على مسافة بعيدة من قلب القاهرة، حيث تتواجد أغلب المراكز الحقوقية المهتمة بحقوق النساء، تحديدا في محافظة بورسعيد، يجلس قرابة ثلاثين شخصا من الفتيات والرجال من أجل محاضرات في "النسوية"، في مبادرة تقوم بها حملة "مش هسكت تاني" لمناهضة التحرش، في تأسيس أول مدرسة نسوية بمصر، تقدم للنساء والرجال على حد سواء.
قبل شهرين من اليوم، كان القائمون على المبادرة من متطوعين ومتطوعات يفكرون في كيفية تقديم مفهوم "النسوية" للنساء والرجال، فقدموها في هيئة مدرسة تستمر لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد، تحكي منسقة المدرسة إيناس المعصراوي لـ"مصراوي" عن بداية التجربة، تقول إن الورشة فتحت باب التقديم للفئات العمرية من 18 إلى 35 عاما من الفتيات والشباب، كانت المبادرة من خلال الإنترنت وأيضا من خلال أصدقاء المتطوعين بالورشة، لتجد إقبالا في أول دوراتها، والتي تقدم مجانا.
صورة مشوهة تحملها معنى كلمة "نسوية" في أذهان البعض، فالنسوية هى الاعتراف بأن للمرأة حقوقا وفرصا مساوية للرجل، ذلك ما تسعى إليه الورشة لإيصاله للشباب والفتيات بالورشة، بالإضافة إلى خلق "مساحة آمنة" لهم للتعبير عن أنفسهم، ومحاولة فهم احتياجات النساء بشكل صحيح، تذكر منسقة الحملة إن المدرسة تقوم على عرض الأفلام عن النساء اللاتي تعرضن لقسوة المجتمع، بالإضافة إلى عروض عن تاريخ النسوية، ومجموعة قراءات عالمية عن النسوية، وكذلك ورش حكي للفتيات.
بحكم طبيعة الورشة، فغلُب عليها الفتيات أكثر من الرجال، فمن أصل ثلاثين فرد يوجد سبعة رجال، تحكي إيناس إن بداية الورشة عبر عدد من الفتيات عن تخوفهن من النسوية، وإنهن لا يريدن خلع الحجاب أو التحرر، وهو ما أبرزته منسقة المدرسة إن ذلك من الصورة الخاطئة المأخوذة عن النسوية، "النسوية حقوق وواجبات، وما دامت السيدة تعرف تماما حقها وماذا تفعل من أجل أن تناله، فهى تدرك معنى النسوية".
"المحافظة والتدين" سمتان يغلبان على المشاركين في الدورة، إذ تقول إيناس إن أكثر الأفكار التي تدور في ذهن الفتيات عن الحقوق والواجبات تشبه تماما زي الفتيات في الأعياد، يكاد يكون متطابق، وهو ما استدعى من المتطوعين تأسيس تلك المدرسة، تردف إيناس "هناك حالة من التردي في مستوى الوعي لدى الفتيات عن حقوقهن بالمجتمع، فالنساء في الخمسينات والستينات نراهم في الصور يرتدين الملابس بحرية ويجلسن في الحفلات بل ويدخن، دون التعرض لمضايقات، وما تسعى له الورشة هو رفع درجة الوعي عن حقوق النساء، وإن يكن لديهن درجة من تحمل المسؤولية للدفاع عنها".
المدرسة النسوية تقوم أيضا على تقديم الدعم النفسي والقانوني للنساء، بالإضافة إلى الاستعانة بالمراكز المهتمة بحقوق النساء في القاهرة الكبري، بتقديم أساتذة لشرح المواد الخاصة بالنسوية، خاصة إنها أول مدرسة اقليمية تهدف لوعي النساء بالنسوية.