المنبوذون..القذرون..هذه فقط بعض الكلمات التي غالباً ما يسمعها أفراد طبقة "الداليت" الهندية، إذ تستمر الممارسات الاجتماعية الظالمة تحت إطار "النظام الطبقي" التقليدي في الهند، حتى يومنا الحالي.
ويعتبر أفراد طبقة "الداليت" من الأدنى بين الطبقات الاجتماعية في البلاد، إذ غالباً ما تنبذهم الطبقات العليا عن المجتمع، وتتعرض لهم سواء كان ذلك بالأذى أو الاغتصاب أو عدم احترام حقوقهم الإنسانية.
وينص أحدث تعداد للبلاد منذ العام 2011، أن أكثر من 16 بالمائة من سكان الهند هم من طبقة الداليت، أي حوالي 200 مليون شخص.
كما يظهر مكتب سجلات الجريمة الوطنية في الهند، أن أكثر من أربع نساء من طبقة الداليت يتعرضن للاغتصاب يومياً في الهند. وتشير الإحصاءات إلى أن الجرائم ضد أفراد طبقة الداليت قد ارتفعت بنسبة 19 بالمائة، بينما غالبية مرتكبي هذه الجرائم هم من الطبقات الاجتماعية العليا.
وانتشرت في الأسبوع الماضي أخبار عن تعرض امرأة من طبقة الداليت، لاغتصاب جماعي من مجموعة شباب في ولاية هاريانا، ليظهر لاحقاً أن بعض الذين اعتدوا عليها هم نفسهم المتهمين باغتصابها منذ ثلاث سنوات.
وقد استطاعت CNN الوصول إلى قرية قريبة من مكان وقوع الحادث المزعوم، للتحدث إلى نساء من طبقة الداليت، وإعطائهن الفرصة للتحدث عن حياتهن اليومية في ظل قساوة النظام الطبقي الذي ما زال قائماً في الهند.
راجبالا، 28 عاماً
تقول راجبالا: "يا ليتني لم أولد كامرأة من طبقة الداليت. نحن أسهل الأهداف لأي نوع من الاعتداء الجسدي أو الجنسي في مجتمعنا."
ريخا ديفي، 33 عاماً
تقول ريخا: "لا يسمح لنا بدخول منازل أفراد الطبقات العليا. نحن منبوذون. حتى أنهم عندما يقدمون لنا الماء لنشربه، يضعونه في كفوف أيدينا لتجنب أي اتصال جسدي مباشر."
ميرا ديفي، 26 عاماً
تقول ميرا: "الذكور الذين ينتمون إلى الطبقات العليا يطلقون علينا أسماء مسيئة ومهينة. أتمنى لو بوسعي تغيير هذه العادة. نحن لا نريد أن نعمل تحت رحمة الطبقات العليا ونتنازل عن كرامتنا، ولكننا فقراء. ما هي خياراتنا الأخرى؟"
جيوتي، 24 عاماً
تقول جيوتي: "هل سمعتم سابقاً عن فتيات من الطبقة العليا يغتصبن في مجتمعنا؟ نحن فقراء وضعفاء، ولهذا يغتصب رجال الطبقات العليا فتياتنا. ولا يحاسبوا أو يحاكموا لأن لديهم المال والسلطة."
سيما، 25 عاماً
تقول سيما: "رجال الطبقة العليا يسخرون منا، ويعتقدون أن حياتنا ليست مهمة لأننا فتيات من أسر فقيرة. كما أنهم ينظرون إلينا بعين الشهوة دائماً."
كافيتا، 25 عاماً
تقول كافيتا: "أنا مريضة بداء السل، ولأنني من الداليت، لا يقترب الطبيب مني أبداً. ولكن عندما يأتي مريض آخر من طبقة عالية، فلا يتردد الطبيب بالاقتراب منه وفحصه عن قرب."
خاجاني ديفي، 60 عاماً
تقول خاجاني: "جميعنا نتساوى بالبشرية، ولكن المجتمعات هي التي تفرقنا. رجال الطبقات العليا دائماً يفعلون ما يريدون لأنهم يعلمون أننا لا نستطيع إيقافهم."
بيملا ديفي، 40 عاماً
تقول بيملا: "لا نستطيع إرسال فتياتنا دون مرافق إلى الحقول، أو لجلب الماء، أو حتى لدخول المدرسة، إذ أن رجال الطبقات العليا غالباً ما ينظرون إليهم نظرات شهوة."