إذا بحثت عن أمل علم الدين عبر مُحرك البحث الشهير جوجل، فستجد نتائج الصفحتين الأوليين تتعلق بحسّها الفني فيما يتعلق بالأزياء، في حين لا يخفى أبداً أن الأكثر إثارة للإعجاب هو تفانيها في الدفاع عن حقوق الإنسان وإعلاء شأنها على الساحة العالمية.
فأمل علم الدين (أمل كلوني)، التي تخرجت من جامعة أوكسفورد، وكلية الحقوق بجامعة نيويورك، وتحمل الجنسية اللبنانية والبريطانية، تتحدّث ثلاث لغات بطلاقة؛ وهي الإنجليزية، الفرنسية، والعربية. بحسب ما نشره موقع Global Citizen.
وُلِدت أمل في بيروت، وفرّت عائلتها إلى لندن بإنجلترا، هرباً من الحرب الأهلية عندما كانت تبلغ من العمر عامين فقط، وهي محامية متخصصة في القانون الدولي العام، والقانون الجنائي الدولي، وحقوق الإنسان. وتعني تلك التخصصات أن كلوني غالباً ما تشتغل بالقضايا البارزة في المحاكم الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية (ICC) .
وسابقاً، قامت أمل علم الدين بتمثيل رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة، يوليا تيموشينكو، أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن احتجازها لدوافع سياسية في أوكرانيا، فضلاً عن تمثيلها لمحمد فهمي، وهو صحفي من قناة الجزيرة الإنجليزية تم احتجازه في مصر بعد محاكمة غير عادلة، وكان تمثيلها لجوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، في إجراءات تسليمه أحد أشهر قضاياها.
وكانت أمل كذلك مُستشارة لكبار السياسيين مثل كوفي عنان، وملك البحرين. وقد أذاعت مُؤخراً خبر موافقتها على تولّي الدفاع عن نادية مراد، وهي امرأة يزيدية تم استعبادها من قِبل تنظيم الدولة (داعش) لعدّة أشهر، ومنذ هربها؛ صارت نادية تعمل دون كلل في محاولة الدفاع عن النساء المتضررات من التنظيم وتحريرهن، فضلاً عن التصدّي للإبادة الجماعية اللاحقة باليزيديين.
"كيف يمكن أن تُنفَّذ أخطر الجرائم التي عرفتها البشرية نصب أعيننا ولكنها لا تمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي؟"، كان ذلك هو تساؤل أمل في بيان شرحت فيه قرارها بتمثيل نادية مراد نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وكان سعي أمل كولوني للعدالة جلياً طوال حياتها المهنية. وتمثل أمل كذلك مؤسسة يازدا غير الربحية، المُختصة بمساعدة اليزيديين. تقول أمل "لقد حان الوقت أن نرى قادة تنظيم الدولة الإسلامية في قفص الاتهام في لاهاي، ويشرفني أنني تلقيت طلباً بتمثيل نادية والطائفة اليزيدية في سعيهم للمساءلة القانونية".
والسيرة الذاتية البارعة لأمل كولوني قد تجعل من الصعب التصديق بأنها مجرد إنسانة كالبقية. ففي الختام، ما يجعلها اسثنائية هو تفانيها الذي لا يتزعزع في الدفاع عن حقوق الإنسان، فتُعد أمل نموذجاً للفتيات والنساء في كل مكان، وفي حين أن المرأة تمثل 34% فحسب من المحامين بالولايات المتحدة، يُعد من المُلهم رؤية عمل أمل كولوني الدؤوب.
فلننسَ إذاً نجمات موسيقى البوب. أمل كولوني بالتأكيد هي القدوة المثالية لجميع الفتيات.