذٍ قد تفقد تلك التقلُّصات بعد استئصال الرحم.
إذا وجدت المرأةُ أنَّ استئصالَ الرحم لديها جعل المهبلَ جافاً أكثر ممَّا كان قبل العملية، فعليها أن تجرِّبَ استعمالَ مواد مزلِّقة خاصَّة، ويمكن شراؤها من الصيدلية من دون وصفة طبِّية.
وسيقوم الطبيبُ الجرَّاح بتقديم النصائح المتعلِّقة بإجراء التمارين المخصوصة لأرضيَّة الحوض عندَ المرأة للمساعدة على الشِّفاء. كما يمكن لهذه التمارين أن تقوِّي عضلاتِ المهبل، وبذلك تساعد على تحسين الإحساس الجنسي.
وأشارت بعضُ النساء في هذه الدراسة إلى أنَّ استئصالَ الرحم قد أزال الأعراضَ التي كانت موجودةً فيما قبل الجراحة (كالنَّزف الشديد أو الألم على سبيل المثال)، وأنَّه كان لديهنَّ قدرٌ أكبر من الشعور بالعافية والسعادة.