الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

فلسطين في لغة الجذور

  • 1/2
  • 2/2

ورد ذكر فلسطين في المعاجم العربية مراتٍ كثيرة بما يؤكد عروبتها دون أدنى شك ، وفيها يقول ابن منظور صاحب اللسان : فِلَسْطِين: اسم موضع، وقيل: فِلَسْطُون، وقيل: فِلَسْطِين اسم كُورة بالشام. وقال ابن الأَثيرالجزري : فِلَسْطين، بكسر الفاء وفتح اللام، الكُورة المعروفة فيما بين الأُرْدُنّ وديار مصر وأُمّ بلادها ( أي عاصمتها) بيت المقدس، صانها اللّه تعالى،وفي التهذيب:نونها زائدةولذلك تقول:مررنا بفِلَسْطين وهذه فِلَسْطون. قال أَبو منصور: وإِذا نسبوا إِلى فِلَسْطين قالوا فِلَسْطِيّ؛ قال: تَقُلْه فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ ، وقال ابن هَرْمة: كَأْسٌ فِلَسْطِيَّةٌ مُعَتَّقةٌ،= = = شُجَّتْ بماءٍ من مُزْنة السَّبَل
وقال صاحب العباب الزاخر : والعربُ في إعرابها على مذَهبينَ: منهم من يقول فلَسْطين ويجْعلها بمنزلةِ ما لا ينصرفُ ويلزمها الياءَ في كل حالِ فيقول: هذه فلسْطين ورأيتُ فلسْطينَ ومررتُ بفلسطين، ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعلُ إعرابها في الحرف الذي قبل النونْ فيقول: هذه فلسطون ورأيتُ فلسطينِ ومررتُ بفلسطين، والنون في كل ذلك مفتوحة. أي يعاملها كما يعامل جمع المذكر السالم من الاعراب .
وهي كلمة روْميةّ،قال عديّ بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع (ونسب الزبيديُّ البيتين في التاج لعدي بن الرقاع الجد ، الشاعر الأموي الشهير ،وليس الحفيد ):
 فكأنَّي من ذِكْرِهــمْ خالَطتْــنـي.=.=.= من فلَسْطين جلْسُى خمْرٍ عقــاَرُ
عنّقتْ في القلالِ من بيتِ رأسٍ = = = سَنواتٍ وما ســبَتهاْ الـتـجَـــــارُ
والنّسْبةُ إليها: فلسْطي، قال الشاعر الأعْشى:
متى تُسقَ من أنْيابها بعد هجعـةٍ.=.=.= من اللْيلِ شرْباً حين ماَلتْ طلاتهاُ
تخَلْه فلسْطيـــاً إذا ذَقتَ طـعْـمــه = = = على ربذَاتِ النيّ حُمْشٍ لثاتـهــــاُ
وروى أبو عبيدة:"تقلهُ فلسْطياً"، ويرْوى:"على نيراتِ الظلْمِ".
وقال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةّ بن عامرِ بن هرْمــــــــةَ  :
كأس فلسْطيةّ معتقةُ.=.=.= شجّتْ بماءٍ من مزنةِ البلِ
ففلسطين إذن أصلها( فلسط : ف ل س ط )بدليل ما ذكره الفيروزابادي،أو( ف ل س ط ر) كما جاء في قاموس المعاني،(1) وهي إحدى أجناد الشام  كما ذكر ابن فارس في معجم
مقاييس اللغة (مادة \ ج ن د ) :
والأجناد: أجناد الشّام وهي خمسة: دمشق، وحِمْصٌ، وقِنَّسْرِينُ، والأُردُنّ، وفِلَسطين. يقال لكلِّ واحدةٍ من هذه جُنْدٌ.وما أكثر من ينتسب لفلسطين من الاعلام عبر العصور !
وجَنَدٌ: بلدٌ.  وقال الفرَّاء: الأَرض المقدَّسة الطاهرة، وهي دِمَشْق وفِلَسْطين وبعض الأُرْدُنْ  . قلت : والمقدسة المباركة التي باركها الله تعالى وبارك ما حولها فجعلها طاهرة بنفي الالحاد والوثنية والخبائث عنها وانزال الشرائع والانبياء فيها .ولذلك يقال للراهب مُقَدَّسٌ ،
والمُقَدِّس : الحَبْر ُ؛ وحكى ابن الأَعرابي: لا قَدَّسه اللَّه أَي لا بارك عليه. قال: والمُقَدَّس المُبارَك. والاراضي المقدسة التي باركها الله تعالى أيضا بالبيت العتيق والمسجد النبوي الكريم والمسماة بالحرمين الشريفين .
والأَرض المُقَدَّسة : الشام منه، ومنه ضمناً وحتماً بيت المَقْدِس وحوران وسائر فلسطين  أَيضاً ،و بيت المقدس إِمّا أَن يكون على حذف الزائد، وإِمّا أَن يكون اسماً ليس على الفِعْل كما ذهب إِليه سيبويه في المَنْكِب، وهو يُخفَّف ويُثقَّل ، والنسبة إِليه مَقْدِسِيّ مثال مَجْلِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ؛ قال امرؤ القيس متحدثا عن كلابٍ أدركتْ ثوراً وحشيّاً :
 فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا، = = = كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِي
والهاء في أَدْرَكْنَه ضميرُ الثَّور الوَحْشِيّ، والنون في أَدركنه ضمير الكلاب، أَي أَدركتِ الكلاب الثورَ فأَخذن بساقه ونَساه وشَبْرَقَتْ جلده كما شَبْرَقَ وِلْدان النَّصارى ثوبَ الرَّاهب المُقَدِّسِي، وهو الذي جاء من بيت المَقْدِس فقطَّعواثيابه تبرُّكاً بها؛والشَّبْرَقة: تقطيعُ الثوب وغيره،قلت:
