قبل فترة التقيت صديقة قديمة، أتذكر أنها كانت شغوفة بالعمل الحُر، ولديها فكرة جميلة لمشروع اجتماعي، عندما التقيتها عرفت أنها توقفت عن إتمام فكرتها، فسألتها عن السبب فقالت «الناس سيقولون عني كذا وكذا». لم أستغرب كلامها، فقد مرت بي العديد من المواقف المماثلة، لكن السؤال هنا هل ما قالته هذه الصديقة صحيحاً؟ أن أفكر بما سيقوله الناس عني قبل كل شيء أعمله، أو أتوقف عن الإبداع والعمل بسبب الخوف من رأي الأشخاص الآخرين؟
في الحقيقة، ليست كل آراء الناس صحيحة، إن التميز هو أن تقوم بشيء مختلف، لكن مع الأسف معظمنا إذا رأى شخصاً يقوم بشيء مختلف عن البقية يبدأ بالضحك عليه مع عدم إدراكه بأنه قد يحطم موهبة أو ينهي مشروعاً قد يكون له صيت كبير في المستقبل.
أستحضر، مثالاً، قصة المخترع الشهير توماس أديسون، ففي صغره تم طرده من المدرسة، لأنه مجرد طفل غبي، بل متخلّف عقلياً.
لكن ذلك الطفل لا يزال لديه فضل كبير على البشرية باختراعه المصباح، رغم عدم نجاح مئات التجارب، إلا أنه في النهاية وصل إلى مبتغاه.
ولم يسمّ تلك التجارب «تجارب فاشلة»، بل أسماها «تجارب لم تنجح» إن توماس لم يحبط، ويتوقف عن التعلم بعد أن طرد من المدرسة، بل تعلم في منزله وأكمل طريقه.
يجب علينا جميعاً أن نتسلح بالثقة بالنفس، وكل من هو مقبل على مشروع أو عمل، عليه أن يبدأ بالعمل من دون أن ينظر إلى الخلف أو أن يتردد أو أن يعير كلام الناس اهتماماً.