الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

عطاء ورجاء

  • 1/2
  • 2/2

الكاتب الصحفي: محمد شباط أبو الطيب - سوريا - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

سارت ليلا بين أشجار النخيل في البستان المجاور للفيلا. كانت تروح وتجيء وتروح وتجيء عدة مرات تنظر إلى النجوم تارة وتتأمل القمر أخرى وهكذا أمضت رجاء ليلتها قلقة حائرة.
فجأة رن جرس هاتفها الجوال  (السلام عليكم. ها أخبرني كيف أصبحت. هل وصلت إلى مبتغاك. هل واجهتك المشاكل. .. ؟؟؟؟)(على رسلك تمهلي قليلاً اتركي لي مجالا لأ تكلم. أجابها. أحمد أخوها ) هيا هيا تكلم :قالت رجاء.
إطمئني لا تقلقي الأمور بخير أجاب أهدئي ليس هناك ما يقلق .
في صباح اليوم التالي حوالى التاسعة. كانت رجاء تحتسي القهوة بجانب النافورة مع أمها وأبيها. وتكلموا في هذه الأثناء حول موضوع سفر أحمد دوافع السفر ،سلبياته وايجابياته. لقد سافر أحمد عبر البحر وفي ذلك الخطر الكبير فقد ابتلع هذا البحر أجساد الكثيرين التهمهم دون رحمة لم يميز بين صغير أو كبير ذكر أو أنثى. يا له من وحش كاسر ابتلع والتهم أجسادهم بدم بارد بارد. رغم ذلك فإن أمواج المهاجرين لا زالت تهدر وتتزايد هربا من الموت الذي تعددت أسبابه في بلادهم. (وحوش بشرية. فقر. حصار. )لقد هرب هؤلاء من الموت ليكون البحر قبرا جماعيا كبيرا لهم جميعاً قبر لا يستطيع ذوي الأموات زيارتهم فيه فهو قبر ليس له معالم واضحة .من الموت إلى الموت هكذا فر هؤلاء فقط تغيرت عليهم الطريقة. حتى أصبح الأمر كلعبة يتسلى بالتفرج عليها كبار القوم. كبرنامج الحصن الترفيهي في اليابان. الأكثر يغرقون في البحر والقليل القليل هم الذين يصلون إلى بر الأمان .وبينما هم كذلك إذا بهم يسمعون نبأ غرق القارب الذي أقل أحمد ونجاة أحمد بأعجوبة. وهو الآن بين أفراد عائلته إذ قرر إلغاء فكرة الموت عن طريق البحر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى