كانت رائعة الجمال ذائعة الصيت بأخلاقها العالية وأناقة تصرفاتها مع أهل قريتها إنها هدى طبيبة القرية الوحيدة (جرت أحداث القصة في سوريا حوران عام 1979)دكتورة هدى أو فتاة الزعفران هكذا يطلق عليها أهل قريتها ذاك أنها كانت تحب الأزاهير كثيراً وبالأخص التي يستفاد منها طبياً لذلك كانت تسعى أن يكون في كل بيت من بيوتات قريتها حديقة منزل فيها نباتات طبية (كالميرامية والمليسة والزعفران وغيرها (أنها الدكتورة هدى التي كانت محبوبة من قبل الجميع في القرية ذاك وهي تتميز بأنها كانت لا تدخر جهدا في تخفيف آلامهم ومعاناتهم بل كانت تمنحهم الدواء مجاناً لذلك أصبحت فتاة الزعفران السيدة الأولى ليس في قريتها فحسب بل في المنطقة بأسرها .
ذلك أنها عاشت لغيرها وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخلق عيال الله واحبهم إلى الله أنفعهم لعياله )كانت فتاة الزعفران حريصة على نشر ثقافة الطب الوقائي في منطقتها ونجحت في ذلك نجاحا ملحوظاً في معالجة الجميع بالأعشاب الطبيعية التي تنمو وحده في أرض القرية وكانت محطة فخر وعزة بين أهلها لا سيما بعدما حصلت على جائزة وزارة الصحة عام 1979/كانت طبيبة تحمل معاني إنسانية سامية جداً. لكن سبحان الله في هذه الدنيا المتغيرة الفرحة والسعادة لا تكتمل أبدا.
فذات يوم والدكتورة هدى حينها كانت عائدة من معاينة إحدى المريضات في بلدتها في وقت متأخر من الليل تعرضت لحادث سير أودى بحياتها على الفور لتصبح فتاة الزعفران ذكرى جميلة لكل المرضى الذين تعاملوا معها وجميع الفقراء والمساكين من أهل بلدتها ونموذجا يحتذى به في التفاني من أجل الصالح العام. إنها حقيقة فتاة بأمة. رحمها الله رحمة واسعة.