ويجوز أن يُقال :  " ثوب المُقَدَّسِ " منسوبا وغير منسوب .
أما أسماء المواضع والمدن والحواضر الفلسطينية والقرى ، فحدّثْ  ولا حرج ، فما من موضع ٍ إلا ذكرهُ العرب في معاجمهم البلدانية واللغوية ، وفي هذا دليل مؤكد على عروبة فلسطين وأصالة انتمائها الى الأمة العربية بشقيها الاسلامي والنصراني ، بما يثبت أن الصفة اليهودية على فلسطين صفة طارئة غير متجذرة ، وعلى العكس فالتجذر انما هو للوجود العربي  النصراني ثم الاسلامي بعد الفتح ، والعهدة العمرية بعد الفتح تثبت ذلك ، وهي دليل التسامح والتعايش الاخلاقي والديني والحضاري بين المسلمين والنصارى .
وجاء في قاموس المعاني : كلمة فلسطين تعود لقوم اسمهم الفَـلَسْطر سكنوا أرض فلسطين منذ قديم الزمان  ومن الفلسـطر انحدر سكان فلسطين وامتزجوا بالهجرات العربية القادمة من الحجاز واليمن ، فتكوّن الشعب الفلسطيني العربي الأثيل الذي شرّدته الحضارة الاوربية الزائفة ، وأعطت أرضه الطيبة المقدسة الطاهرة المباركة الى شذاذ الآفاق ،بدعوى منح أرضٍ بلا شعب الى شعبٍ بلا وطن ، ورمت بذلك عصفورين بحجر واحد :
فيهــود شعب قذر  ووسخ  غير متحضر ، فضلا عن خبثه واتصافه بالانغلاق وعدم الثقة بأي شعب، لذلك فحيثما وُجِـد اليهودي وُجِـد القرف والخيانة والربـا وتجارة النساء والخمور والمخدرات والرشوةوكل لَـوْثَـة ومفسدة (2)،فتخلَّصتْ أوروبة منهم ومن شرورهم،وخبثهم وزَرَعَـتْهُمْ شوكةً تمنع اتحاد العرب وتواصلهم ، اذ أقامت الدولة العبرية في منطقة هامة " استراتيجية" بين شطري الامة العربية في افريقية وآسيا ، وكان لها ما أرادت . ورحم الله شيخي وأستاذي وسيدي الوالد فقد كان يربينا على ترسيخ ودعم عروبة فلسطين ، واسلام أهلها الذين ظُلِموا ، فيقول لنا : إن للرطوبة مقياساً وللحرارة مقياساُ وللرياح مقياساً وأقول لكم إن للعقيدة السليمة مقياساً وهو كراهية اليهود وملّـة الكفر ، فإذا كانت كراهيتهم أكيدة ومتزايدة في نفسك ،فاعلم أن عقيدتك صحيحة ، وإن تراجعت الكراهية فاعلم أن عقيدتك مهزوزة ، بل في خـطـر،وما عليك إلا أن تراجع حساباتك وتصحح مسارك ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
=================(1)ـ يرى باحث فلسطيني معاصر خطل هذا، ويقول : الفلسطينيون القدماء لم يسموا أنفسهم باسم (الفلست، الفلسط) مطلقاً، لقد كان هذا اسماً أطلقه عليهم الآخرون، وخاصة المصريون القدماء الذين كانوا جيرانهم الجغرافيين ، وهم الذين وردت هذه التسمية أيضاً لديهم في نقوشهم، وهو حاصل جمع اسم اله قبيلة طيء المركزي (فلس) مع اسم القبيلة (طيء): فلسطيء. والاسم بذلك يعني طيء التي تتعبد الفلس، أي أن القبيلة رُبطت بإلهها. أما هم فقد سموا أنفسهم (طيايه= طجايه)، وهو جمع لـ (طي) لا غير، أي الطائيون بالعربية .
مما يعني أن الفلسطينيون القدماء هم الشعب القديم جداً (طيايه)، الذي تحول إلى قبيلة عربية قبل الإسلام، والذي كان مقره الأساسي في جبلي اجأ وسلمى في هضبة نجد، لكنه كان شعبا عظيما ممعنا في الغزو كانت فروع منه قد انتشرت بين فلسطين والعراق قبل الميلاد.( رَ: نخلة طيء،وكشف لغز الفلسطينيين القدماء) ..
(2)ـــ أدعو القارئ الكريم الى قراءة ما كتبه " أدولف هتلـر" في كتابه العظيم "كفاحي " وكيف صوّر قذارة اليهود ، كذلك ما كتبه " شكسبير" في رواية " تاجر البندقية" مصوّرا جشع اليهود وخسّتهم ونذالتهم في التعامل مع الشغعوب ، وهما كتابان كانا مُقَرّرَيْن في مناهج التعليم العربي ، وتم حذفهما لإرضاء المشاعر اليهودية ، واستجداء حبهم ، وهو أمر مستحيل ، فاليهود  لا يثقون بأحد ولا بأنفسهم ، وأتحدى واحدا يسوق لي مثالاً عبر التاريخ كله ، عن يهوديّ ما ( أي يهودي \ في أي مكان وزمان ) وفَّـى بعهدٍ أو وعد أو ميثاق !!!
وستبقى فلسطين في القلب رغم المتآمرين والموتورين، وسنحررها باذنه تعالى ولو طال المدى ...

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى