الكثير من النساء تفشل في العلاقة الزوجية نتيجة الى سوء الاختيار الذي يحدد مصير حياتها الى الهلاك العاطفي والنفسي , ومما يجعلها تقف امام العادات والتقاليد والعرف السائد في المجتمع وكأنها شبه عارية في ما فعلته ,عذرا لم ارى وصفا يصف ذلك الموقف سوى العري , عندما تزف المرأة الى الزوج هي لم تزف الى لحظات او بضع أيام وأشهر أنما تصبح الحياة دائمة وثابته الى نهاية حتى يحين وقت الموت .
ولكن الكثير من الحالات التي يشهدها المجتمع الاردني أن الزواج يصبح بالإكراه أو أن تتخذ المرأة قرار الزوج لتخلص من مسمى العنوسة , والقليل جدا من الفتيات ما تتخذ القرار صائب لاختيار الزوج الحقيقي , رغم كل هذه العثرات النتيجة واحدة وهي الدمار وهو ما يسمى الطلاق .
ينكر المجتمع فكرة الانفصال لأنه يرى الطلاق وكأنه عار للمرأة , ومن هنا تبدأ معاناة المرأة من أهلها و الاقارب والمجتمع لتجعلها متمردة بأفعالها الا ما رحم ربي .
الموضوع لا يقصر على مسمى الطلاق او المرأة أنما على ما بعد الطلاق !!
بعد خوض المرأة معركة الطلاق وتشتتها في المحاكم و موقفها الصعب الذي لا يصف ما تشعر به الا ان تنتهي حياتها وتلغى حياتها في نظر المجتمع وفي بيت أبيها لتعود له وكأنها مجردة من الاحاسيس والمشاعر , وتبدأ المعاناة وبعد ما ترى هذه الانثى ان الجميع اجمع على تهميش مشاعرها والغاء كيانها تبدأ ان تبحث عن مصداقية المشاعر وعن البشر الحقيقيون الذين يقدسون المشاعر والانسانية والرحمة , هي تبحث عن الحب والتقدير ولكن لا تعلم انها اصبحت فريسة يفترس بها في الوقت المناسب , نعم هذا ما تعانيه المرأة بعد الطلاق الا ما رحم ربي , اصبحت القضية مفصلية لماذا المرأة تبحث عن رجل ما بعد الطلاق ؟ لان السبب واضح جدا وشديد الوضوح لأنها ترى ان الرجل الحقيقي لا يموت الذي يقف امام المجتمع ليخلصها من اعدام المشاعر والغاء وجودها لتختبئ بين ذراعيه …
الكثير من الناس يرى ان المرأة مجردة من الاحاسيس عندما ترتكب الاخطاء وما يسميه الدين (الفاحشة) , عذرا هي تحمل المشاعر اكثر من المرأة السوية لان الفرق بين المرأة ضائعة عاطفيا و ناضجة عاطفيا هو كيف تصبح قوية .
تبدأ المرأة ان تقيم علاقات غير شرعية تعبيرا عن لغات و مفاهيم لا يعلم بها سواها , مما يجعلها ترى انها محررة وتبلد يحاصر كيانها .
من هو المسؤول عن هذا الضياع ؟؟
المجتمع الذي ربى الرجل على التعنيف و التكبر بمفهوم الذكورة والتنشئة الفعلية لتعنيف الانوثة في حياة الرجل , الاهل هم المسؤولين في المرتبة الثانية لانهم يدفعون في نفس الانثى بأنها جزء من المجتمع المستضعف وينسى الجميع القاعدة الطبيعية للمرأة بأنها عندما تصبح مكسورة مهمشة تصبح اكثر قوتا وتمردا .
لا ننسى الفطرة الطبيعية في عاطفة المرأة في حاجتها الى العاطفة والتقدير لكونها تحتاج الى الماء والهواء .. ولكن الأنانية التي ينزف بها المجتمع و التطرف العاطفي يجعل المجتمع أكثر عدوانية تجاه المرأة ويجعلها تسلك مسلكيات خاطئة ومبرحة ف حق كرامتها وكيانها .
لو كان الرفق بالمرأة المطلقة كما يرفقون بالأطفال لأصبحت ظاهرة التمرد الاخلاقي والاجتماعي عند المرأة المطلقة ملغاه تماما من حياة المجتمع الاردني , نرى الكثير من المخالفات الاخلاقية من النساء المطلقات تعبيرا عن ضغط نفسي وعاطفي من المجتمع والاهل , الرفق واجب على كل من يحمل انسانيته بين ذراعيه وكل من يحمل مبادئه واخلاقه ودينه ان لا نمسك بيد المرأة الى الهلاك وان لا تستغل على حساب اخطائها ,الاصلاح يبدأ من اتخاذ قرار الرأفة والمحبة والرفق .
المرأة المطلقة مسؤوليتنا جميعا …..