أستوقفني موقفاً دار بين هيلاري وبيل كلينتون عندما كانا في محطة البنزين وفجأة بعدما تفقدت هيلاري ملامح العامل ترجلت السيارة مسرعة لتلقي عليه السلام وقد تبادلت معه التحيات والأخبار مما أثار فضول زوجها وسألها بدون تردد:من يكون هذا العامل الذي سعدتي لرؤيته ؟ فأجابته : كانت تربطني علاقة مع هذا الرجل بأيام الجامعة ! فرد عليها ساخراً: لو أكملت علاقتك معه لإنتهى بك المطاف زوجة لعامل محطة ! فأجابته بذكاء وسرعة بديهه قائلة : بل لأصبح هو رئيساً للولايات المتحدة ، رد هيلاري لفت نظري وعكس ثقة أنثوية بالنفس وكان جوابها الذكي والفريد من نوعه يعيد على الأذهان السؤال الذي يراود أي شخص ، كيف أرفع ثقتي بنفسي؟
فأذا كانت الثقة بالنفس كعباً عاليا فأرتديه وان كنت على سبيل المثال تطمح بمنصب وزير او حتى الحصول على لقب أفضل لاعب فأبدأ بمتابعة أخبار الوزراء وسيرهم الذاتية ولا تتردد بشراء أحذية الرياضين الى أن تتعايش مع حلمك وتزيد ثقتك بنفسك بإستطاعتك لبلوغ هدفك ، ولابد أن تحط نفسك بمجموعة أشخاص يؤمنون بك لأنك ستتأثر طاقتك وثقتك بنفسك اذا كان من حولك مجموعة من مدمني السلبية والإنتقاد ، صحيح ان الثقة تبدأ من الداخل لكنها بلاشك تتأثر بالخارج ، لذلك نظف دائرتك الصغيرة واحرص على إحاطتك بمجموعة إيجابية ومحفزة تصفق لك وتدعم نجاحك ولا يكون هدفك إرضاء الأخرين بل اجعل هدفك الأول إرضاء الله ومن ثم ذاتك.
دائماً يسيطر التوتر لمن هو داخلاً لمقابلة عمل او من هو ذاهباً لألقاء كلمة أمام جمهور غفير رغم خبرته الواسعة في مجاله المهني ، لكن ارتباكه قد يجلسه متوتراً وتقل ثقته بالقدرة للنجاح ، لذلك قبل خوضك لأي منها أقرأ سيرتك الذاتية ومر على الشهادات والتجارب التي خضتها فأن هذه الحيلة النفسية سوف تخدع دماغك ليؤمن بأنك كما نجحت حينها سوف تنجح الأن ايضاً ، ولا سيما النجاحات الصغيرة فأن حجم الانجازات ليس بالضروري قياسها من خلال حل مسألة دولية او حمل حقيبة وزارة ما ، بل هناك مسرات صغيرة كأنهاء كتاب او اخفاض وزن او اسعاد شخص ما ، دونها في جوالك ومر عليها بين الحين والاخر فهذه الانجازات من الواجب الاحتفاء بها مهما كانت تافهه لدى البعض لأنها قد تزودك بالثقة بقدراتك.
وأخيراً وليس آخراً ، اذا سبق لك الجلوس مع قارئ جيد غالباً ماستندهش من طلاقة لسانه وثراء ثقافته وغنى مخزونه اللغوي وبذلك قال سقراط (تكلم حتى أراك) ، فأنك ستجد الثقة بيت صفحات الكتب والقارئ الجيد تصعب هزيمته لأن القراءة تقوي اللغة وتفتح آفاق جديدة من الأفكار التي ممكن ان تتحول الى انجازات وتعطي انطباع ممتاز لدى الأخرين ، تلك خمس وصايا مهمة كفيلة لتزيد ثقة المرء بنفسه وتعزز صورة نمطية معينه تنبع من أعماقك تؤمن بحلمك وتبلغك هدفك السامي.