وراء كل امرأة عظيمة ومثابرة، رجل يقدر طموحاتها وتضحياتها ويسعى دائماً إلى تحفيزها للإبداع، ومعاذ هواري قرر مكافأة زوجته ندينا مهمدوفيتش عبر تحقيق حلمها بمشروع ترفيهي ومعرفي نوعي يبقيها قريبة من أطفالها، بتكلفة بلغت 3 ملايين درهم، لاسيما أنها انقطعت عن وظيفتها لنحو 4 سنوات، بسبب رغبتها بالتفرغ الكامل لتربية طفليها والعناية بهما، رافضة مبدأ الاعتماد على المربيات، علماً أنها كانت شغوفة بعملها في مجال المحاسبة والتمويل.
زوجة محظوظة
تقول الزوجة المحظوظة ندينا مهمدوفيتش لـ«البيان»: عمل المرأة يمحنها شعوراً بالتجدد والحيوية والنشاط، ولكن كان علي الاختيار بين وظيفتي التي أعشق وبين الاهتمام بأبنائي والعناية بهم بنفسي وتأدية واجبي كأم على أكمل وجه، وبالطبع لم أتردد بالتضحية بشغفي بالعمل أو حتى أفكر مرتين بأن التفرغ للعناية بطفلي سيجعلني أغير إيقاع حياتي اليومي الذي اعتدت عليه لسنوات طويلة، وببساطة تحولت من امرأة عاملة إلى ربة بيت.
شرارة الحلم
وتابعت: السنوات الخمس الأولى من عمر الأطفال هي الأهم في حياتهم، لأنها مرحلة التأسيس والبناء وفيها يكون الطفل في أمس الحاجة لوجود أمه لا المربية أو الخادمة، وكأي أم تحب تطوير مهارات أطفالها في سن مبكر، لاحظت أن غالبية المراكز الترفيهية الخاصة بالصغار، تركز على اللعب فقط، وتهمل الجوانب الفكرية والثقافية والفنية والإبداعية للأطفال كما إنها لا تعير خيال الطفل أي أهمية، علاوة على أنني كأم لا أشعر باطمئنان حينما أترك أطفالي لوحدهم لساعات في منطقة ألعاب ريثما أتسوق على سبيل المثال، ومن هنا انطلقت شرارة الحلم وبدأت أفكر بمشروع يمكنني من العودة إلى العمل ويبقني قريبة من أطفالي بالوقت ذاته، ولكن التكلفة كانت باهظة جداً.
«كيدز زون»
وأضافت: فكرت في إنشاء «كيدز زون» وهو عبارة مركز صديق للبيئة يوفر معايير الأمن والسلامة، وأجواء مريحة للأمهات والأطفال، ويجمع بين الترفيه والمعرفة والموسيقى في آن واحد، ويستقبل الأطفال من عمر 6 أشهر ولغاية 12 عاماً، وينقسم إلى عدة أركان وجميعها تؤمن للطفل نشاطاً بديناً ورياضة فكرية وتمارين ذهنية وتشجعه على إبراز مواهبه الفنية، كما يتضمن مكتبة وقاعة استثنائية للقراءة على شكل خلايا نحل بالجدار، حيث اخترت بعناية قصصاً وكتباً باللغتين بالعربية والإنجليزية، إضافة إلى ركن الخيال، الذي يوفر أزياء تنكرية بمقاسات متعددة، وركن البناء والتركيب، وركن الحرف اليدوية، حيث يتعلم الطفل صناعة الإكسسوارات والأقنعة وإطارات الصور وبطاقات المعايدة، كما يطور مهاراته بالرسم والتلوين على الجبس والورق.
المثير أن مهمدوفيتش شغوفة بصناعة مجسمات وقوالب الجبس، حيث تحضرها منزلياً وفق أشكالٍ متعددة ليقوم الأطفال بتلوينها لاحقاً، وقالت: سأعمل على إضافة سينما للصغار، كما ستكون هناك ورش عمل مجانية للأطفال، بما يثري مفهوم التعلم عن طريق اللعب.
شغف كبير
بسؤال زوجها معاذ هواري، الذي يعمل استشارياً تقنياً في شركة أميركية بدبي، عن تقبله للفكرة خاصة وإنها مكلفة، قال: ليس سهلاً على امرأة شغوفة بعملها أن تقضي جل وقتها في المنزل للتربية وتدبير شؤون المنزل بنفسها، وندينا لم تبحر بطموحها بعيداً عن أطفالها عمار وليلى، حيث إنها كانت حريصة على التفكير بما يبقيها قريبة منهم وهذا ما شجعني على السعي نحو جعل حلمها حقيقة مهما كلفني الأمر من مال أو جهد.
سعادة
بعد النجاح الكبير الذي حققته مهمدوفيتش في إدارة فرعي المشروع في منطقتي «غرين كوميونتي» و«دي آي بي»، حظيت جهودها باهتمام شركة «إعمار» العقارية، التي بادرت إلى منحنا مكاناً فريداً في سوق البحار، نظراً لحداثة الفكرة وانسجامها مع توجهات الإمارة نحو الإبداع والابتكار ونشر السعادة والمعرفة.
البيان