ونحن على اعتاب الاستعداد الحثيث لاجراء الانتخابات البلدية ، اشعر بمسؤولية لاشراك الكثير من الطامحين والمقبلين على الخوض في هذه التجربة بتجربتي الشخصية في هذا المجال لتشجيع الكثير من المترددين لخوض هذه التجربة وخاصة من النساء الفلسطينيات اللواتي نتعتز يقدراتهن التي يجب ان تترجم الى مشاركة فاعلة في مسيرة البناء والتنمية والمسؤولية الكبيرة التي تقع على اي مرشح لخدمة المواطنين والنهوض باوضاع الهيئات المحلية .
كان الترشح لمجلس بلدي من الطموحات الشخصية التي سعيت لتحقيقها وكنت وما زلت احلم ان أكون عضوا في أمانة القدس بعد تحريرها من نير الاحتلال .
وكنت وما زلت انظر للعمل البلدي الالتصاق الحقيقي مع المواطنين وقضاياهم الحياتية والاندماج بالعمل الجماهيري. سعيت لتحقيق هذا الحلم من خلال ابراز رغبتي الشخصية للمشاركة في مجلس بلدي منتخب فحظيت بشرف ترشيحي من قبل حركة فتح وايضا ترشيحي من قبل جمعية اللد الخيرية كممثلة لاهالي اللد وتجمعهم السكاني في مدينة البيرة .
كانت خطوتي اللاحقة كيفية تجسيد حلمي للارتقاء بعملي البلدية ضمن رؤيتي الشخصية بالتاكيد ان العمل البلدي ليس فقط بناء وترخيص وفتح شوارع وترخيص مهن وصناعات ومتابعة خروقات وتعديات على اهميتها ، انما ايضا الالتفات الى دور المواطن كشريك اساسي في تنفيذ مشاريع وخطط البلدية المختلفة والالتفات الى الاهتمام بقطاع المراة والشباب والطفولة ، كنت عضو في مجلس بلدي تحكمه تيارات سياسية متعددة على راسها حركة حماس وفتح واليسار ، ودعوني اعترف ان هذا المجلس ضم افضل ممثلين عن التيارات السياسية المتعددة ، الا انه غرق لبعض الوقت في الخلافات التي اضعفت العمل البلدي في حينه .
على الرغم مما ذكر لقد تراست خلال عضويتي في المجلس البلدي لجنتين مهمتين اللجنة الثقافية ولجنة الكهرباء وقد كنت اول سيدة تدخل عضوية مجلس الادارة في عضوية مجلس ادارة شركة كهرباء القدس الذي كان حكرا على الرجال في المجلس وامتياز لا يحظى به الا الرجال .
على مدى ست سنوات قدمت وكرست وزملاءي في المجلس البلدي وقتا طويلا للاستماع الى هموم المواطنين وتلبية احتياجاتهم ومشاركتهم لنا في ادارة شؤون البلدية عبر اللقاءات المفتوحة مع المواطنين وعبر اطلاعهم ومشاركتهم لمشاريع حيوية ترغب البلدية في تنفيذها .كما كرسنا وقتا طويلا للاستماع لمطالب العاملين في البلدية الذين نكن لهم كل تقدير واحترام ،ان من اهم اولوياتي كانت ايضا تعزيز مشاركة المراة في انشطة البلدية حيث شاركت العاملات في البلدية في تنظيم الفعاليات الهامة والمشاركة في الوفود الخارجية . خلال عضويتي في المجلس كنا اربع عضوات من داخل المجلس البلدي ، تربطنا علاقات الاحترام والتعاون بغض النظر عن اننا انتخبنا من قوائم متعددة الهوية السياسية .
مثلت البلدية في اكثر من اجتماع رسمي ومشاركات خارجية وكنت احمل رسالة اهل البيرة ومدينتهم التي يحبونها حلمهم بالانعتاق من الاحتلال ومن مستوطنات ثلاث تلتهم اراض البيرة ، تسبب مشكلة بيئية حيث المياه العادمة التي تنحدر من المستوطنات المقامة على اراضي البيرة تشوه خصب المدينة وثروتها الزراعية ، اعتداءات المستوطنين المتكررة والاستيلاء على اراضي البيرة التي تحول دون امكانية التخلص من النفايات الصلبة التي تسسبب تهديديا بيئيا لاهالي المدينة وقدرتها على توسيع مخططها الهيكلي ، وقد كان لنا حراكا واسعا خلال وجودي في البلدية لتقديم دعاوي والمشاركة في لجان حيوية وحملات اعلامية ضد اجراءات الاحتلال لاغلاق مكب النفايات في مدينة البيرة .
عملت على تكريس رؤيتي بتشغيل لافتات ضوئية في المدينة للترويج لانشطة وسياسات البلدية والتحذير من اية اعاقات على الطرق واقامة الملاعب والساحات الرياضية للاطفال والشباب ، كما طالبت بزيادة الحدائق والمناطق الخضراء خاصة مع الثورة العمرانية التي التهمت الكثير من البقع الخضراء في المدينة .
ست سنوات من العمل المضني قضيتها في مجلس بلدي البيرة كانت من اهم السنوات في حياتي التي قدمت وعملت فيها بالمجال الذي احببت .