حلم الانجاب بعد الخمسين لم يعد مستحيلاً، خاصة بعد اكتشاف العلماء وسيلة جديدة لاستعادة الطمث لدى النساء بعد انقطاعه وإعادة التبويض مرة أخرى.
الدراسة التي أجراها باحثون باليونان لم يبدأ المجتمع العلمي في تطبيقها حتى الآن، ولكن إن أظهرت نتائج إيجابية فستمنح النساء في الخمسين الفرصة في الإنجاب مرة أخرى.
كما ستقدم النتائج علاجاً لهؤلاء اللاتي يعانين من انقطاع الطمث المبكر في سن الـ35، حيث تمثل نسبتهن 1% من النساء، حيث من المعتاد أن تبدأ مقدمات مرحلة انقطاع الطمث بين 45-51.
وعلى عكس الرجال فإن لديهم القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية بصورة مستمرة حتى مع تقدم العمر، بينما تولد المرأة بكامل عدد البويضات التي تنتج شهرياً للتبويض منذ بداية الطمث في مرحلة المراهقة وحتى انقطاعه.
ولهذا السبب تقوم بعض النساء في عدد من الدول للاحتفاظ بالبويضات في بنوك خاصة بما يسمى Egg freezing ليتمكن من الإنجاب، وهو ما يمكنهن من الإنجاب حتى بعد انقطاع الطمث، إلا أن لهذا الأمر رغم نتائجه الإيجابية له أيضاً آثار جانبية.
ولكن ما تزعمه الدراسة التي أجراها فريق الباحثين بمجال الجينات، بمركز أثينا للتخصيب، أنه يمكن إعادة الطمث للمرأة باستخدام دمها.
تعتمد الدراسة على فكرة استخدام دم المرأة وعزل البلازما الغنية بالصفائح الدموية والتي تسمىPRP ، وهي الطريقة التي مازالت تثير الجدل العلمي حولها في استعادة الأنسجة مرة أخرى لعلاج الجرحى، عن طريق نمو العضلات وأنسجة العظام، وهي نفسها الوسيلة المستخدمة لإعادة الحيض لدى المرأة فوق الخمسين، حيث تسهم بنفس التأثير على النساء.
ولكن الدراسة لم توثق علمياً حتى الآن، وهو ما يجعلنا نتمهل قليلاً قبل إبداء إعجابنا بها.
من جانبه أشار روجر سترمي، الباحث بكلية هول يورك للطب، إلى أن "هذه الدراسة تفتح مجالاً للأسئلة الأخلاقية حول الحد الأقصى لسن الأمومة المناسب"، وأضاف قائلاً: "الأمر الأهم هنا ليس السن المسموح للمرأة أن تنجب طفلاً فيها ولكن الخطر الذي قد تتعرض له المرأة في هذا العمر من تسمم حمل أو التعرض للإجهاض، كما يجب اختبار الدراسة على حيوانات التجارب أولاً للتأكد من نتائجها الآمنة".
وتابع سترمي: "علينا أيضاً أن نتأكد من صلاحية البويضات في هذه المرحلة العمرية للمرأة".