في خضم بحر الحياة المتلاطمة الأمواج لدى كل منا محطات مفصلية هامة لا بد من التوقف عندها واستثمار المفيد منها وأخذ الدروس والعبر من الصادم منها .
والناس عادة في التعامل مع بعض محطات الحياة ليسوا سواء فمنهم من يستهتر بالفرص وينهار عند الأزمات ومنهم من يسعى ليستثمر الفرص لكنه لا يحسن ذلك لنقص الخبرة أو لعدم وجود الإمكانيات الكافية ومنهم من يسعى ليستثمر أدنى فرصة لينطلق في الحياة من المحطة التي هو فيها إلى مكان آخر نافع ومفيد . أحبابنا إن مما يساعد في استثمار الفرص والصبر عند المحن ركن من أركان الإيمان لدينا نحن المسلمين يسمى (الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى )هو دواء من أكبر ما يمكن أن يشفي كل جراحات الإنسان وهو حافز للانطلاق لكل إنسان صاحب طموح.
والأمثلة متعددة وكثيرة لأناس من المسلمين سقطوا وصلوا إلى النهاية ثم انطلقوا ونهضوا وهبوا من جديد حتى أحيا الله بهم أناسا كثيرين جدا على يديهم
وأذكر هنا في هذا المقام على سبيل المثال الشيخ الداعية المعروف /عبد الله با نعمة /كان شابا منعما ثريا قويا عفيا لكن حياته لا يعرف منها سوى اللهو واللعب ذات يوم وقع على ظهره في مسبح كان يلهو ويمرح فيه مع أصحابه فانكسر عموده الفقري ليدخل في غيبوبة طويلة وما استيقظ منها إلا وهو جامد الأطراف مشلولا بشكل كامل لا يتحرك سوى رأسه ولسانه لكنه أستيقظ أيضا متيقظا في قلبا واعيا في العقل. فأصبح وهو على كرسيه المتحرك الذي يستحيل عليه تحريكه بمفرده إذ لا بد أن يحركه له أحدهم ،فجأة أصبح من أكبر الدعاة إلى الله تعالى يسهم في إيقاظ العقول والقلوب الغافلة للعمل ومعرفة حقيقة الوجود وسبب الخلف والتفكر في إبداع الله وصنعه المعجزات .
أحبتي فلنعمل جميعا بطموح واع لا يعرف الكلل ولا الملل و بقاعدة (عدم القنوط من كثرة من رحمة الله في المحن مع استثمار أدنى الفرص في طلب الرحمة والدعاء إلى الله ).